«الوسط» أحرج الإخوان مرتين

المسيحيون قوة ناعمة وورقة دائمة فى أحزاب الإسلاميين

الخميس، 28 مايو 2009 10:31 م
المسيحيون قوة ناعمة وورقة دائمة فى أحزاب الإسلاميين ميلاد حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح الأقباط ورقة لا تغيب عن أجندة الأحزاب عموماً والإسلاميين على وجه الخصوص، ولا يخرج حزب أو موقف إلا وتأخذ ورقة الأقباط مكانها، وهى سنة ابتدعها حزب الوسط فى أول ظهور له عام 1996 وعدد من الأقباط على رأسهم د. رفيق حبيب، المفكر الإنجيلى، الذى استمر فى مشروع التأسيس الثانى للوسط، لكنه غاب عن التأسيس الثالث والرابع.. واعتبر مؤسسو الوسط أنه اتجه نحو الإخوان.

د. رفيق من جهته يقول إنه ترك الوسط بسبب الصراع بين مؤسسى الوسط والإخوان قائلا:ً«ارتبطت مشاركتى بموقف فكرى قائم على ضرورة إقامة حزب سياسى له مرجعية حضارية إسلامية.. ولم أكن طرفا فى خلافات الوسط والإخوان وفضلت الابتعاد.. لكن لم أدخل الإخوان، فهم جماعة دعوية أيضاً، فكيف لى وأنا مسيحى أن أنضم لهم؟ الإخوان يأخذون رأيى فى بعض القضايا، مثل مشروع الحزب، وقد يكون لى رأى مشابه لهم فى قضية مثل رفض ترشيح قبطى لرئاسة الجمهورية، لأنى أرى أن هذا المنصب لابد أن يتقلده مسلم.. ومن هنا أنا رؤيتى أقرب من تصور الإخوان وليس حزب الوسط».

بعد انسحاب رفيق ضم الوسط عددا من الأقباط، تأكيداً على أنهم شركاء فى العمل السياسى، كما قال أبوالعلا ماضى، وعندما أعلن منتصر الزيات عن تأسيس حزب للإسلاميين تحت اسم «العدل من أجل الرفاهية»، حرص على ضم الأقباط، رغم أن برنامج الحزب يرفض حق الأقباط فى الترشح لرئاسة الجمهورية، لكنه سوى بينهم فى جميع حقوق المواطنة الأخرى.
حتى الإخوان المسلمين عندما طرحوا مشروع حزب سياسى ظهرت ورقة الأقباط ضمن الحقوق الخاصة بالمساواة فى الترشيح والانتخاب والتعيين فى كل مناصب الدولة باستثناء رئاسة الجمهورية، وهى النقطة التى جلبت انتقادات واسعة لبرنامج حزب الإخوان، وحاول بعض قيادات الجماعة مواجهة ذلك، وعارضها عبدالمنعم أبوالفتوح، وجمال حشمت رافضين التمييز ضد الأقباط فى الترشيح للرئاسة.

موقف الإخوان وغيرهم يكشف عما يمكن تسميته «القوة الناعمة» للأقباط فى الحياة السياسية، وتأثيرها عبر وجود حرج اجتماعى وسياسى فى التعامل مع قضية الأقباط، أبوالعلا فى برنامج الوسط الذى تقدم به للمرة الرابعة الأسبوع الماضى أعلن «لا نرى أى مشكلة فى ترشيح الأقباط أو المرأة للرئاسة، فالوسط ليس حزباً بمرجعية دينية ولكنه حزب يقوم على فكرة الحضارة الإسلامية كمرجعية».

مبادرة الوسط الأولى بوضع أقباط فى قوائم تأسيسه دفعت الإخوان لإعلان استعدادهم لترشيح أقباط فى انتخابات مجلس الشعب، ووضعوا على قوائمهم أقباطا فى انتخابات نقابة المحامين 2001 و2005، وفى الانتخابات الحالية.

لكن د. ميلاد حنا يرى أن قوة الأقباط وتنامى تأثيرهم لا يأخذ حجمه الطبيعى فى ظل حالة الانسداد السياسى، حيث لا توجد قوة للإرادة الشعبية فى ظل وجود التزوير، ويرى أن ما يظهر من تأثير فى مواقف الإسلاميين تجاه الأقباط ينبع من الروح المصرية، ولا يعبر عن حالة حراك سياسى، المرهون بتداول السلطة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة