سجين هرب من بين عشرات الحراس وعاد بعد ملاحقة استمرت عدة أيام

ساعات الإثارة فى سجن الخليفة

الخميس، 28 مايو 2009 08:25 م
ساعات الإثارة فى سجن الخليفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس سجنا كباقى السجون.. لايمضى فيه السجين سوى أيام فقط وكأنه فى رحلة من حياة الحرية التى حرمه منها القانون الذى خالفه.. سجن الخليفة هو ترانزيت السجناء أمامه تتوقف السيارات المحملة بالسجناء من كل محاكم القاهرة.. تفرغ حمولاتها وعلى بابه يقف الحراس يراجعون الأوراق لكل قادم إليهم..وبعد الساعة الخامسة يغلق الباب ويساق الزوار الى الغرف.. التى تستقبل الواحدة منها أكثر من 80 شخصا رغم ضيق مساحتها.. الغرف المنتشرة فى طابقين من المبنى العتيق أصلا تتكدس بالسجناء.. ربما قاعة واحدة فى الطابق الأول مخصصة للمتهمين فى قضايا الأموال العامة.. وفيها يحبس بعض المتهمين الذين يتدخل أقاربهم ممن يملكون الثروة والنقوذ للإبقاء عليهم فى القاهرة.. اسمها غرفة الأموال العامة.. وهى مخصصة فى الأساس للسجناء المتهمين فى قضايا الرشوة او الاستيلاء على أموال المواطنين أو البنوك.. أو الذين يمضون فترة حبس احتياطى طويلة.. ويجب ترحيلهم إلى السجون العمومية، لكن المحظوظ بصلة قرابة بمسئول يستطيع البقاء فى غرفة الأموال العامة التى تتمتع بمستوى جيد من النظافة.. ولا تعانى من الزحام مثل غيرها من الغرف..
انطلقت سيارات الترحيلات إلى خارج العاصمة..وبقى فى سجن الترحيلات من يخضعون للتحقيق بواسطة النيابة العامة، أو ممن ينتظرون يوما آخر بالقرب من ذويهم.. فى المساء تعاود السيارات محملة أيضا بسكان جدد للسجن غير الآدمى لمن لا يجدون واسطة. بين هذه السيارات كانت إحداها قادمة من قسم شرطة البساتين بين ركابها السجين إبراهيم سيد عبد الغنى.. توقفت سيارة قسم البساتين ومعها إبراهيم سيد عبدالغنى ودخل الجميع فى طابور إلى أبواب «تخشيبة» الخليفة.. الزحام شديد.. والحراس يصرخون فى السجناء للالتزام بالطابور.. الضابط المكلف بتسلم «الإيراد» ينتظر رجاله من الحراس حتى يبلغوه بالتمام المعتاد.. لكن هذا المساء الارتباك وضيق المكان وزحام أقارب السجناء.. ورغبة إبراهيم فى الهرب.. كانت أسبابا كافية لتسهيل مهمة السجين المقرر ترحيله إلى سجن الفيوم.. وهناك حسب القضاة سيمضى خمس سنوات.. إبراهيم الذى تم القبض عليه فى منطقة البساتين كان يغادرها وعيناه متعلقة بشباك عربة الترحيلات الضيق.. كان يودعها متمنيا أن يجد فرصة قريبة للعودة إليها.. وها هى الفرصة.. الحراس مشغولون مع أقارب السجناء.. وتركوا «الإيراد» فى الانتظار..تحرك إبراهيم ببطء من الطابور ولم ينتبه الحراس إليه وهو يبتعد تدريجيا عن زملائه فى الطابور حتى اقترب من باب «التخشيبة» ليبتلعه الزحام وسط غفلة من الحراس.. غاب إبراهيم وبعد لحظات كان يقفز فى سيارة تاكسى يطلب من سائقها أن يحمله الى أى مكان بعيدا عن الخليفة.. سريعا غادر المكان.. وبسرعة أقل اكتشف الحراس أن هناك سجينا غير موجود.. «ومفيش» تمام.. أعادوا إحصاء السجناء الجدد والقدامى بحثوا فى كل الغرف عن إبراهيم.. ساعتين من البحث كانت كافية للتأكد من وجود عجز فى العدد ..وخارج السجن كان إبراهيم قد وصل إلى بيت أحد أصدقائه فى البساتين.. اقترض منه مبلغا من المال ليساعده على الهرب..عاد إلى منزله يستبدل ملابسه.. وغاب مرة أخرى عن المكان.. وفى العاشرة مساء كان اللواء عبد الجواد أحمد عبد الجواد يتلقى إخطارا من السجن بهروب إبراهيم.. وهو نائب مدير الأمن الذى يتبعه سجن الخليفة بشكل مباشر .. ليبدأ التحقيق وفى نفس الوقت بدأت المباحث رحلة ملاحقة إبراهيم فى البساتين ..فريق من مباحث القاهرة بدأ ملاحقة إبراهيم.. الذى مثل عبئا إضافيا عليهم.. فهى قضية تفرغ لها عشرات من رجال المباحث.. ولو أدى حراس الخليفة وضباطها عملهم لتفرغ ضباط المباحث لعملهم فى خدمة المواطنين والقانون.. هى نوعية من القضايا التى تسخر لها المباحث جهودها لعدة أيام.. وبالفعل تمكنت مباحث القاهرة من القبض على إبراهيم الذى لم تستمر رحلة هروبه سوى عدة أيام لاحقة خلالها الضباط فى كل مكان.. فى القاهرة وخارجها..
وأخيرا سقط إبراهيم الذى اعترف بأنه هرب ولم يجد من يمنعه حتى غادر باب تخشيبة الخليفة.. ويحال الهارب إلى النيابة بتهمة جديدة فى أوراق المحضر 4811 جنح الخليفة لتقرر النيابة حبس الهارب قبل ترحيله إلى السجن.. وقررت الإفراج عن الحراس.. بعد أن تقرر حبسهم لاتهام الضابط لهم بالمسئولية عن هروب السجين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة