سفير التشيك بالقاهرة ميلوسلاف ستاشك الذى تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبى يرى أن قيادات حماس الموجودين بغزة يشاركون الفلسطينيين معاناتهم، لذلك فهم يرون الأمور بشكل مختلف عن الآخرين الذين يمكثون فى راحة كاملة بدمشق، فهم لا يعدون جزءا من الصراع لأنهم يعيشون خارجه ولهم منظور مختلف عمن يعيشون المعاناة، مؤكدا أن بلاده لن تتعامل مع حماس حتى تتصرف كقوة سياسية شرعية وليس كحركة أدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية فى الاتحاد الأوروبى فحماس يجب أن تتطور مثلما فعلت فتح، إلى قوة سياسية.
«للأسف لم تسفر زيارة نتنياهو لواشنطن عن الكثير، ولكننا نأمل أن تحقق زيارة أوباما لمصر ما لم يتم إنجازه بعد» هكذا قال ستاشك مؤكدا أهمية تواجد مصر على مائدة المفاوضات حول عملية السلام، قائلا «أستطيع أن أقول أن مصر والأردن تربطهما علاقات طبيعية نوعا ما مع إسرائيل لذا وجود مصر على طاولة المفاوضات أمر أساسى، إن لم يكن حتميا، وأكد ستاشك خلال زيارته لـ«اليوم السابع» على المكانة التى تمثلها مصر مضيفا: «أنا شخصيا لا أتوقع أن يكون هناك تغير جذرى، فيما يتعلق بعملية سلام الشرق الأوسط، ولكن حقيقة أن أوباما سيأتى إلى القاهرة لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامى، يظهر مكانة مصر الإقليمية كقوة عظمى والدور السياسى المهم الذى تستطيع أن تلعبه فى المنطقة».
وحول موقف الدول الأوروبية إزاء ترشيح وزير الثقافة المصرى، فاروق حسنى لمنصب رئيس منظمة اليونسكو قال ستاشك إنه يعتمد على المصالح المتبادلة بين مصر وباقى الدول، ولكنه أشار إلى أن فرص فوز حسنى بالمنصب قوية لأنه يحظى بدعم وتأييد الجامعة العربية إلى جانب الاتحاد الإفريقي، وأكد ردا على التساؤل حول وجود ضغوط إسرائيلية تحاول الضغط على الدول الأعضاء لئلا يرشحوا حسنى للمنصب: «لا أرى أى عوائق أمام ترشيح وزير الثقافة المصرى لهذا المنصب». وأشار ستاشك إلى أن هناك بعثات استكشافية مكونة من أثريين تشيكيين يمارسون عمليات التنقيب عن الآثار الفرعونية فى مصر، منذ 51 عاما، وأكد أنها حققت اكتشافات مذهلة هذا العام.
وعن علاقة إيران بدول المنطقة قال إن اهتماماتها تختلف عن باقى الدول العربية الذى تؤيده التشيك، وقال إن الكرة فى ملعب إيران فى حوارها مع الولايات المتحدة الأمريكية وكيفية استجابتها لدعوة أوباما للحوار، وأن علاقة التشيك بإيران توصف فى كلمة واحدة «متحفظة». علاقات مصر والتشيك قبل وبعد خروجها من الاتحاد السوفيتى أخذت جانبا من الندوة، حيث اعتبر ستاشك الذى قضى واحدة من سنوات دراسته فى القاهرة فى بداية التسعينيات أن العلاقات الثنائية كانت منتعشة فترة الستينيات والسبعينيات، ولكنها بدأت فى الفتور قليلا فى بداية التسعينيات بعد التغيرات السياسية التى حدثت بأوروبا، وأكد ستاشك أن التعاون الاقتصادى بين مصر والتشيك يسير بخطى سريعة إلى الأمام، ونفى أن تكون هناك أى صادرات تشيكية لمصر مصنوعة من لحم الخنازير.