على درويش

هل أنت فقير أو عرفت الفقر؟

الخميس، 28 مايو 2009 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل عرفت معنى ألا يكون معك نقود لتأكل أو لتنتقل من مكان إلى آخر بحثاً عن شىء عزيز أو غير عزيز؟ هل عرفت ألم المرض وأنت مفلس؟
هل أردت أن تخلع ضرسك لأنه مسوس، ولكن لم يكن معك ثمن خلع الضرس، فلا تنام من شدة الألم وتبكى من وجع الضرس ووجع الجيب.

هل ارتفعت حرارة جسدك وأردت أن تخفض الحرارة، ولكن لم يكن معك ثمن شراء أقراص تخفض بها الحرارة لتعيش.

قال الإمام على رضى الله عنه: لو كان الفقر رجلا لقتلته، أى أنه كان يود أن يجد له حلا سريعا حتى لا يهان الإنسان بسبب الفقر، ويضطر أن يمد يده طالبا العون من ناس قد يعطونه ظهورهم أو يسمعونه من الكلام ما قد يجرح مشاعره، ولا يحل مشكلته، ولا يسكن ألمه البدنى والنفسى، بل رفضهم قد يدفع ضعيف النفس أو الذى وصلت مشكلته إلى الحد الأقصى الذى لا يحتمل إلى ارتكاب خطأ أو أخطاء.

أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.. فى السماء رب كريم حكيم خلق الخلق وامتحنهم بالعطاء، فمن أحسن أحسن الله إليه، ومن أساء فقد أساء إلى نفسه أولاً، لأنه حولها من نفس معطاءة إلى نفس قاسية أنانية بخيلة، أى إنه ضحى بالغالى من أجل التراب الذى لا فائدة منه، إن كل الذى يكتنزه ويبخل به سوف يتركه خلفه، ثم يحاسبه عليه الله رب العالمين.

الرفق ميزة عظيمة ونعمة هائلة وخير عميم، ومن حرم الرفق فقد حرم من الخير الكثير، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بين أسباب نيل سيدنا إبراهيم الخليلية، كان إطعام الطعام، صحيح كان الخليل عليه السلام يطعم الطعام لكل أصناف العباد، ولكنه يطعم الفقراء أكثر، هؤلاء المحتاجين إلى كسرة خبز أو الأمل فى الحياة.
المريض الفقير هو مسئولية فى عنقنا، لأنه يقف بلا حول منه ولا قوة، إنه يغرق فى الألم ولا يجد يدا تسحبه أو تقربه إلى شاطئ الشفاء أو بعض الراحة، إنه أخونا فى الحياة والوطن.
قضاء حوائج العباد وتفريج الكروب عنهم من الإيمان ومن حسن السوك كما أنها تزيد الإنسان قربا من الله، ويخفف الله سبحانه وتعالى عليه من أهوال يوم القيامة، ذلك اليوم الذى يجعل الولدان شيباً وفيه يفر المرء من أمه وأبيه.

قال عون بن عبدالله رضى الله عنه: «ما أقبح السيئات بعد السيئات وما أحسن الحسنات بعد السيئات وأحسن من ذلك الحسنات بعد الحسنات» أتى رجل أعرابى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «أخبرنى بعمل يقربنى من الجنة ويباعدنى من النار»، قال عليه الصلاة والسلام: «تقول العدل وتعطى الفضل» فقال الرجل: «ما أستطيع أن أقول العدل كل ساعة وما أستطيع أن أعطى الفضل« فقال صلى الله عليه وسلم: «فتطعم الطعام وتفشى السلام» فقال الرجل إنه لا يقوى على هذا، فنصحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يسقى أناسا يعانون فى الحصول على الماء ففعل الرجل، والناظر إلى الرواية يدرك أهمية العطاء فى الإسلام.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة