فى حوارنا مع المصريين فى إسرائيل حاولنا أن نعرف سبب سفرهم وكيف يعيشون وما هى علاقتهم مع أسرهم ومع مصر وموقفهم من سحب الجنسية منهم.. البداية كانت مع شكرى الشاذلى الذى سافر إلى إسرائيل منذ 15 عاما وقرر تكوين رابطة للمصريين فى إسرائيل تحميهم وتحقق أهدافهم وقال لنا: «نحن مصريون لنا طباع وتربية تختلف ومشاكلنا واحدة، والقراءة السياسية تقول إنه لا بد أن نكون يدا واحدة حتى ندافع عن مشاكلنا، وبالتالى فإن الرابطة تمثل إطار حماية ضد أى جهة سواء فى مصر أو فى إسرائيل».
هل تخاطبون مصر لتنفيذ مطالبكم؟
- خاطبنا كثيرا ولا حياة لمن تنادى، أولى المشاكل، الناس التى تتعطل فى مصر ويمنعون إعطاءهم تصريح السفر «احنا طلعنا بيانات وكلمنا السفارة ولا أحد يسمع لنا، شوف إحنا مش منعزلين وعلاقتنا بالسفارة جيدة ودائما مطالبنا تتلخص فى السفر إلى مصر والعودة بأمان وسهولة، وألا يتم احتجازنا لمدة شهر، كما نطالب بسهولة تجديد جواز السفر».
سألته كيف هى حياة المصريين فى إسرائيل ؟
قال هى حياة جيدة نعيش هنا باحترام وأمان، وكل المصريين هنا محترمون وتربطنا علاقات جيدة ببعضنا، وبالنسبة للدولة طالما لا نخالف القانون فلا توجد مشاكل.
ما هو رأيك فى الحكم بسحب الجنسية منكم؟
أولا أنا خجلان لأن فكرا بهذا الأسلوب أصبح منتشرا فى مصر وأنا مستغرب هو انتم لا تقرؤون القانون الدولى؟!.. ليس بمزاج مصر ولا يمكن لأى جهة أن تسحب الجنسية.. أعتقد أنها قضية إعلامية «دى ناس بتضحك العالم علينا» انتم غير معتادين على الحريات الشخصية ولا على حقوق الإنسان والقاضى لم يفرق بين الإسرائيليين والفلسطينيين من عرب 48، يعنى الشيخ رائد صلاح تقول عليه خائن ولا عزمى بشارة خائن! شوف كل مافعلوه ده جهل.
كيف استقبلتم الخبر بالحكم؟
للأسف بالصدمة والأسى، وإحنا عارفين ان فيه انحدار فى الفكر وتخلف فى الحياة المصرية وده مزعلنا جدا.
إذا سحبت الدولة الجنسية منكم ماذا ستفعلون؟
هناك تصرفات كثيرة جدا، فيه منظمات حقوق الإنسان الدولية، فيه محكمة دولية، وفيه كمان حاجات كتيرة تانية.
يعنى ستدول القضية؟
طبعا لا يسمح بإسقاط الجنسية لمن يحمل جنسية واحدة، أحادى الجنسية لا يمكن أن تسقط الجنسية عنه، ونحن لا نحمل سوى جنسية واحدة هى المصرية إذا سحبوها ماذا سنفعل، ثم إنه حتى بالنسبة لهؤلاء الذين حصلوا على الجنسية الإسرائيلية فقد لجأوا إلى ذلك بسبب الظلم الذى تعرضوا له من الحكومة المصرية المصابة بالشيزوفرينيا، ولعلمك همّ حصلوا على الجنسية بسبب مضايقات الحكومة.
كيف تعرضوا لمضايقات وهم فى إسرائيل؟
نحن لسنا منفصلين عن مصر ولما كنا ننزل إلى مصر لزيارة أسرنا كانوا يحتجزوننا ويمنعوننا من السفر ولا نحصل على تصريح السفر، فيه ناس بقت فى مصر 7 سنوات وفيه سنة ونصف وأخذوا حكما بالسفر ولم يتركوه، وأنا احتجزت فى مصر 4 أشهر فى انتظار أن يمنحونى تصريح السفر، المشكلة ياسيدى فيكم انتم، فى مصر، وليست فينا.
ماهى أعدادكم فى إسرائيل؟
7 آلاف مصرى متزوج ومقيم، وهناك من 4 إلى 5 آلاف بدون أوراق وهمّ كاسرين فيزا وهناك حوالى 25 واحدا متزوجا من يهوديات وفى مصر 2000 متزوجون من إسرائيليات ويعيشون فى مصر.
تركت شكرى الشاذلى وتحدثت مع مجدى، وهو مصرى آخر يعيش فى إسرائيل لكنه كان أكثر انفعالا ونقمة بمجرد أن سألته عن أخباره قال: إحنا أخبارنا زى الزفت، أولا نحن لن نصمت على ما يقال عنا فى مصر وقد اجتمعنا وقررنا أن نبدأ برفع دعوى قضائية على عضو مجلس الشعب السابق محمد البدرشينى الذى خرج على شاشات التليفزيون وقال إننا متزوجون من بنات ليل وإنهم اشترونا بالجنس وده عيب جدا، نحن ناس محترمة، أنا كنت أملك شركة وعندى 25 موظفا، وكنت عايش حياة رغدة فى مصر وتركت كل ذلك حتى أعيش مع زوجتى التى أخذوها بالقوة ورحلوها إلى إسرائيل لأنها من عرب 48 واحتجزوها لمدة 18 ساعة فى أسوأ وضع وأجهضت فى السجن وحرمت أنا وهى من الإنجاب نهائيا بعدما أصيبت بنزيف حاد.
ماذا تعمل الآن فى إسرائيل؟
أنا لا أعمل لأن حالتى الصحية أصبحت سيئة جدا بعدما حدث لى ولزوجتى، احنا اتظلمنا ظلما كثيرا.
وكيف تُعامل فى إسرائيل؟
آخذ كل حقوقى ولا أتعرض لمضايقات، هم هنا لا يريدون منا أى شىء طالما لا نعمل فى السياسة، إذن لا مشاكل معنا، ثم أنا أريد أن أقول لكم جميعا، نحن المصريين فى إسرائيل نعيش فى النور ونعلن عن أنفسنا للجميع يعنى لا نفعل شيئا سريا، ولا نعمل كجواسيس كما يقولون فى مصر، إحنا مشينا من مصر بعدما أهينت زوجاتنا.
ما هو هدف الرابطة التى أنشأتموها ؟
حقوقنا فقط ليس أكثر، انتم ليه تلوموننا الآن، لأننا تزوجنا من عرب! طيب، انتم من وقع اتفاقية التطبيع وعندما وقعتموها قلتم لنا علينا أن نفعل السلام، وعندما تعايشنا وصدقنا كلامكم تقولون لنا خط أحمر، لماذا لم تمنعوا الزواج من عرب 48 من وقتها، لماذا تركتونا نتزوج ونصدق كلامكم، ثم تراجعتم وحملتمونا وزر قراراتكم، ثم أنتم الذين تصدرون الغاز لإسرائيل وتستقبلونهم بالأحضان، وإذا كنتم تريدون سحب الجنسية منا الغوا اتفاقية السلام واغلقوا الحدود ولا تصدروا الغاز.
