"تحريم الدم الفلسطينى" أول اتفاق أقرته الفصائل الفلسطينية مع بداية جلسات الحوار الوطنى بالقاهرة فى مارس الماضى، واعترفت فتح وحماس بارتكاب جرائم اغتيال واعتقال فى حق الآخر، وأكدوا على استعدادهم بعدم الرجوع الى رفع السلاح فى وجه بعضهم البعض وألا يتم رفعة إلا فى وجه العدو الإسرائيلى الذى يهدد فلسطين بكل فصائلها.
قبل 7 يوليو الموعد الذى حددته مصر لتوقيع اتفاق المصالحة وفى أول اختبار لنوايا فتح وحماس نقضا كل ما أقروه داخل قاعات الاجتماعات المغلقة، وشهد الأمس اشتباكات عنف بين حماس والسلطة الوطنية فى الضفة الغربية والتى أدت إلى قتل المجاهد القسامى محمد السمان قائد كتائب القسام بقلقيلية ومرافقه محمد ياسين، وسبق ذلك بأيام حملة اعتقالات متبادلة بين الحركتين فى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
كل هذا التطورات على الساحة الفلسطينية تفرض تساؤل هام حول إمكانية توقيع اتفاق مصالحة وطنية فى يوليو القادم فى ظل نقض فتح وحماس لبنود الاتفاق الأساسية؟
سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الفلسيطينية حمل حركة حماس ما يحدث فى الضفة الغربية، حيث أكد أنها كعادتها لا تسعى الى تسوية، ودلل على ذلك بالرسالة التى سلمتها منذ ايام لمصر لإبلاغها بموقفها من القضايا العالقة فى الحوار الفلسطينى.
حماس حصرت فى رسالتها، حسب غطاس، الاتفاق على وجود قوات مشتركة من الجانبين للإشراف على معبر رفح، بل وقامت منذ عدة أيام بحملة اعتقال فى صفوف حركة فتح بقطاع غزة من بينها القيادى أحمد نصر عقب عودته من رام الله وتم وضعه فى أحد المعتقلات الموجودة فى القطاع.
وعن تحميل حماس لأبو مازن المسئولية لما حدث واتهامه الخيانه والعمالة أكد غطاس أن حماس دائما ما تتهم أبو مازن بالخضوع للضغوط الأمريكية والصهيونية، بالرغم من تصريحه عقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية بأنه لن يتحاور مع نتاياهو إلا بعد وقف الاستيطان تماما.
ووصف ما حدث فى قلقيلية بمجرد تطبيق للقانون الذى أكد على منع حمل السلاح أو تخزينه بالمناطق السكنية سواء من حركة فتح أو حماس دون تفرقة، مشيرا إلى أنه فى ظل استمرار تبادل الاتهامات بين فتح وحماس سيتم التقدم نحو مزيد من عرقلة الحوار الوطنى الفلسطينى.
المحلل السياسى الفلسطينى عبد القادر ياسين فرق فى هذه الواقعة بين حركة فتح ورجال الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، حيث أكد أن رجال الأمن وليس حركة فتح هم رهينة يعملون حسب رؤية وأوامر الأمريكان والإسرائيليين الأعداء الحقيقيين لفلسطين، وهم يعملون فى إطار مشروع أمريكى صهيونى، وبالتالى فلا داعى للغرابة مما حدث، ملفتا إلى أنه واقعة كانت متوقعة.
"ما يحدث هو صورة للخلافات الحقيقية بين فتح وحماس" بهذه الجملة بدأ خبير الشئون الفلسطينية والإسرائيلية عماد جاد تعليقة على الحادث، حيث أكد أنه منذ بداية الحوار الفلسطينى والمشكلات واضحة ومستمرة بين فتح وحماس.
جاد أوضح أن هذه ليست الواقعة الوحيده التى تؤكد على شده الانقسام التى لم تقضى عليها اجتماعات الحوار، فتوسيع حكومة حماس فى قطاع غزة وتشكيل حكومة جديده برئاسة سلام فياض فى الضفة الغربية كان بداية ومقدمه لهذه الحادثة، وتأكيد لهدم كل ما يتم الاتفاق عليه.
ورغم كل هذه التوترات فى الأوضاع السياسية والأمنية بين الطرفين فى فلسطين إلا أنه لا أحد يستطيع أن يجزم بفشل الجلسات القادمة من الحوار، ولكن إذا استمر هذا التوتر فلن تستقر الأمور بينهما.
خبراء: لا استمرار للحوار الفلسطينى فى ظل التوترات الأمنية
الأحد، 31 مايو 2009 06:56 م