نفت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بقوة تقريرا بريطانيا نشر أمس، الخميس، جاء فيه أن صورا لإساءات تعرض لها سجناء عراقيون تتضمن مشاهد اغتصاب فيما يبدو وانتهاكات جنسية، هى من بين الصور التى تحاول واشنطن منع نشرها.
وفى انتقاد لاذع على غير العادة هاجمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقرير صحفية ديلى تليجراف البريطانية، بينما ذهب البيت الأبيض الأمريكى إلى حد التشكيك فى الصحافة البريطانية بشكل عام.
ونقلت ديلى تليجراف فى عددها الصادر أمس، الخميس، عن الضابط المتقاعد من الجيش الأمريكى الميجر جنرال أنطونيو تاجوبا الذى أجرى تحقيقا عام 2004 فى الإساءات فى سجن أبو غريب العراقى، قوله إن الصور تتضمن مشاهد "تعذيب وإساءة واغتصاب وكل سلوك شائن".
وقال برايان ويتمان المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين، إن الصحيفة أثبتت "عدم قدرتها على الحصول على الوقائع الصحيحة". وأضاف ويتمان قائلا "هذه المؤسسة الإخبارية حرفت محتوى الصور تماما. لا يظهر فى أى من الصور المعنية المشاهد التى وصفت فى المقال".
وذهب روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض إلى أبعد من هذا. وقال جيبز "أعتقد أنه إذا أجريت بحثا متواضعا على جوجل لن تجد فى هذه الصحف الكثير من الحقائق التى تجمع عليها أكثر من 25 كلمة".
وأضاف "دعونى أقول إنه إذا أردت قراءة مجملة لأداء فريق مانشستر يونايتيد الليلة الماضية فى الدورى الإنجليزى لكرة القدم قد أفتح صحيفة بريطانية. لكن إذا كنت أبحث عن شىء يدخل فى إطار الأنباء الصادقة قد لا أكون واثقا تماما من أن هذا سيكون اختيارى الأول."
وذكرت الصحيفة البريطانية أن صورة واحدة على الأقل تظهر جنديا أمريكيا يغتصب فيما يبدو، وأن صورة أخرى يقال إنها تظهر مترجما يغتصب سجينا ذكرا. وقالت الصحيفة إن صورا أخرى تتضمن اعتداءات جنسية بأشياء منها عصا وسلك وأنبوب لونه فوسفورى.
ونقل عن تاجوبا قوله خلال مقابلة صحفية مع مجلة نيويوركر نشرت عام 2007 أنه شاهد شريطا مصورا لجندى أمريكى فى زى رسمى يغتصب سجينة من الخلف.
وألحقت صور للانتهاكات فى السجن الواقع خارج بغداد ونشرت عام 2004 ضررا بصورة الولايات المتحدة، بينما كانت تخوض حربا متصاعدة مع مسلحين فى العراق، وأثارت استياء عميقا فى أنحاء العالم الإسلامى. وقال ويتمان إنه لا يعلم ما إذا كانت الصحيفة نقلت أقوال تاجوبا بدقة. لكنه لا يعلم باكتشاف أى صور مماثلة أثناء التحقيق بخصوص أبو غريب أو الانتهاكات بسجون أخرى.
وقال إن صحيفة تليجراف أخطأت أيضا عندما ذكرت فى وقت سابق من الشهر الجارى أن بعض الصور التى يحاول أوباما منع نشرها عرضها التلفزيون الأسترالى من قبل. وأضاف للصحفيين "أدعوكم إلى توخى الحذر عندما ترون قصة تالية عن الصور فى هذه الصحيفة بالتحديد. لقد أثبتوا الآن فى مناسبتين على الأقل عدم القدرة على الحصول على الوقائع الصحيحة".
وضمن تاجوبا الذى أحيل إلى التقاعد فى يناير عام 2007 تقريره مزاعم عن وقائع اغتصاب وانتهاكات جنسية. وتراجعت إدارة أوباما فى وقت سابق هذا الشهر وقررت محاولة منع نشر الصور التى يسعى اتحاد الحقوق المدنية الأمريكى إلى الحصول عليها عن طريق إجراء قانونى.
وقالت الإدارة فى أبريل إنها ستلتزم بأمر محكمة بنشر الصور. لكن أوباما غير موقفه بعد أن حذر قادة عسكريين من رد فعل فى العراق وأفغانستان قد يزيد المخاطر التى تواجه القوات الأمريكية.
ونقلت تليجراف عن تاجوبا قوله إنه يؤيد قرار أوباما عدم نشر الصور.
وقال "لا أدرى ما الغرض الذى سيحققه نشرها سوى الغرض القانونى. وستكون العاقبة تعريض قواتنا للخطر وهم حماة سياستنا الخارجية فى وقت تشتد فيه حاجتنا إليهم والقوات البريطانية التى تحاول بناء الأمن فى أفغانستان". وأضاف "مجرد وصف هذه الصور يكفى لتصوير الفظائع".
أبو غريب.. ملف أسود من إدارة بوش ينتظر قراراً حاسماً من أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة