كشفت دراسة لصحيفة الفايننشيال تايمز عن ارتفاع عدد الأشخاص من الدول الشرق أوسطية الغنية بالنفط الذين يتقدمون بطلبات التحاق للدراسة فى بريطانيا إلى الضعف خلال ثلاث سنوات فقط، حيث بدأت الأعداد تتزايد سنوياً منذ عام 2001 على الرغم من التقلبات الكبيرة فى أسعار النفط، كما أن أعداد الملتحقين بالدراسة فى بريطانيا قفزت إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه خلال العقد الماضى، مما يزيد من النفوذ البريطانى فى المنطقة.
وجاءت زيادة أعداد الدارسين من "النخب المستقبلية فى المنطقة"، وفق تعبير الصحيفة، انعكاساً للسمعة الدولية الكبيرة التى يحظى بها التعليم البريطانى.
وتتوقع الصحيفة، أن تعزز هذه القفزة فى أعداد الدراسين العرب لدى الجامعات البريطانية من النفوذ البريطانى بالمنطقة، فضلاً عن توفير الكثير من الإيرادات اللازمة للجامعات فى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة إلى جعل تمويل الجامعات أكثر صرامة، إذ يتحمل الطلبة الذين هم من دول خارج الاتحاد الأوروبى مصروفات دراسية أعلى.
ويضيف شون كورتيس رئيس الوحدة الدولية فى الجامعات البريطانية، أن الدارسين العرب لدى بريطانيا سينقلون معرفاتهم وخبراتهم إلى اقتصادهم وفى المقابل فإن خريجى مؤسسات التعليم البريطانية ممن سيتقلدون مواقع فى السلطة فى بلادهم سيصبحون أصدقاء للمملكة المتحدة البريطانية.
وتؤكد الجامعات البريطانية، أنها ستزيد من جهودها لزيادة أعداد الطلاب الأجانب لديها أكثر من ذى قبل، ذلك بسبب عودة الإقبال على الجامعات الأمريكية مع تقليل القيود على منح التأشيرة بعد سنوات من تشديد تلك القيود والعداء لأمريكا فى العالم العربى منذ عام 2001.
ويتوقع مسئولون من الجامعات البريطانية، أن تستفيد نظيرتها الأمريكية من إدارة أوباما الذى يعتبره العرب أنه أكثر ودية من إدارة سلفه السابق جورج بوش.
فيما يشير آلان جودمان رئيس المعهد المستقل للتعليم الدولى فى نيويورك إلى قيام القنصلية الأمريكية فى الشرق الأوسط ببذل الكثير من الجهود لتسريع تجهير طلبات الالتحاق بالجامعات الأمريكية.
ويخلص بحث الفايننشيال تايمز إلى ارتفاع مطرد فى أعداد الدارسين العرب فى كلا الجامعتين البريطانية والأمريكية منذ التسعينات، إذ ارتفعت النسبة من 30% إلى 33.06% فى عام 2008 مثلاً.
وتشير أرقام نظام القبول فى الجامعات التى تقيس طلبات الالتحاق القادمة من سبع دول عربية هم أعضاء فى منظمة الأوبك إلى تصدر أعداد الملتحقين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للحصول على البكالوريوس من الجامعات البريطانية، ثم يأتى بعدهما إيران والعراق والكويت وليبيا وقطر، ولا تشمل الأرقام الأعداد الكبيرة من طلاب الدراسات العليا.
ويوضح نديم شحادة خبير عربى وزميل بمؤسسة شاسام هاوس، أن الدول العربية أو الشرق أوسطية تلجأ إلى إرسال المزيد من أبنائها للدراسة لدى الجامعات البريطانية كجزء من تصميم عام لتحسين التعليم لديها، وأشار إلى تقرير التنمية البشرية لعام 2003، الذى قال إن عدد الكتب المترجمة فى العالم العربى منذ القرن التاسع يعادل ما ترجمته إسبانيا فى سنة واحدة.
وأشار شحادة إلى أنه فى عام 2003 كانت هناك محاولة حقيقية لزيادة الرأس مال البشرى من خلال التعليم.
يذكر أن الطلاب العرب فى الجامعات البريطانية على الأرجح ما يفضلون دراسة الموضوعات العملية مثل الهندسة والدراسات التجارية.
الفايننشيال تايمز ترصد ظاهرة تزايد النخب العربية الدارسة فى بريطانيا
السبت، 30 مايو 2009 04:05 م
أعداد الملتحقين بالدراسة فى بريطانيا قفزت إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه خلال العقد الماضى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة