بشكل مفاجئ، أعلنت الإدارة الأمريكية عن تعديل فى مسار جولة الرئيس "أوباما"، إذ قرر أن تكون السعودية محطته الأولى فى الدول العربية، قبل إلقاء خطابه إلى العالم الإسلامى من مصر، الأمر الذى يطرح عددا من علامات الاستفهام، منها: هل طرأت مستجدات حتمت على الرئيس الأمريكى إدراك الرياض على جدول زيارته السريعة إلى العالم العربى؟ أم أنه ذاهب للتشاور مع مسئولى الرياض حول القضايا التى يتضمنها خطابه المنتظر؟ وهل يقلل هذا من قيمة اختياره للقاهرة لتكون منبر خطابه؟
المتحدث الرسمى باسم البيت الأبيض الذى أعلن عن هذا التعديل، لم يتطرق، من قريب أو بعيد، إلى الأسباب وراء التعديل، مكتفياً بتصريح قال فيه "إن الرئيس الأمريكى سيبحث مع المسئولين السعوديين قضايا السلام، والإرهاب، والملف النووى الإيرانى، وأسعار النفط، قبل توجهه إلى القاهرة يوم الخميس القادم".
أيمن عبد الوهاب الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن التعديل الذى حدث فى برنامج زيارة الرئيس أوباما، كشف عن سعيه لترسيخ خطابه، وتحقيق قدر أكبر من الاستفادة والتكامل لرسالته، من خلال الربط بين المكانة الرمزية لمصر كدولة محورية فى العالم العربى، وبين المكانة الدينية للسعودية التى لا تقل فى الأهمية.
ويضيف عبد الوهاب، هناك أيضاً محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية لطمأنة العالم العربى، وخاصة مصر والسعودية، بشأن التقارب الأمريكى الإيرانى. إذ تعتبر السعودية أحد الشركاء البارزين لواشنطن فيما يتعلق باستراتيجيتها تجاه إيران، ولهذا يبدو بديهياً التشاور المستمر بين الطرفين.
لكن، هل يقلل هذا من قيمة زيارة أوباما إلى مصر؟.. القيادات بالحزب الوطنى، رفضت التعليق مكتفية بالتأكيد على المكانة التى تحتلها المملكة العربية السعودية، والثناء على الاختيار الأمريكى للقاهرة بأن تكون مركز إلقاء خطابه إلى العالم الإسلامى، معتبرة أنه تأكيد على مكانة مصر ودورها الإقليمى والمحورى، ليس فى المنطقة العربية فحسب بل فى العالم الإسلامى كله.
الدكتور جمال عبد الجواد، مساعد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، يرى أن التعديل فى برنامج الزيارة لن يتعارض مع الهدف العام لزيارة أوباما إلى مصر، ولا يؤثر على العلاقات المصرية الأمريكية، ويقول "ربما انتهز الرئيس الأمريكى فرصة وجوده فى العالم العربى للالتقاء بالدول القريبة من الولايات المتحدة، وهى مصر والسعودية، باعتبارهما دولتى الاعتدال فى المنطقة".
"القاهرة وحدها لا تكفى دون الرياض، مادام الخطاب لطرح رؤى وأفكار أوباما بشأن العالم العربى والإسلامى"، بهذه العبارة عقب الدكتور عبد الله الأشعل أستاذ القانون الدولى ومساعد وزير الخارجية الاسبق، لافتاً إلى أهمية الرياض بالنسبة لواشنطن لأسباب تتعلق بالنفط السعودى، والدور الذى تلعبه فى العلاقات مع دول الخليج، وفى مواجهة الملف النووى الإيرانى، بالإضافة إلى دورها الحالى فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى.
لكن، الأشعل لا يقلل من قيمة زيارة أوباما إلى مصر، فهو يرى أن هناك عوامل كثيرة جعلته ينتبه إلى أن زيارته لمصر وحدها ستثير السخط والقلق من الجانب السعودى، إلا أنه يقول "كان على الرئيس الأمريكى زيارة القاهرة أولا، لأنها مركز الثقة فى العالم العربى والإسلامى".
جدل حول زيارة أوباما للسعودية قبل زيارته المرتقبة لمصر
الجمعة، 29 مايو 2009 03:26 م