فى الوقت الذى طلب فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما من مستشاريه القانونيين، العمل على منع نشر مئات الصور التى تتضمن إساءات غير قانونية، أو عمليات تعذيب لمعتقلين فى سجن أبو غريب معتبرا أن نشرها سوف يزيد من حجم المخاطر التى تحيط بالقوات الأمريكية هناك، كشفت صحيفة التليجراف البريطانية عن صورة لمترجم مصرى يغتصب سجينا عراقيا.
وذكر الخبر المنشور مع الصورة أن هذا المترجم هو شخص مصرى يحمل الجنسية الأمريكية، وهو يواجه الآن دعوى قضائية مدنية ضده فى الولايات المتحدة، عن بعض صور الانتهاكات التى وقعت فى سجن أبو غريب بالعراق.
يأتى نشر الخبر قبل زيارة الرئيس الأمريكى للقاهرة بأسبوع والتى قرر أن يتخذ منها منبرا لمخاطبة العالم الإسلامى، مما يثير الشكوك حول الهدف من نشر الخبر فى هذا التوقيت، وهل يتم توجيه لوم لمصر لكونه مصرى الأصل، وما إذا كان هناك مصريين آخرين متورطين فى مثل هذه الجرائم بالعراق أم لا ؟
اختلفت الآراء حول حقيقة تورط المترجم المصرى فى هذه الانتهاكات، إلا أن الجميع اتفق على أن هناك سببا خفيا وراء نشره فى هذا التوقيت، حيث أكد السفير رخا أحمد مساعد وزير الخارجية السابق، أن أى شخص طالما حصل على الجنسية الأمريكية يعد مواطنا أمريكيا ويتم محاكمته أمام القضاء الأمريكى، وبالتالى فلا داعى للإفصاح عن جنسيته الأصلية.
وبرر رخا هذا الإفصاح بأنه محاولة للهروب من الاتهامات الموجهة للجنود الأمريكان، فعندما اتخذ أوباما قرار نشر المزيد من الصور والذى تراجع عنه بعد أن وجد أن هذه الصور ستثير العالم ضدهم، بدءوا ينسبون الجرائم إلى الجنسيات الأصلية من الأمريكان، وهو ما اعتبره رخا نوعا من تحويل الانتباه عن الأساس فى هذه الجرائم.
وأكد رخا أن الخارجية والحكومة المصرية ليس لها أدنى علاقة فى هذا الموضوع، لأنه سيتم محاكمته كمواطن أمريكى، كما أن الخارجية المصرية لا تتدخل فى قوانين أى دولة آخرى، ولكن فى حال طلب عائلته فى مصر التدخل من الممكن أن تتدخل للاطلاع على التحقيقات.
فى حين توقع السفير عبد الله الأشعل أن يكون تم الزج باسم هذا المترجم فى التحقيقات لتشويه صورة مصر مستغلين أصله العربى، وأشار إلى أن هناك الكثيرين الذين يريدون النيل من مكانة مصر وعلى رأسهم أقباط المهجر، واستنكر أن يكون لمترجم صلة بعمليات التعذيب حيث إن وظيفته الأساسية الترجمة بين المحقق والمتهم.
والسبب الآخر- حسب الأشعل - هو محاولة إظهار أن هناك جنسيات آخرى اشتركت مع الأمريكان فى الجرائم البشعة التى تم القيام بها فى سجن أبوغريب، متسائلا إذا كان أوباما خشى على جنوده من نشر الصور الخاصة بهم، فلماذا يتم الإفصاح عن هوية المتهمين الآخرين؟.
جهاد عوده أستاذ العلاقات الدولية ربط بين نشر صورة المترجم المصرى وبين زيارة أوباما لمصر، حيث أكد أن قلة المعلومات فى القضية وعدم ذكر اسم المتهم تؤكد أن هناك رغبة شديدة لتوريط مصر فى أى قضية تسىء إلى سمعتها، وليثبتوا أن أوباما أخطأ فى اختياره مصر لمخاطبة العالم الإسلامى ملفتا إلى أيادى اللوبى الصهيونى المتطرف فى هذا الموضوع.
فضيحة المترجم المصرى فى أبو غريب.. محاولة جديدة لتوريط القاهرة قبل زيارة أوباما
الخميس، 28 مايو 2009 10:29 م
جانب من تقرير التلجراف الذى فجر الأزمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة