قرار من الجمل ينهى فتنة ماريو وأندرو

أكدت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم، أن الدكتور يسرى الجمل أصدر قرارا بإعفاء الطالبين ماريو وأندرو، المتنازع على حضانتهما بين أب تحول إلى الإسلام وأم مسيحية، من خوض اختبار مادة التربية الدينية الإسلامية بالصف الثالث الإعدادى مع منحهما متوسط الدرجات فى المادة، وذلك حتى لا يقع الوزير فى مخالفة قانون التعليم لسنة 83 والذى يمنع مرور طالب من مرحلة إلى أخرى دون أداء امتحان مادة التربية الدينية.

وأشارت المصادر إلى أن الوزير قرر عدم تحديد نوع التربية الدينية (سواء كانت إسلامية أو مسيحية) فى شهادات إتمام المرحلة الإعدادية للطالبين ماريو وأندرو، وذلك حتى لا تعترض والدة الطفلين إذا كتب بالشهادة أنهما أديا امتحان التربية الإسلامية، وحتى يفوت الوزير على أبوهما المتحول إلى الإسلام فرصة إقامة دعوى على الوزارة بالقضاء الإدارى بحجة مخالفة قانون التعليم فى حالة تضمين الشهادة ما يفيد أنهما خاضا امتحان التربية الدينية المسيحية، فى حين أن ديانتهما الإسلام كما فى شهادات ميلادهما التى قام الأب بتحريرها فى 2006.

وأكدت مصادر أن وزير التربية والتعليم لجأ إلى هذا الحل بعدما رفضت الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة الأسبوع الماضى، إبداء الرأى فى قضية "ماريو وأندرو" بعد تحويله من التربية والتعليم إلى مجلس الدولة، وذلك بدعوى أن هناك قضية تنازع على حضانة الطفلين بين الوالدين أمام محكمة النقض لم تنظر بعد.

لجوء الجمل إلى هذا "المخرج القانونى" يرجع – كما تقول مصادر مطلعة- إلى رغبة الوزير فى إنهاء احتمالات وقوع فتنة طائفية بسبب قرارات وزارة التربية والتعليم، خاصة بعدما لاحظ الوزير بنفسه حجم الاهتمام الإعلامى الخارجى بمسألة ماريو وأندرو.

هذا وأرسل الوزير قرار منح الطالبين ماريو وأندرو متوسط الدرجات فى مادة التربية الدينية دون أدائهما الأمتحان، والذى صدر منذ يومين فقط، إلى مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية قبل أن يؤدى الطالبين امتحان التربية الإسلامية غدا السبت.

من جانبها أعربت كاميليا لطفى والدة الطفلين عن سعادتها الشديدة بالقرار، ووصفته بأنه بمثابة "عودة الحق لأصحابه"، مشيرة إلى أن الطفلين سيعودان إلى المسيحية فى غضون أشهر قليلة بعد بلوغهما سن الخامسة عشر، والذى يمكنهما قانونا من اختيار الدين الذى يرغبان فى اعتناقه.

وأوضحت كاميليا أن ماريو واندرو كانا سيرفضان تحت أى ظرف من الظروف أداء امتحان التربية الإسلامية "لأنه ببساطة ليس دينهما"، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم أصابت حينما أجلت حسم مصيرهما لحين انتهاء النزاع القضائى بينها وبين والدهما.

يذكر أن أزمة ماريو وأندرو بدأت حينما تحول والدهما مدحت رمسيس منذ 9 سنوات إلى الإسلام، ثم قام بتحرير شهادات ميلاد لطفليه كتب بخانة الديانة فيها أنهما مسلمان استنادا إلى حكم قضائى صدر فى فبراير 2006 بأحقيته فى ضمهما، وهو ما تبعه صدور قرار من وزارة التربية والتعليم بأدائهما لامتحان التربية الإسلامية – تم استثنائهما بشكل مؤقت منه- الأمر الذى رفضه الطالبان وأمهما التى أقامت بعدها دعوى بمجلس الدولة لإبطال قرار الوزير، لكن الدعوى لم تنظر حتى الآن، رغم صدور قرار من النائب العام فى فبراير 2009 بالطعن على حكم الضم مع عدم إجبار الطفلين على اعتناق ديانة بغير رغبتهما.