أسماء صباح تكتب: سأسرق قبلة منها

الخميس، 28 مايو 2009 11:03 ص
أسماء صباح تكتب: سأسرق قبلة منها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فيها ولدت، وأول شعاع شمس رأته عيناى كان هناك فى سماها، أعشقها دون أن أسكنها، يكفى أنها احتضنتنى طفلة بين ذراعيها. اشتاق للحظات ولادتى الأولى، للنفس الأول الذى دخل رئتاى، أتعرف كيف بدت منذ اللقاء الأول، كانت جميلة الوجه باسمة، حمر وجنتاها، أسود كسواد الليل شعرها، بيضاء البشرة سوداء العينين.

تغزل شعرها مع الشروق، بثوب مطرز من العشق تتزين، وعلى يداها أساور من فضة هدية من نابلس جبل النار، على عنقها الصامد هناك ماسة تلمع من فرط الحب لها. فى القدس ولدت، وعلى ترابها تمرغت، حملت من زيتونها حبات بقيت معى لأجل ذاكرة حية، رحلت ولا أدرى كيف رحلت، لا أذكر إن كنت أجبرت، ولكننى فى النهاية رحلت، إلى مكان لا أعرفه رحلت، فى واد سحيق وجدتنى، وحيدة بين أشجار الصبار، وأقحوانة كانت تسكن هناك لوحدها. بكيت كثيرا ولم أعرف السبب، كنت صغيرة وقتها، حديثة ولادة لربما، لم أدرك هول مصيبة أدركتنى، ولكننى بكيت وقتها.

كبرت وما كبرت هى، بقى سواد الليل فى شعرها، والقبلات طرية على خدها، والأطفال ما زالوا بالساحات يلعبون وكأن شيئا فى ذكرتهم لم يكن. وأنا بقيت معلقة هناك فى هواها، ترانى وأراها، أود أن أضمها، ارتشف قبلة من جبينها أو حتى يديها، يمنعنى جلادوها، أرجوهم أن يسمحوا لى بنفس من هواها، ليعيد لى ذكرى مضت قديما، يبقى الرفض قائما، لا أحتمل بعدها، ولكننى سأظل واقفة فى رباها، سأسترق النظر إليها، وعندما يغيب الجلاد سأطبع قبلة على جبينها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة