بوسطن جلوب: على أوباما إدراك طبيعة الصراع فى الشرق الأوسط

خصصت صحيفة بوسطن جلوب افتتاحيتها اليوم الأحد للتعليق على قضية تورط حزب الله فى تنظيم خلية إرهابية فى مصر خلال الشهر الماضى بعدما تم توجيه تهمة التجسس، والعمل لصالح دولة أجنبية، والسعى لإلحاق الضرر بأمن مصر القومى، للمعتقلين التسعة المشتبه بهم.

وتشير الصحيفة إلى الضجة التى أحدثتها هذه القضية وخاصة بعدما استنكر الرئيس مبارك، تنظيم حزب الله وإيران على الملأ، وأظهرت هذه الواقعة الشقاق العميق بين المعسكرين المتناحرين فى الشرق الأوسط، والمتمثلين فى الدول العربية التى تهيمن عليها الأغلبية السنية مثل مصر والمملكة العربية السعودية، والأردن، والمغرب مقابل إيران وحلفائها، سوريا، وقطر، وحزب الله، وحماس.

ودعت الصحيفة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى عدم تجاهل حقيقة الوضع فى الشرق الأوسط فى الوقت الذى يحاول فيه انتهاج سياسة جديدة إزاء قضايا الشرق الأوسط المتفاقمة، بما يشملها من قضية نووى إيران، والصراع بين إسرائيل وفلسطين.

اتهم مبارك فى خطاب له إيران وعملائها بمحاولة إلحاق الأذى بأمن مصر، حيث قال "لن نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادى السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية تسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربى".

وفى المقابل أثار اعتراف زعيم حزب الله، حسن نصر الله، العلنى بأن المواطن اللبنانى الذى الذى سافر إلى مصر لتقديم الدعم اللوجستى لحركة حماس فى غزة والمعتقل فى مصر عضو بحزب الله، دهشة جميع الأطراف. وبرر نصر الله وجود خلية تابعة له فى دولة عربية أخرى، قائلاً إن العملية كانت تستهدف الإسرائيليين وليس مصر.

وتقول الصحيفة إن المسئولين المصريين، قالوا إن أهداف المتآمرين لم تقتصر فقط على المواقع السياحية فى سيناء والقاهرة، بل امتدت أيضاً لتشمل قناة السويس، ونظراً لأهمية السياحة وحركة النقل البحرى عبر السويس بالنسبة لمصر، حيث يشكلان أهم مصدرين لتوفير الدخل، أكدت السلطات المصرية أن حزب لله يمثل ذراع إيران اليمنى التى تريد البطش باستقرار خصوم الجمهورية الإسلامية فى المنطقة حتى تتمكن من الهيمنة على القوى فى المنطقة، وبالتالى يزداد نفوذها.

وتنصح الافتتاحية أوباما فى الوقت الذى يستعد فيه للتحاور مع إيران بضرورة إدراك أن البرنامج النووى الإيرانى، والتناحر بين إسرائيل وفلسطين، والتوترات الداخلية فى العراق، والصراع على السلطة فى لبنان، ليست كل القضايا التى ينبغى عليه التطرق لها وحلها.