تركت مجدى الغاضب الذى هدد بأنه سيعتصم أمام السفارة المصرية فى إسرائيل ويضرب عن الطعام إذا سحبت منه الجنسية وذهبت إلى رفيق المصرى الذى بادرنى -بمجرد أن كلمته- بالسؤال عن مصر وأهلها، كان التأثر باديا على كلماته، رفيق الذى خرج من مطار القاهرة عام 1995بحثا عن أرض أخرى سألته: لماذا الحياة فى إسرائيل؟
قال لأنى هنا أكثر احتراما وأشعر بآدميتى وأضاف: تعرف أنا نزلت إلى القاهرة زيارة فبقيت هناك 8 سنوات أبحث عن تصريح سفر لأعود إلى أسرتى حتى بعد الحصول على حكم المحكمة بالعودة، ليه انتم لا تفكرون فى الحرية الشخصية؟!.
هل لديك أطفال؟
نعم عندى 4 أطفال يحملون الجنسيتين، وللأسف يتعرضون للمضايقات فى مصر، هل تعلم أن أمى ماتت ولم أستطع أن أحضر عزاءها بسبب الخوف من السلطات المصرية، ثم تصدرون هذا الحكم إذن بلدنا لا تريدنا، خلاص نبحث عن بلد آخر، هذه هى الحقيقة للأسف.
أنت سافرت إلى إسرائيل بحثا عن عمل وثروة، لماذا تركت بلدك ولماذا إسرائيل؟
أنا سافرت بحثا عن الأفضل، اعتبرت السفر إلى إسرائيل مثل السفر إلى الخليج، كلها بلاد عادية.
كلنا نعانى فى مصر، لكننا لم نفكر أن نترك بلدنا إلى إسرائيل؟
بحثا عن حياة أفضل.
لكن ألم تخف من السفر إلى إسرائيل؟
لا خفت طبعا، المشكلة أنكم فى مصر تفرضون علينا آراء مسبقة حول إسرائيل وأنا كنت عايز أعرف إيه هى حياتهم، ولما جئت أخذت إجازة من الفندق الذى كنت أعمل فيه وجئت شهرا زيارة، أجرب حظى وأعجبتنى الحياة هنا وقررت أن أستقر فى إسرائيل لأن الحياة هنا أفضل.
ومن رفيق إلى راجى الذى يعيش فى إسرائيل من 13 سنة وسبق أن زار مصر 63 مرة، يرى أن الأزمة الحقيقية فى عنصرية الكثير من المصريين، واعتبر أن الحكم الذى صدر يعتبر حكما عنصريا.. يعمل راجى فى الاستيراد والتصدير فى إسرائيل كان يستورد منتجات مصرية ويسوقها فى إسرائيل لكن ما وصفه بالروتين جعله يتجه إلى الصين، الأرخص الأسهل.
راجى يقول إنه سافر إلى إسرائيل بعد أن تعرف على زوجته فى هيلتون طابا الذى كان يعمل فيه ويقول: سألت الأجهزة الأمنية المعنية قبل أن أتزوج من زوجتى المنتمية إلى عرب 48، قالوا لا توجد مشكلة فى الزواج من إسرائيلية، أخذت أسرتى وسافرت إلى الناصرة لأخطب العروس، وتم الزواج بحضور أسرتى وسارت الأمور بشكل طبيعى، لكن منذ 5 سنوات بدأت الأزمات والمشاكل وبدأ التضييق الأمنى علينا فى مصر، خاصة بعد تولى حكومة نتنياهو.
هل تؤثر الخلافات السياسية بين مصر وإسرائيل على أوضاعكم؟
طبعا إذا قال ليبرمان كلمة ينتقمون منى أنا، طيب وأنا مالى صفّوا خلافاتكم معهم بعيدا عنا.
هل فكرت أن تأخذ الجنسية الإسرائيلية؟
لا لم أفكر رغم أنه من السهل أن أحصل عليها وهناك بالفعل حوالى 438 مصريا حصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وهم يعيشون فى إسرائيل بحرية، ونحن جميعا نعيش فى إسرائيل باحترام وإحنا شرفنا بلدنا هنا ورفعنا رأسها.
راجى
مجدى
رفيق
هشام
شكرى
جميل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة