د/ شيرين الألفى تكتب: بحبها وبخاف منها

الأحد، 03 مايو 2009 11:12 ص
د/ شيرين الألفى تكتب: بحبها وبخاف منها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقتربت امتحانات نهاية العام, واقترب نزولى إلى مصر الحبيبة وأنا أشعر بالفرحة وأيضاً أشعر بالخوف! الفرحة لرؤية بلدى التى أحبها ولا أشعر بالراحة إلا فيها، والفرحة برؤية أهلى وأحبائى, أما الخوف فهو على بناتى اللاتى أخاف عليهن مما أسمع وأقرأ كل يوم عن خطف الأطفال وتجارة الأعضاء التى أصبحت مصر فيها الثالثة على مستوى العالم، ووزارة الداخلية لا تفعل شيئاً بالطبع لأن أطفال مصرلا تعنيها فى شىء، إنما يعنيها الحيلة وأبوه الذى تعلموه..!!

وياليت الصدارة كانت لمصر فى شىء يشرف حتى لو كان كورة القدم إنما مصر تتصدر العالم فى كل المصائب مثل تجارة الأعضاء والسرطان والفساد.................إلخ.
كم أشعر بالضيق والألم لأن بلدى التى أحبها لا أشعر فيها بالأمان، بينما أشعر به فى بلاد كانت منذ بضع سنين صحراء ومجموعة من الرعاة.

كل عام أنزل إلى مصر وأنا سعيدة حتى أننى عندما تقترب الطائرة من الهبوط لا أستطيع أن أمنع دموعى من شدة الفرحة والانفعال، وكذلك كل المصريين الذين معى فى الرحلة، ومع ذلك كم نعانى من إجازة قصيرة لا تزيد عن ثلاثة أشهر.

نعانى القلق وعدم الشعور بالأمان, نعانى غلاء الأسعار، فكيف بالفقراء فى مصر؟ إننا فى مصر نشعر أن الفلوس عليها (سبرتو) كما يقولون, لا أدرى ما هى المشكلة, حقاً هناك قلة بركة غريبة, ناهيك عن كثرة المشاكل التى تحدث بينى وبين زوجى بدون سبب وكأن كل شىء فى مصر غريب ومثير للأعصاب، بينما والحمد لله أنا خارج مصر حياتى هادئة, وهذا شىء يعانيه الكثير فى مصر, وأنا فى مصر أشعر أن الجو مشحون بالغضب والمشاكل, إذا نزلت إلى الشارع تجد الجميع فى مشاكل وفى شجار, إذا قدت السيارة لا أسلم من السب والمضايقات وقلة الأدب والذوق فى التعاملات، ولا يراعى أحد أننى امرأة محجبة ومعى بناتى, على الرغم من أنى هنا فى البلد الخليجى أحظى باحترام كبير كامرأة، سواء أقود سيارة أو أسير فى الشارع على قدمى.

عندما أنزل مصر وأحاول أن أراعى قواعد المرور وأحترم المشاة كما يحدث فى كل البلاد المحترمة, أقابل بردود أفعال غريبة، وكأننى لست على صواب, فى مصر أشعر أن كل الموازين انقلبت.

فى مصر ينطبق المثل القائل (مش قادر على الحمار بيتشطر على البردعة) حقاً الناس فى مصر مش قادرين يواجهوا مشاكل البلد والحكومة والكبار فبيتشطروا على بعضهم بعضاً من الضعفاء والطيبين, أما أن يقفوا أمام من يتسبب فى كل مشاكلهم فمستحيل.

حقيقة أنا فى حيرة من أمرى، أين الخلل؟ هل فى الناس أم فى الحكومة؟ مع أنى أميل جداً إلى أن العيب فى الناس, الناس لو على الأقل اتقوا الله فى بعضهم بعضاً لأصلح الله حالهم, نعم إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, كيف نكون بهذه الصورة السيئة من الأخلاق ونتمنى من الله أن يصلح حالنا........؟؟

يا حضرات كل واحد مسئول عن أفعاله وحده، وسيحاسبة الله وحده، فليفعل كل واحد الخير حتى يجزيه الله الخير فى نفسه وفى أبنائه, أما هذه الصورة المؤسفة من الأنانية، فلن يجنى صاحبها إلا المزيد من الشقاء.

لن ينصلح حالنا إلا إذا شعرنا بحب مصر وتعاونا جميعاً فى إصلاحها, وتركنا الحقد والحسد والأنانية التى أصبح الجو المصرى مشحوناً بها, حقا الناس فى مصر لا يشغلون نفسهم إلا بأنفسهم، ولو فكروا فى غيرهم لم يفكروا إلا بطريقة كلها حقد وحسد ورغبة فى امتلاك ما يملكه الغير.

أنا لا أنكر أن هناك الكثير من الخير فى مصر والكثير من الطيبين، ولكنهم يضيعون وسط هذا الركام الفظيع من الشر, ويبدو الذى يفعل الخير ويسير على الطريق الصحيح وكأنه شىء غريب.

ياليتنا نعلم أننا فى مركب واحد، وأنها لو غرقت ستغرق بالجميع, فكم أتألم أن تصل مصر إلى ما وصلت إليه وهى تستحق أن تكون فى المقدمة بشعبها الطيب وشبابها الذكى, حقا لا توجد أية دولة عربية تزخر بهذا الكم الهائل من العلماء والعقليات الفذة, وتجد أن المصريين متقدمين فكرياً وعلمياً، بينما الكثير من الدول العربية تعتمد على المال فقط ولا يوجد عندها أى عقول. فلماذا لا تكون مصر فى المقدمة، وهى تملك أكبر الثروات وليس أفضل من العقول ثروة عند الأمم. ناهيك عن ثرواتها الطبيعية ومواردها التى للأسف دمرها الحكام الخونة ومن حولهم وكل ذلك بتدبير من إسرائيل.

وحتى الثروة البشرية يتم تدميرها بتخطيط من إسرائيل وكما نرى نسبة الإصابة بالسرطان فى مصر فاقت كل دول العالم, فكل عائلة تقريباً فى البلد لديها مريض سرطان إن لم يكن أكثر. إنها كارثة بكل المقاييس.

يا كل مصرى نريد أن ننقذ المركب قبل أن تغرق ونغرق جميعاً فهل تضعوا أيديكم فى أيدى بعضكم لننقذ بلدنا وأنفسنا وأبناءنا ومستقبلنا من الضياع؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة