ها هى أنفلونزا الخنازير تزور البشر وتأنس بهم، بعد أن سبقتها أنفلونزا الطيور.
أنفلونز الطيور حينما زارتنا من قبل كانت الساحة خالية أمامها إلا من الأنفلونزا العادية.. تلك التى ألفناها تماماً وتحصن البعض منها باللقاحات.. ونتيجة لذلك لم يعد لها التأثير الوبائى والاجتياح السريع الذى كان لها من قبل.
أما أنفلونزا الطيور فتصيب الطيور أساساً، ولا تنتقل منهم إلى البشر. وإذا تصفحت كتب الطب البيطرى ستجدها معنية بذكر هذا النوع من الأنفلونزا.. لما تسببه من أثر اقتصادى سلبى وخسائر كبيرة لمزارع الدواجن.
أنفلونزا الطيور هذه (ويعرفها المربون بشوطة الفراخ) ظلت هكذا ينحصر أثرها فى الدواجن إلى أن لوحظ أن الفيروس المسبب لها قد أنتقل _ ولأول مرة إلى البشر _عن طريق دواجن مصابة ومريضة.. عندما انتهى العلماء من أبحاثهم تفسيراً لظاهرة الانتقال هذه، والتى تحدث لأول مرة.. اكتشفوا أن فيروس أنفلونزا الطيور قد تحور تركيبه الجينى (الوراثى)
وقد أدى هذا إلى تمكنه من إحداث الأصابة فى الأنسان..
إذن ما المشكلة؟؟ المشكلة تكمن فى أن يتمكن الفيروس من الانتقال من إنسان لآخر.. وهنا يتحقق انتشاره فى صورة وبائية.. ولكن لماذا؟ السبب بسيط وهو أن الإنسان _أى إنسان _ حين الإصابة بالفيروس المتحور(الجديد)، فإن جهاز المناعة فى جسمه يخلو تماماً من الأجسام المضادة.. والتى تتكون نتيجة للإصابة بالأنفلونزا العادية فى مرات سابقة.. فهنا يلزم بعض الوقت للتعرف من قبل جهاز المناعة على الفيروس وتكوين مناعة ضدة..
ها هى الأوامر تصدر من قبل المسئولين بضرورة التخلص من الدواجن (بإعدامها إن كانت مصابة أو بذبحها إن كانت سليمة) واستهلاكها قبل أن يتفشى الفيروس بين البشر.. لم تتريث الأوامر بما يكفى للإقلال من الأثر المدمر الناشئ عن الخسارة بتحصين الطيور.. ولمراعاة أنه لدينا سلالات داجنة ذات سمات وراثية معينة تمكنها من العيش فى بلادنا بما حباها الله من خصائص ملائمة تماماً للبيئة المحلية.. ونقول أيضاً بأنه لو تم القضاء على هذه السلالات قضاءً نهائياً فإن هذا يمثل خسارة حيوية (بيولوجية) فادحة.. فهل تنبه المسئولون لذلك؟
أن السلالات المحلية هذه لا يمكن تعويضها بعد انقضاء الأزمة بسلالات يجرى استيرادها من الخارج مثلاً..لأنها ببساطة غير مهيئة لبيئتنا المحلية.. ولكن ما العلاقة بين أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير؟ وهل يمكن القضاء على هذا النوع الأخير بإعدام الخنازير كلها مثلاً..؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
