أيمن عثمان يكتب.. بكاء عذب

الخميس، 28 مايو 2009 10:58 ص
أيمن عثمان يكتب.. بكاء عذب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازلت فى الصحراء أسير، أحاور بعضا من دروبها.. علنى أجد صدى لوجه برىء، ولكن ذلك شىء غير يسير، وما لى لا أصطحب غانية تعيننى على قلب مازال فى الطريق وحيدا، فادعاء الحب يا صديقى شىء مقيت، هلم نسارع زماننا ياقلبى العليل، فما الحب فى زمنى إلا انبهار ووميض، سرعان ما ينطفئ ويأتى زيفا ما نسميه حبا، ونحن عن جوهره أبعد ما نكون، إلاحبى لولدى أحسبه عشقا يمدنى بحياة وحنين ودفء صار أنين، حب حقيقى برىء بلا شروط ولا نتائج، نستخلصها من حسابات زمن بغيض، ممتزج ببشر لا يصلحون إلا لما يعلمون، هيا يا صديقى نرتحل، فقد خاب زماننا خيبوه وأسقطوه حتى صار مختبئا منا، كأنه يخجل من عار اقترفوه، بالأمس كان يلعب أمامى، يلهو كمثل الأطفال حينما يلهون، يتسابقون فى البراءة فهم فيها مشتركون، كملاك عاش بعضا من تلك الأيام ثم كان اختيار عمر - ليتك ما اخترت يا ولدى الرحيل، تطاردنى ابتساماتك، وفى الليل مازلت وحدى أتذكر حكاياتك.

قالوا إنك ستنتظرنى هناك، حيث لا وجود سوى للملائكة أصحابك، وإن لم تكن أنت ملاكاً ياعمر، فمن يكون ملاكاً يا ولدى؟ هل مازال جدك إبراهيم يعلمك؟ كم من القرآن حفظت يا عمر؟ جميل أن تحيا طاهرا يا ولدى، ولكن كم كنت قاسيا عندما اخترت الرحيل وحدك.. مازلت أذهب إلى الأماكن التى كنت تحبها، صارت كلها ظلاما كئيبا بعدك يا عمر، هل لى أن أطلب منك شيئا؟ اشتقت إليك وهدنى الحزن بعدك يا ولدى. هل لك أن تطلب من الله أن أرتحل إليك؟ مازلت واقفا فى حجرتك أبكى، تحادثنى صورك، أتوق إلى احتضانك يا عمر، ومازالت دموعى تغالبنى وأحيانا يسألنى قلبى لمن تركك عمر ولا إجابة عندى، كم أراه صعبا هذا الصبر، وكم هو مرير هذا الحزن، كم هى خائنة هذه الدنيا، كم هم قساة هؤلاء البشر، غاب عنى الفرح يا ولدى، واليوم أحتفى وحدى بعيد ميلادك، عمر وفاطمة والحسن، ثلاث ملائكة يلعبون ويلهون هناك عند مليكٍ مقتدر، حيث السعادة الدائمة، هم هناك لا يبكون، أنا من أبكى هنا ولكنه بكاء المشتاقين، بكاء عذب يطهرنى من نفس بشرية معقدة، مازالت تحاول اللحاق بعالم ملائكى ليس فيه سوى إله رحيم وملائكة كرام.

أما زياد فعالم آخر رائع أعطانيه ربى، ملأ دنيتى حبا وعشقا ووهجا، هبة من الله بعد صراع حافل مع الأحزان، أهدانيه إلى ربى فهو عمرى وفاطمى من الحزن وهو الحسن منى، رفيق نفسى على الدرب، حفظك الله ياعمرى من كل شر، وجعلك مجلبا لكل خير، كم أنت عطوف يارب..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة