حصلت «اليوم السابع» على وثيقة مثبت بها مفردات مرتب أعضاء مجلس إدارة بنك الإسكندرية «سان باولو» الإيطالى برئاسة محمود عبداللطيف رئيس مجلس إدارة البنك وبعض أعضاء المجلس، والتى تبين أن أعضاء مجلس إدارة البنك يتقاضون أموالا طائلة رغم الخسائر الكبيرة للبنك ،والتى تتمثل فى فقد 3,7 مليار جنيه من أصوله عام 2008، ولجأت مجموعة سان باولو الإيطالية المالكة للبنك إلى بيع %9.75 من حصتها فى البنك إلى مؤسسة التمويل الدولية بعد أن عجز المالك عن تدبير أموال لضخها فى البنك، كما انخفضت حقوق المساهمين بنسبة %13.5 ،وشهد انخفاضا غير مسبوق فى ودائع البنك بنسبة %18.5 بقيمة 7,5 مليار جنيه بعد الأزمة المالية العالمية، وتظهر الوثيقة أن رؤساء البنوك يحكمهم هيكل مرتبات يشبه هيكل مرتبات الموظفين الحكوميين إلى حد كبير، من راتب ثابت وبدلات حضور ومكافآت، مع بعض الاختلافات الجوهرية فى الأرقام التى تندرج تحت كل من هذه المسميات.
الوثيقة صادرة عن قطاع الموارد البشرية وتعد فى نطاق السرية، وتشمل المبالغ التى حصل عليها أعضاء مجلس الإدارة عن السنة المالية المنتهية فى 31/12/2007، وتشير إلى أن راتب محمود سيد عبد اللطيف رئيس مجلس الإدارة يبلغ 463 ألفا و255 جنيها شهريا، و6 آلاف جنيه أخرى مقابل تمثيل البنك فى جهات خارجية، يليه فاطمة إبراهيم لطفى نائب رئيس البنك 461 ألفا و872 جنيها شهريا، و6 آلاف جنيه نظير تمثيل البنك فى جهات خارجية.
وتعتبر هذه المبالغ هى أول مرتبات يحصل عليها أعضاء مجلس إدارة البنك المعين بعد استحواذ مجموعة »انستا سان باولو« الإيطالية على %88 من بنك الإسكندرية فى 17/10/2006، خاصة محمود عبد اللطيف الذى كان يشغل منصب رئيس البنك قبل طرحه للخصخصة، وتولى إعادة هيكلة البنك قبل طرحه للبيع حتى تم الاستحواذ عليه مقابل 9.2 مليار جنيه مصرى ،استخدمتها الحكومة لتسديد مديونية شركات قطاع الأعمال العام للبنوك.
ويؤكد محمود عبد العزيز رئيس البنك الأهلى الأسبق، أن محمود عبد اللطيف لعب دورا كبيرا فى ترشيح بنك الإسكندرية ليكون أول بنك يتم طرحه للبيع فى برنامج خصخصة البنوك، وأضاف أن عبد اللطيف كان حريصا على التعجيل ببيع البنك لإنقاذه من الإفلاس حتى لو اضطره ذلك إلى الكشف عن حقيقة الوضع المالى للبنك المهدد بالإفلاس فى ذلك الوقت.
ويضم كشف المرتبات سبعة من أعضاء مجلس الإدارة ممثلى مجموعة «انستا سان باولو» الإيطالية وهم جوسيبى كوكوريزى، وبيترو موديانو وجيوفانى بوكلينى وأدريانو أريتى وفابريزيو شينترونى، ولم يشمل البيان أى بيانات خاصة بالرواتب أو أى بنود أخرى خاصة بهم، فيما عدا موريزيو باراكو الذى تقاضى 7 آلاف جنيه مكافأة عضوية وبدل حضور جلسات والدو جالو حصل على 10 آلاف جنيه لنفس الغرض.
وشمل كشف مبالغ أعضاء مجلس الإدارة صرف 3 آلاف و500 جنيه لعمرو على الجارجى عضو مجلس الإدارة السابق ونائب رئيس بنك الاستثمار القومى الحالى، ومبلغ 16 ألفا و500 جنيه لصالح باسل محمد بهاء الحينى عضو مجلس الإدارة السابق والعضو المنتدب لبنك القاهرة حاليا فى صورة مكافآت عضوية وبدلات حضور.
أحمد قورة رئيس البنك الوطنى المصرى السابق قال إن مجلس إدارة البنك هو المسئول عن وضع نظام الأجور والرواتب ويختلف من بنك لآخر، ويقترح مجلس الإدارة رواتب رئيس مجلس إدارة البنك والعاملين، وتعرض بعدها على أعضاء الجمعية العمومية للتصويت سواء للقبول أو الرفض أو التعديل، ولا يجوز الاعتراف بأى تعديلات على الرواتب دون اعتماد من الجمعية العمومية.
وأضاف قورة أن الهيكل الوظيفى للبنك يشمل مرتبا ثابتا لرئيس مجلس إدارة البنك والعضو المنتدب فقط، أما أعضاء مجلس إدارة البنك فيصرف لهم بدلات حضور جلسات اجتماعات مجلس الإدارة أو الجمعيات العمومية.
وأشار قورة إلى أن المبالغ التى يحصل عليها رؤساء البنوك قد تشمل صرف مكافآت سنوية بعد اعتماد ميزانية أرباح البنك، فى حالة الوصول إلى حد معين من الأرباح وبنسبة يحددها مجلس إدارة البنك وليست نسبة محددة، لافتا إلى أنها تدخل ضمن الأرباح التى تصرف للعاملين بالبنك والتى قد تصل إلى صرف 10 شهور من الراتب أو أقل.
يذكر أن معظم البنوك العالمية لجأت إلى تخفيض رواتب المسئولين الكبار فيها بعد الأزمة المالية العالمية التى هددت هذه البنوك والسؤال الذى يفرض نفسه فى ظل هذه الرواتب الضخمة، كيف يواجه بنك الإسكندرية تراجع أرباحه السابق الإشارة إليها؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة