لوفيجارو: كنوز مصر الفرعونية باقية إلى الأبد

الأحد، 03 مايو 2009 11:29 ص
لوفيجارو: كنوز مصر الفرعونية باقية إلى الأبد كنوز مصر الفرعونية باقية إلى الأبد
عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفردت صحيفة لوفيجارو فى الملحق الأسبوعى لها تقريرا مطولا لعالم المصريات الفرنسى الشهير كرستيان جاك مؤلف ما يقرب من خمسين كتابا عن مصر، ترجمت إلى ثلاثين لغة وحققت نسبة مبيعات على مستوى العالم وصلت إلى 27 مليون ألف نسخة. يتطرق جاك فى هذا المقال إلى الحديث عن روعة الحضارة الفرعونية القديمة التى لم تفصح بعد عن كل أسرارها، وأيضا عن التهديد المعرضة له نتيجة الزحف العمرانى والأعداد الغفيرة من السياح.

يفتتح كرستيان جاك مقاله بالإشارة إلى قول عالم المصريات الفرنسى الراحل سيرج سونورون "أن المشاهد الطبيعية المصرية تستحوذ على الإنسان وتمنحه فى المقابل جزءا من أبديتها". بيد أن تلك المناظر، كما يرى جاك، تتعرض منذ عدة عقود إلى تغيرات مستمرة على يد البشر، لعدة أسباب من أهمها الزيادة السكانية التى "لا يدرى أحد متى ستتوقف"، والتى باتت تمثل خطرا يحوم حول تلك الأبدية التى تتميز بها المواقع المصرية.

ويتساءل جاك عما سيكون عليه مثلا مصير هضبة الجيزة إذا استمرت مبانى العاصمة المصرية فى التوسع، أو كيف يمكن أيضا حماية الأهرامات من التلوث.. فقد بات مستقبل كثير من المناطق الأثرية فى مصر معرضا للخطر، والأمثلة على ذلك كثيرة، يسوق كرستيان جاك بعضا منها.

أصبحت التغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه الجوفية نتيجة بناء خزان أسوان تهدد بدورها معابد جنوب مصر المشيدة من الحجر الرملى، وكذلك النقوشات الفرعونية على المقابر فى الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة قد لا تنجو هى الأخرى من خطر الجموع الغفيرة من السياح. وعلى الرغم من كونها تمثل مصدر دخل هام للعملة الأجنبية فى مصر، إلا أنها فى ذات الوقت تسبب أضرارا كبيرة بروائع الآثار الفرعونية.. من بينها إغلاق مقبرة سيتى الأول المذهلة وتقييد عملية الدخول إلى مقبرة نفرتارى، إحدى القمم الفنية فى مصر القديمة.

وهنا يطرح جاك تساؤلا آخر: هل لا تزال هناك عجائب آثرية أخرى لم تكتشف بعد فى مصر أم هل نضبت وقام علماء الآثار بالتنقيب عنها جميعا؟ يؤكد جاك أن الإجابة واضحة للغاية، فما زال هناك عمل ضخم فى انتظار المنقبين، ولم تنته بعد المفاجآت التى تحملها مصر للعالم. فما زالت هناك مقابر وتماثيل ومومياوات تختبىء تحت رمال الجيزة وسقارة وغيرها فى انتظار العثور عليها.

وفى النهاية يقدم جاك نصيحة إلى القراء حول أفضل طريقة لاكتشاف مصر، قائلا إن زيارة تقليدية قصيرة لمدة أسبوعين غير كافية لرؤية كنوز هذا البلد التى لا مثيل لها. حيث يصبح من الأفضل اختيار منطقة بعينها واكتشافها بشكل عميق قدر المستطاع. وينصح كذلك بضرورة القيام برحلة نيلية بين أسوان والأقصر لتذوق أوقات رائعة على صفحة النيل والتمتع بمشاهدة عدد من المواقع الآثرية فى الصعيد.

يخلص كرستيان جاك إلى أن الفن المصرى القديم هو فن ذو طابع عالمى، يتحدث إلى القلب، ويحيى النظرة التى اعتقد الإنسان أنها فقدت إلى الأبد.. واللغة الهيروغليفية هى فى الوقت ذاته رمز ولغة وعمل فنى.. كل معبد وتمثال ومسلة هى كائن حى يحمل اسما. جميعها أشياء لا يمحيها الزمن ولا يترك آثاره عليها، وعلى الرغم من أن مصر الفرعونية لم تعد موجودة إلا أن قيمها ستظل خالدة، حيث غلبت مصر الفرعونية الموت. فالمقابر لم تعد مقابرا إنما مساكن للأبدية تشع بالألوان، والقبور لم تعد قبورا وإنما أهرامات تشبه أشعة الشمس التى تربط بين الأرض والسماء.. والمبانى الصماء لم تعد كذلك، وإنما معابد تطلق من ذاتها طاقات منيرة.
تلك هى مصر التى لا تنتمى إلى الماضى، بل على العكس تضىء حاضر العالم بآثارها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة