أنور عكاشة يراها "غسيل مخ".. وأصلان يؤكد على ضروريتها

مثقفون يصفون "اعتذار" فاروق حسنى لإسرائيل بـ"الردة"

الجمعة، 29 مايو 2009 12:43 م
مثقفون يصفون "اعتذار" فاروق حسنى لإسرائيل بـ"الردة" جدل بين المثقفين على مواقف فاروق حسنى
كتبت سارة سند

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أريد أن أعرب عن أسفى لكل ما قلته عن حرق الكتب الكتب الإسرائيلية.. هذه الكلمات تتناقض مع شخصيتى وقناعاتى"، هكذا وجه فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى رسالته إلى العالم- كما أطلق عليها - بمقاله بجريدة لوموند الفرنسية، والتى تراجع فيها عن معظم معتقداته وأفكاره ضد التطبيع، والتى نادى بها لأكثر من عشرين عاما.

ولم يكتف حسنى بالاعتذار عن تصريحاته، لكنه أضاف "بعض المواقف التى اتخذتها فى الماضى تم إملاؤها على نتيجة السخط لمصير شعب بأكمله (الفلسطينيون) المحروم من أرضه وحقوقه". يأتى ذلك ردا على ما نشرته صحيفة لوموند فى صفحة الرأى من مناشدة وجهها ثلاثة كتاب، يساندون الكيان الإسرائيلى، لوقف مساعى فاروق حسنى لنيل منصب مدير عام منظمة اليونسكو، لأنه من وجهة نظرهم ليس أهلاً له، نتيجة تصريحاته السابقة ضد إسرائيل، وهؤلاء الكتاب هم: الفيلسوف برنار هنرى ليفى، والصحفى والكاتب والسينمائى كلود لانزمان رئيس مجلة Les Temps modernes، وأخيرا الكاتب إيلى ويزل الحاصل على جائزة نوبل للسلام فى 1986.

كلمات حسنى السابقة أثارت غضب وسخط الوسط الثقافى المصرى، ليصفها البعض بـ"موسم التنازلات للفوز بمنصب اليونسكو"، واعتبروها ارتدادا من وزير الثقافة المصرى عن مواقفه السابقة فى عدم التطبيع. الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة، رأى أن حسنى يسعى إلى المنصب بكل قوته، ويتعامل بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، وأشار إلى أن هناك نوعا من "غسيل المخ" حدث للمصريين تجاه موقفهم من إسرائيل، ومنهم فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى، الذى تبرأ من مواقفه السابقة المناهضة للتطبيع، وقال عكاشة إن حسنى قام بتقديم التنازلات بما فيه الكفاية، مضيفا "هو فى تنازل أكتر من كده؟".

الروائى الكبير إبراهيم أصلان، وصف وزير الثقافة بـ"المناور الذكى" الذى يقود معاركه بدقة، ورفض تصنيف اعتذار حسنى عن حرق الكتب على أنه تنازل، قائلا "الاعتذار عن حرق الكتب واجب سواء لإسرائيل أو لغير إسرائيل"، واعتبر أن تصريحه بحرق الكتب الإسرائيلية كان "حماقة"، وتمنى أن تتوقف التنازلات عند هذا الحد حتى لا تضر المواقف القومية. أصلان لم يتعجب مما ذكره الوزير برسالته للعالم لأنه معتاد على التراجع عن مواقفه، بالإضافة إلى رغبته الشديدة فى الفوز بالمنصب.

الشاعر شعبان يوسف وصف تصريحات الوزير بـ"الكارثة"، لأنها تدل على أنه وزير بلا سلطة أو رأى وتملى عليه آراء غيره، وأضاف يوسف أن تنازلات حسنى تضعف موقفه أكتر مما تقويه، لأنها تجعله مثقفا بلا مواقف واضحة، وبهذه الطريقة يمكن أن نشكك فى جميع مواقفه السابقة بسبب تناقضه.

"فاروق حسنى يتمتع بفضيلة الصدق، وتصريحاته التى أعلنها تدل على ذلك"، هكذا علق الروائى عزت القمحاوى على موقف وزير الثقافة، والذى وصفه بالاتساق التام مع الذات فى الرغبة للتطبيع مع إسرائيل، وقال القمحاوى إن حسنى كان مجبرا على تبنى التيار العام للثقافة المصرية والعربية طوال مدة توليه الوزارة، لكنه لم يثبت على رأى عندما رشح نفسه لليونسكو، لأنه لم يكن مخلصا فى رفض التطبيع يوما من الأيام. وأضاف القمحاوى أن موقف حسنى لا يعتبر تنازلا، لأن التنازل يكون عند شخص مؤمن بقضية ما ويتنازل عنها، لكن حسنى لم يكن مؤمنا برفض التطبيع منذ البداية وندعو الله أن ينجح فى الوصول إلى اليونسكو حتى يفك أسر الثقافة المصرية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة