هيثم محمد صاوى يكتب: من الآخر .. "دكان شحاتة"

السبت، 30 مايو 2009 10:53 ص
هيثم محمد صاوى يكتب: من الآخر .. "دكان شحاتة"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شحاتة هو زى كل مصرى عليش فى البلد ده، اتولد فى الزحمة، قلبه طيب ومبيعرفش ياخد حقه، واللى يضايق أكتر إنه بيتظلم وبيرضى بالظلم بس هيعمل إيه، قلبه طيب زى كل المصريين.

اعتقدت فى لحظة ما خلال مشاهدتى لفيلم "دكان شحاتة" أن هذا الرد سيكون تعليق المخرج –خالد يوسف على أحداث الفيلم محاولا تبرير ما حدث؟

ولكن لا يمكن تفادى ما حدث لأنه سيظل فى تاريخ السينما المصرية، بينما تصريحات خالد يوسف الصحفية ولقاءاته التليفزيونية ستواجه النسيان أو الظروف الجوية السيئة التى ستعمل على اتلافها.

مشهد بداية الفيلم هو من المشاهد قبل الأخيرة فلم يكن صعباً ع الجمهور أن يخمن أسلوب الفلاش باك، خاصة بعد الدورة التدريبية المطولة لمسلسل "رأفت الهجان".

تحركت الأحداث المكونة لبدايات الفيلم، والتى شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة من الثمانينيات إلى التسعينيات، وعليك أن تركز بشدة لأنها ستتكرر خلال الفيلم (خد بالك)، وستكون مواقع تكرارها غير ملائمة تماما (حاول تاخد بالك برده) زى حريق مسرح بنى سويف وإعلان انتخابات رئاسة الجمهورية.

مشهد البداية الفعلية للفيلم، محمود حميدة (صالح) وهو بيجيب حد يولد مراته، "ركوبه الحمار كصعيدى متودك، يدل على أنك على مشارف فيلم إن لم يكن بطله الأحداث سيكون بطله الأداء، لكن تخلى حميده عن الأداء أو تخلى عن حميده من كان المفترض أن يضبط أداءه. ثم تنقلك الأحداث فى لحظة ما لمحاولة الإجابة على اسم الفيلم.

اسم المولود (شحاتة-عمرو سعد) جاوب على أول تساؤل فى اسم الفيلم، وعندما قرر عبد العزيز مخيون (ومش هقول اسمه فى الفيلم) لأنه لم يكن د.مؤنس (الشخصية اللى لعبها) بل كان عبد العزيز مخيون اللى مع عبد الناصر وضد السادات وبيقول كفاية دلوقتى.

المهم عندما أعطى مخيون قطعة أرض لأبو شحاتة (محمود حميدة) الذى يمتلك 3 أطفال غير شحاتة، قام ببناء دكان وسماه دكان شحاتة، ومع سؤال الأطفال ليه يابا سميته شحاتة، اشمعنى اسمه هو ومع خلفية أمهم اللى خانت أبوهم.

تتخيل نفسك إنك انتقلت لفيلم "بين القصرين" أو "الأخوة الأعداء".

المهم يكبر شحاتة و"ياريته ماكبر" وتظهر هيفاء وتربطها بشحاتة علاقة غرامية من غير مقدمات أو معطيات، وبقرأتى قبل مشاهدة الفيلم تصريحات المخرج بأن مستقبل هيفاء التمثيلى سينافس مستقبلها الغنائى، لم تحالف اللكنة الصعيدية أو المصرية هيفاء وهبى، وتداخلت استعراضاتها فى الفيلم على غرار الأفلام الهندية بدون مقدمة أو سبب أو حتى بدون هدف.

من الآخر..
افتقد الفيلم للإيقاع بالمعنى الحرفى للكلمة وافتقد للذروة، ذروة إيه؟
بمعنى أن شحاتة اتظلم وأبوه مات ودخل السجن "وحلق زلبطة" وأخواته خانوه وواحد منهم اتجوز خطيبته ونحن (كجمهور) فى انتظار ماذا سيفعل شحاتة، ولكنها المفاجأة وهى أن شحاتة طيب ومبينتقمش.

لم يكن التصوير خلاب وخاصة مع استعراض معالم القاهرة فالحركات تقليدية، واللقطات الثابتة التى استخدمها المخرج بواسطة التصوير +المونتاج (خلال خروج شحاتة من السجن ورؤيته للواقع المصرى الأليم لا يفوق مستواها مستوى أضعف التقارير الإخبارية فى أضعف القنوات الفضائية.

ولكن ما استفزنى الأساليب غير المباشرة والرمزية فى التعبير:
- هات يابنى صورة الريس "عبد الناصر" علشان تسد الشرخ
- الشرخ كبير أوى يابا
- انتى بتبيع غاز؟ لا طبعا الغاز بيروح هناك
- والمفروض يكون كل المواطنين عارفين إيه هناك ده.

غاب التألق عن كل الممثلين، وقرر عمرو عبد الجليل أن يدفن نفسه مرة أخرى بتمسكه بنفس أداء "حين ميسرة".

وأخطأ حميدة حين قرر أداء الدور، وستظل غادة عبد الرازق نجمة التريلر وليست نجمة العمل وهيفاء وهبى سيفقدها التمثيل رونقها لأنها لا تجيد الكلام، أما عمرو سعد فقرر أن يلعب دور محسن محى الدين، أن يتمسك بالمخرج ويترك طريقه.

ولكن من كان أكثر غيابا هو عنوان الفيلم "دكان شحاتة"، وسيظل التساؤل حتى بعد نهاية الفيلم .
من؟ ماذا؟ أين؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟

آه (ثانية واحدة)
نهاية الفيلم بحلول عام 2000 ومش عارف كام، المفترض أن يكون رد الجمهور فى سره (يا سللللللللللللللللللا م .هوه ده ممكن يحصل) لكن خلال الحفلة التى حضرتها قال الجمهور فقط، يا سللللللللللللللللللا م.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة