نحن لا نعمل فى السياسة ولا ندخل الجيش.. نعامل كدرجة ثانية واليهود لا يعطوننا أمانا
أعمل فى مصنع ملابس إسرائيلى فرعه فى مصر.. وسافرت بموافقة أمن الدولة.. أريد أن أزور مصر والسفارة ترفض
فى مدينة عكا يعيش محمد المصرى.. والمصرى هذا لقبه، واسم عائلته التى قاطعته لأنه تزوج من إسرائيلية وحصل على الجنسية الإسرائيلية. يعيش محمد فى إسرائيل منذ 17 عاما، ويعمل فى مصنع ملابس له فرع فى مصر، إلا أنه وللأسف لا يشعر مطلقا أنه فعل أى خطأ، بل ويرى أن الحكومة المصرية هى السبب فى حصوله على الجنسية الإسرائيلية, محمد واحد من 438 مصريا ضحوا بجنسيتهم المصرية، لكنه رغم كل ذلك مصر على أنه لم يرتكب أى خطأ.
> منذ متى وأنت فى إسرائيل.. كيف سافرت؟
- أنا فى إسرائيل منذ حوالى 17 سنة، سافرت فى البداية وأنا متزوج من عرب 48، وهو قرار صعب جداً ،ولم يكن اتخاذه سهلا بأى حال. لأنى أجبرت عليه نفسيا ومعنويا.
> كيف؟
- كنت متزوجا وعندى بنتان، و جاءت مرحلة كنت أعمل إقامة لزوجتى فى مصر أول مرة كانت 3 سنوات، بعد ذلك كانت 6 أشهر فقط، وعندما سألت قالوا لى إن العلاقات مع إسرائيل متوترة، فقلت لهم وأنا مالى أنا متزوج عربية من عرب 48. هى معها جواز سفر إسرائيلى لكن ده بحكم الظروف, وحتى هذه اللحظة، لم أكن قد أخذت قرارا بالسفر إلى إسرائيل. كنت أعمل وقتها إخصائى علاقات عامة فى مصنع اسمنت، وكنت آخذ تصريحا من الداخلية للعمل فى مجمع التحرير، لاستخراج تصاريح للخبراء الأجانب العاملين فى المصنع ،وعندما ذهبت لأجدد التصريح الأمنى، فوجئت بهم يرفضون، وقالوا لى لأنك متزوج من إسرائيلية، قلت لهم أنا متزوج منذ 4 سنوات، قالوا: هذه تعليمات أمن الدولة. ومن وقتها قررت ترك البلد لأنى شعرت بالغربة فى بلدى، وخفت من ترحيل زوجتى، وكان معى بنتان وسافرنا فعلا.
> ما هو رد فعل أسرتك وقتها على قرار السفر لإسرائيل؟
- كانوا رافضين تماما، ولم يتجاوبوا معى، ورفضوا من البداية الزواج من إسرائيلية، وتوقعوا انه فى يوم ما، ستسوء العلاقات بين مصر واسرائيل، ونكون نحن أول المضارين وهذا ما حدث بالفعل.. فى الحقيقة هم نظرتهم كانت أبعد منى.
> هل أنت نادم الآن؟
- لست نادما، كنت أبحث وقتها عن أسرتى الصغيرة، زوجتى والبنتين وكان أهلى ينظرون لنا جميعا، لم أكن أحسب أنى سأُضر بسبب علاقات دبلوماسية ليس لى أى علاقة بها.
> ماذا تعمل الآن فى إسرائيل؟
- أعمل منذ 15 عاما فى مصنع دلتا للملابس الداخلية، وله فرع فى مصر فى مدينة الوفاء والأمل، واسمه فى مصر ماكس آند سبنسر، ولكن هو مصنع دلتا الإسرائيلى.
> هل تأتى إلى مصر؟
- لا... فى الوقت الحالى غير مسموح لى، ذهبت إلى مصر مرتين فقط، وعندما حصلت على الجنسية الإسرائيلية أصبح نزولى مصر مرفوضا.
> لماذا حصلت على الجنسية الإسرائيلية، وماذا دفعك للتنازل عن جنسيتك المصرية؟
- انا لم أتنازل عن جنسيتى المصرية، وكان فى طلب الحصول على الجنسية الإسرائيلية بند، اختار فيه إذا كنت سأتنازل عن الجنسية المصرية أم لا، واخترت الاحتفاظ بجنسيتى.
> ولماذا أخذت الجنسية الإسرائيلية أصلا؟
- عندما عدت من مصر آخر مرة عام 1997 كان باقيا سبعة أشهر فقط على نهاية جواز سفرى المصرى، وكان من المفترض أن أسافر مع شغلى إلى الاردن، وعندما ذهبت للسفارة المصرية فى تل أبيب لتجديد الجواز، رفضوا وقالوا لى اذهب لتجديده من القاهرة، وكنت لا أستطيع ان اذهب للقاهرة للتكلفة العالية للسفر، وحاولت أجيب واسطة من مصر ولكن السفارة أيضا رفضت, فى الحقيقة خفت على شغلى فى المصنع وقال لى رؤسائى فى العمل، إذن تقدم بطلب للحصول على الجنسية الإسرائيلية، قلت لهم سيرفضون، قالوا لا.. قدم، وبالفعل حصلت على الجنسية فى 3 أشهر وأصبحت حرا فى السفر. وكان ذلك تقريبا 2001 أو 2002.
> وكيف علمت بإسقاط الجنسية المصرية عنك؟
- حتى الآن لا أعرف ،ولا أعتقد انهم اسقطوا عنى الجنسية، لانى لم أخالف القانون مطلقا، ولم أفعل أى شىء. وقد جئت بموافقة مباحث امن الدولة وبورقة مختومة منهم.
> كيف؟
- شوف مش ممكن أحد يأتى إلى هنا إلا بطريقتين، إما الذهاب إلى قبرص أو تركيا والحصول على الجنسية، أو الذهاب من خلال تأشيرة من السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، وهذه السفارة لا يمكن أن تصعد وتصل إليها إلا بموافقة أمن الدولة . وفى المطار لن يدعونك تخرج إلا بموافقتهم، وسيقولون لك «طظ فى تأشيرة السفارة», ثم إحنا المصريين جبناء ونخاف نروح السفارة .
> أستاذ محمد، عموما فى مصر فيه رفض لأن يحصل المصرى على الجنسية الإسرائيلية؟
- إيه الفرق بين من يحصل على جنسية إسرائيلية، عن هذا الذى يحصل على جنسية أمريكية مثلا، يظل صاحب الجنسية الامريكية مصريا، وإحنا ترفضونا ليه.
> قبل أن تسافر إلى إسرائيل ألم تكن مثل كل المصريين تحمل عداء لإسرائيل؟
- طبعاً.
> والآن بعد أن أخذت الجنسية، هل مازلت تكرههم؟
- طبعا سأقول لك شيئا رغم أنه ليس فى مصلحتى , العداء معهم موجود، ولست انا وحدى، لكن كل عرب 48 وانت تعرف ما يحدث فى عكا من صدامات بين العرب واليهود، لعلمك العداء سيظل موجودا.
> دعنى أشرح الحكاية، انت سافرت نتيجة ضغوط وحصلت على الجنسية الإسرائيلية وتخليت عن المصرية لضغوط أيضا، لكن تكره إسرائيل؟!
- لم أتنازل عن الجنسية المصرية، ولا أعرف من أسقطها عنى.
> القانون يمنع جمع هاتين الجنسيتين تحديدا؟
- لا أعرف واذا أسقطت، لا أعرف إلى من سأتوجه.
> هل تشعر بالحنين إلى مصر؟
- أنا نفسى أنزل مصر، لكن المشكلة إننى ممنوع، ولما يسمحوا لى سأذهب إلى مصر لأرى أسرتى.
> هل تعرضت أسرتك إلى أى مضايقات فى مصر؟
- لا أعرف، وهم لم يخبرونى.
> سألته: هل أستطيع أن أقابل أيا من أسرتك بالقاهرة؟
- رفض، وقال لا.. صعب لأننا تصالحنا فقط منذ أقل من أسبوعين. كانوا يقاطعوننى وأمى كانت غاضبة منى.
> لماذا.. هل لأنك أخذت جنسية إسرائيل، أم لأنك سافرت؟
- لأنها تأكدت إننى لن أنزل مصر ثانية، وطبعا غضبت لأنى حصلت على الجنسية الإسرائيلية.
الغريب أن محمد طلب منى فى نهاية حوارنا أحكم ضميرى وأنا أكتب عنه، وقال نصاً: «الشغل بيروح وبييجى فلا تدع شهوة الشغل تتحكم فيك».
> هل أى من الذين حصلوا على الجنسية الاسرائيلية انخرط فى السياسة؟
- لا أبدا، لا تصدق نحن لا نعمل فى السياسة، ولا يذهب أى منا أو من ابنائنا للجيش، نحن نتعامل هنا كدرجة ثانية، واليهود لا يعطوننا أمنا ولا يعطوننا أمانا.
> هل يزعجك أنه حتى اليهود لا يعطونك أمانا؟
- لا، لأنى أنا أيضا لا أعطيهم أمانا.
> إذن أنت تكره اليهود والإسرائيليين؟
- لا، دعنا نبتعد عن الكلمات الرنانة تلك، ونتحدث بطريقة أكثر دبلوماسية.
عدد الردود 0
بواسطة:
رشيد
عمل صالح