احتمالات حوار أوباما والإخوان تثير جدلاً بين "الوطنى" و"الجماعة"

الجمعة، 29 مايو 2009 09:44 ص
احتمالات حوار أوباما والإخوان تثير جدلاً بين "الوطنى" و"الجماعة" هل يفتح أوباما قنوات اتصال مع الإخوان؟
كتب شعبان هدية وشيماء عبد الهادى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام من استقبال القاهرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما فى زيارته الأولى لمصر، أثارت توصيات دراسة أمريكية صادرة عن معهد دراسات ممول من الخارجية الأمريكية، والتى دعت إدارة أوباما لفتح قناة اتصال وحوار مع جماعة الإخوان، ردود فعل متباينة بين الجماعة والحزب الوطنى.. حيث اعتبر الإخوان أن الدعوة تعنى النظام والإدارة الأمريكية فى المقام الأول، ولا يتوقعون تغييرا، بينما أكد أعضاء الحزب الوطنى أن الأمر ليس جديدا وأى إدارة أمريكية تتواصل مع جميع التيارات.

ودعت الدراسة التى قام بها مشروع الديمقراطية فى الشرق الأوسط (بوميد) الممول من الخارجية الأمريكية المسئولين فى إدارة أوباما إلى تأسيس قناة اتصال مفتوحة مع الإخوان المسلمين، على اعتبار أن الولايات المتحدة لا يمكنها ادعاء أنها تدعم التعددية من دون قبول التمثيل السياسى لقوة المعارضة الأكبر فى البلاد.

من جانبه اعتبر د.عصام العريان رئيس المكتب السياسى بجماعة الإخوان أن المعنى الأول بهذا التقرير هو الإدارة الأمريكية باعتباره صادر عن جهة قريبة من الخارجية، موضحا أن الإخوان جماعة سلمية لا تؤمن بالعنف وتؤمن بالتعددية السياسية وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية، وإنهم لم يروا حتى الآن من إدارة أوباما غير الكلام الطيب دون تغيير على الأرض سواء فى قضايا فلسطين والعراق، أو حتى غيرها، ويتوقف الأمر فى النهاية على جدية الإدارية الأمريكية ومدى تفاعل النظام المصرى مع هذه الدعوة.

ووجه العريان انتقادات حادة إلى الإدارة الأمريكية قائلاً إنها تتعامل مع الحكومة المصرية وفق حسابات خاصة وتحرص على عدم إغضابها إذا ما فتحت حوارا مع الإخوان، قائلا "الكرة الآن فى ملعب النظام المصرى فى المقام الأول"، مشددا على عدم فهم الإخوان لسياسة النظام الذى أرسل سكرتير حزب الوفد إلى أمريكا للحوار برفقة قيادات بالحزب الوطنى ولا يسمح بمجرد حوار للإخوان مع منظمات دولية أو مراكز حقوقية.

من جهته، أكد حسين إبراهيم عضو الكتلة البرلمانية للإخوان أن الجماعة لا تعول على الإدارة الأمريكية، وإنما على الشعب المصرى الذى لم يخذلهم أبدا، مشيرا إلى أنه باسم نواب الإخوان يرفض أن تضغط أمريكا على مصر ولا يراهن على أى تغيير بسبب هذه التوجهات الخارجية، قائلا ليس لدينا ما نخفيه، وهمنا الشعب وإدراكه للحقائق والحوار يكون فى حضور رسمى كما حضر رئيس الكتلة سعد الكتاتنى لقاء د.فتحى سرور رئيس البرلمان مع زعيم الأغلبية فى الكونجرس الأمريكى العام الماضى.

د.هالة مصطفى، عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية بمركز الأهرام، ترى أن الدراسة وتوصياتها ليست جديدة ولا تتعلق بتوجهات الرئيس أوباما، معتبرة أن موضوع الاتصال مع جميع الأطياف فى مصر يعد بمثابة السياسة الثابتة فى الإدارات الأمريكية، ولا يعنى مساعدتهم للوصول إلى الحكم.

بينما اعتبر الدكتور عمرو الشوبكى خبير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن الدعوة لها بعدان أساسيان، أولهما يتعلق بوجود رؤية مختلفة عن رؤية الرئيس الأمريكى السابق" بوش"، وهى رؤية أكثر انفتاحا مع التيارات الإسلامية، خاصة السلمية منها وبوادر رغبة للتمييز بين حماس والإخوان وحزب الله.

وأضاف الشوبكى أنه لدى أمريكا شعور بحالة الجمود السائدة فى المنطقة العربية، وعدم تنفيذ نظمها لما وعدت به من إصلاحات، وبالتالى أصبح لديهم ميلا للبحث عن قيادات من تيارات أخرى، غير تلك التى استمرت 30 عاما. وهو ما يشكل حسب رأيه خط أحمر بالنسبة للنظام ويدخل أى قوة سياسية تقبل الحوار مع أمريكا فى مواجهة صعبة. لكن الشوبكى يستبعد أن يكون التواصل من أجل مساعدة الإخوان للوصول إلى الحكم، ويقول "الإخوان بوضعهم الحالى غير مؤهلين ليكونوا بديلا للنظام، نتيجة للمشاكل التى يعانون منها والتى ظهرت فى برنامجهم الانتخابى.

تشير الدراسة إلى أن السؤال المتعلق باقتراب الولايات المتحدة نحو الإخوان المسلمين يطغى على كل النقاشات المتعلقة بالإصلاح السياسى فى مصر، نظرا لأنهم يعدون الجماعة السياسية المعارضة الأكبر فى البلاد وفقا للمؤشر الانتخابى خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2005، حيث حصلوا على نحو 20 بالمائة من المقاعد، وكان بالإمكان زيادة عدد نوابهم فى حال عدم تدخل الحكومة فى المرحلتين الثانية والثالثة من التصويت.

الدراسة توضح أن الهدف يتمثل فى دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس من جهة دمج الجماعة فى الحياة السياسية المصرية، وإنما من جهة إقامة حوار حول حقوق الأقليات والمرأة بما يساهم فى توضيح مواقف الجماعة بشكل مباشر فى مثل هذه القضايا ويؤدى إلى إزالة سوء الفهم عن السياسة الأمريكية، وبالتالى زيادة مصداقية الولايات المتحدة حول الإصلاح السياسى فى مصر وما حولها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة