سيطرت زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما المرتقبة للقاهرة على مختلف الصحف الأمريكية، التى أكدت أهمية الزيارة بالنسبة للجانبين المصرى والأمريكى. وفيما اهتمت صحيفة نيويورك تايمز باستطلاع آراء المصريين لمعرفة مطالبهم من الرئيس أوباما، نصحت صحيفة واشنطن بوست الرئيس الأمريكى بأن يوجه خطابه خلال زيارته للقاهرة، للشباب المسلم وليس القادة.
واهتمت افتتاحية واشنطن بوست اليوم، الخميس، بعرض الانقسام داخل القاهرة، حول اختيار أوباما لها، لتوجيه خطابه للعالم الإسلامى، ونقلت تصريحات سابقة لمدير مركز ابن خلدون سعد الدين إبراهيم، أكد فيها أن اختيار أوباما جاء خاطئا، وكان من الأولى به أن يتوجه إلى إندونيسيا أو تركيا، واصفاً النظام المصرى بـ"الدكتاتورى".
وقالت الصحيفة، إن إسقاط التهم الموجهة إلى سعد الدين إبراهيم والإفراج عن أيمن نور، أنقذا أوباما من التعرض إلى إحراج محتمل بعدما يبدى احترامه لنظام "إسلامى" يضطهد أكثر المعارضين تأييداً للولايات المتحدة الأمريكية.. لكن الصحيفة أكدت أن تنازلات مبارك لا يجب أن تمنع أوباما من التطرق إلى قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية فى خطابه فى 4 يونيو المقبل.
واعتبرت أن الرئيس مبارك يأمل من وراء تلك الزيارة، شأنه شأن الحكام العرب الُسنة، أن تمنع الولايات المتحدة الأمريكية إيران الشيعية من الهيمنة على الشرق الأوسط، وأن تضمن عدم تصاعد نفوذها.
من جهتها، رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأجواء فى مصر قبل الزيارة المقررة فى الرابع من يونيو المقبل. وتناولت فى التقرير الذى أعده مراسلها فى القاهرة مايكل سلاكمان، الجدل حول المكان الذى سيلقى منه أوباما خطابه للعالم الإسلامى.
وأكدت نيويورك تايمز، أن عدم تحديد السلطات المصرية المكان الذى سيلقى من خلاله أوباما خطابه إنما هو لدواع أمنية. وقالت إن هناك "أمورا تتعلق بأمن رئيس الولايات المتحدة عندما يقوم بزيارة هذه المدينة الفوضوية المزدحمة الواقعة على ضفاف النيل، والمليئة بعدد غير قليل من الناس الذين يحملون قدراً كبيراً من العداء للولايات المتحدة".
واستطلع المراسل آراء عدد من الأشحاص حول المكان الذى سيلقى منه أوباما خطابه، فيقول رمضان عبدالله (40 عاماً) صاحب محل ملابس بشارع 26 يوليو، إن أوباما سيتحدث من جامعة القاهرة، وإنه عرف ذلك من الصحف.
وتصف نيويورك تايمز جامعة القاهرة بأنها مؤسسة علمية هامة، ساعدت يوما ما فى تحويل مصر الحديثة إلى مركز التعليم العربى. ربما تكون سمعتها الآن تواجه بعض التراجع، لكن رائحة الطلاء الجديد تنبعث من جدرانها، وقد تم تشذيب الزرع وتنظيف الممرات، وتم صقل أرضيتها فأصبحت لامعة. فلماذا إذن هذا التجهيز، لأن الجامعة ستفتخر باستضافة رئيس الولايات المتحدة، كما قالت جليلة مختار التى تعمل بالعلاقات العامة بإدارة الجامعة، وهو ما يؤكد أن خطاب الرئيس سيكون من جامعة القاهرة.
وعلى الرغم من سعادة مسئولى الجامعة والحكومة بزيارة أوباما، إلا أن الناس فى الجامعة وفى المدينة يشككون كثيراً فى أن تغييراً قد يحدث فى العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامى. وتشير الصحيفة إلى أن أغلب رؤساء الدول الذين يأتون إلى مصر يذهبون إلى شرم الشيخ التى يسهل تأمينها أكثر من المدينة البالغ عدد سكانها 18 مليون نسمة. لكن التوافق فى مصر وفى واشنطن هو أن الرئيس يحتاج أن يكون خطابه فى القاهرة، إذا كان لديه أى أمل فى أن يجد هذا الخطاب صدى فى الشارع.
وانتقلت نيويورك تايمز إلى أصحاب الأكشاك الصغيرة الواقعة خارج أبواب الجامعة، وتنقل عنهم قولهم إن لديهم أمورا أكثر أهمية من العلاقات الدولية. وهذا هو الحال دائماً فى دولة يكافح أكثر من نصف سكانها للعيش بأقل من دولارين يومياً.
وقالت سامية عبد الحفيظ (52 عاماً) لمراسل الصحيفة: "أحاول الحصول على شهادة ميلاد حتى ألحق بأى وظيفة، وكلما أتقدم بطلب للحصول على وظيفة يطالبوننى بشهادة ميلادى.. ربما يمكن أن يساعدنى أوباما فى الحصول عليها".
"واشنطن بوست" تتساءل عن "تأمين" أوباما.. والـ"نيويورك تايمز" تنصحه بمخاطبة الشباب المسلم..
زيارة أوباما للقاهرة تشغل اهتمام الصحف الأمريكية
الخميس، 28 مايو 2009 03:57 م
أوباما تمسك باختيار القاهرة بدلا من شرم الشيخ أملاً فى تحقيق أهدافه من الزيارة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة