اهتمت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فى تقرير أعده مراسلها فى القاهرة ليام ستاك، بالتعليق على موقف نشطاء الديمقراطية والإصلاح المصريين إزاء اختيار الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، مصر لتكون منصة يقدم من خلالها رسالته المنتظرة إلى العالم الإسلامى، وتقول الصحيفة إن العديد من نشطاء الديمقراطية فى مصر يساورهم القلق من أن تمثل هذه الزيارة دعم إدارة الرئيس أوباما للرئيس المصرى حسنى مبارك، الذى حكم البلاد لمدة 28 عاماً.
تشير الصحيفة إلى أن حقوق الإنسان طالما كانت قضية شائكة فى علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بمصر فإدارة الرئيس الأمريكى، جورج بوش ضغطت على مصر لإحلال الديمقراطية على أرضها ومراعاة حقوق الإنسان عام 2005، ولكنها عكست نهجها واختارت الاستقرار وتناست على ما يبدو شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، لذا تصاعدت مخاوف النشطاء من أن اختيار أوباما للقاهرة يظهر نيته لاستئناف هذه السياسة.
يقول سعد الدين إبراهيم، ناشط ديمقراطى ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الاجتماعية واتهم بمحاولة "تشويه سمعة مصر" فى كتاباته، إن مكان توجيه الرسالة يعتبر جزءاً من الرسالة نفسها. وتقول الصحيفة إن عددا قليلا من الأشخاص الذين يعرفون حيثيات تغير موقف واشنطن إزاء الإصلاح المصرى مثلما يعرفه إبراهيم عن ظهر قلب.
ويضيف، توجيه رسالة إلى العالم الإسلامى من عاصمة يحكمها قائد سلطوى لا يضيف إلى موقف أوباما إزاء الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر والعالمين العربى والإسلامى بشكل إيجابى.
ومن جانبه يقول عصام العريان، عضو بارز فى جماعة الإخوان المسلمين، إنه لأمر طبيعى أن يركز أوباما على المصالح الأمريكية، ولكنه لا يجب أن يغفل حقوق الإنسان، فإذا كانت ترغب الولايات المتحدة فى تعزيز مصالحها فى هذا الجزء من العالم، يجب أن تبنى علاقة صداقة مع الشعب وليس الطغاة الذين يحكمون، فاتركوا الشعوب تختار حكوماتها وحياتها.
بينما يرى محسن سعيد أستاذ جامعى فى جامعة القاهرة، أن أوباما يجب أن يكون مراوغاً عند التطرق إلى الديمقراطية.
ومن جانبه يرى ضياء رشوان، محلل سياسى فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الولايات المتحدة يجب أن تترك مسألة الديمقراطية إلى المصريين، فهى لن تستطيع تحقيق الديمقراطية لنا، لأنها ليست جزءاً منها، ومن الأفضل أن يعلن أوباما موقفه إزاء القضايا المنخرطة فيها، فنحن لا نحتاج نصيحة منه، وإنما حلول جذرية.
ومن ناحية أخرى يقول نشطاء حقوق الإنسان، إن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل فى بث رسائل مختلطة حول الإصلاح فى المنطقة. من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون يوم الخميس الماضى إن الدفاع عن حقوق الإنسان سيصب بالضرورة فى مصلحة مصر، ولكن على الرغم من ذلك، تقول الصحيفة إن هذه التصريحات لن تخفف من قلق النشطاء المصريين.
تضيف الصحيفة، أن وزير الدفاع الأمريكى، روبرت جيتس، ضرب على نفس الوتر أثناء زيارته الأخيرة، إلى مصر فى أول شهر مايو الحالى، عندما أكد على أن المعونة العسكرية التى تتلقاها مصر من الولايات المتحدة الأمريكية، وتقدر بـ2 مليار دولار أمريكى، لن تكون مشروطة بالإصلاحات السياسية، مثلما أراد أن يفعل الكونجرس عام 2007.
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة