م. هيثم أبو خليل يكتب: ليه أيامنا كلها.. سوده؟!

الأربعاء، 27 مايو 2009 12:36 م
م. هيثم أبو خليل يكتب: ليه أيامنا كلها.. سوده؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يقف مصرى واحد، للأسف، وقفة صريحة مع نفسه ويسألها: أين نحن مما يحدث فى دول الخليج ودول العالم من تطور لمستوى للحياة والمعيشة؟ يوم حلو ويوم مر.. لماذا أيامنا أصبحت كلها صعبة ومن أصعب إلى أصعب.. لماذا لا ينعم ولا يستحق الشعب المصرى حياة كريمة مثلهم ومثل سائر البشر؟، لماذا يسير منذ عشرات السنين فى أطول عنق زجاجة عرفها التاريخ.. ولم يخرج منها حتى الآن، ولماذا يبشر بالخير بعد انتهاء الخطة الخمسية والسباعية، ويفاجأ بعدها بضنك أكبر وحياة أصعب؟ لماذا المطلوب منه دائماً أن يربط الحزام ويتحمل هذه الضريبة وتلك الرسوم وهذه القرارات؟ ويقال له: هانت خلاص.. فإذا به يفاجأ هذه المرة بصوت يعرفه جيداً ولا يعرفنا، يخرج عليه ويقول أجيب لكم منين؟.. من أجل علاوة 10%!

دعونا نخرج من صمتنا ونقول له بلادنا عامرة وفيها من الخيرات ما هو أكثر من البلاد العربية مجتمعة.. نقول لك يا سيدى تجيب لنا منين؟.. ممكن تجيب من تحويلات المصريين فى الخارج والتى تبلغ مئات المليارات.. ومن عائد السياحة الضخم بالعملة الصعبة، ومن دخل قناة السويس الذى تضاعف عدة مرات فى الأعوام الأخيرة، وبلغ عام 2006 نحو 20 مليار جنيه مصرى طبقاً لبيانات الهيئة العامة للاستعلامات، وأيضاً من مبيعات البترول والغاز وأسعارها العالية القياسية، ومن حصيلة الضرائب العامة وضرائب المبيعات التى تحصل من المنبع ومن الرسوم الوهمية التى تفرض على الخدمات.. وأيضاً من خلال تقليل البذخ الحكومى المفرط وتقليل عدد السيارات فى المواكب إلى خمسة سيارات فقط؟!

ولا ننسى حصيلة الخصخصة وبيع الشركات والبنوك والأراضى وتمليكها لغير المصريين..علاوةً على وقف تهريب أموالنا للخارج بالمليارات.. وكذلك وقف المهرجانات والمؤتمرات والسفريات لمدة عام فقط، حتى يسترد الاقتصاد عافيته، ونقترب من نصف عنق الزجاجة..!! يا سادة.. لو نظرنا لإحصائية نشرتها الإيكومنست لمتوسط دخل الفرد فى عدة دول ومنها مصر.. تتعجب أين يذهب خير مصر.. لماذا لا نجد له أثرا...

فالقوى البشرية المصرية ممثلةً فى عدد السكان ناهزت 77 مليون نسمة، والدخل القومى بلغ 116 بليون دولار، بالإضافة إلى أن حصة الفرد بلغت 1500 دولار سنويا، أى ما يعادل "125 دولارا شهريا".. ورغم هذا فإن معدل الغلاء بها بلغ 6%. ولو قارنا هذه البيانات بدول أخرى بالجوار، سوف نلاحظ الفوارق التى بلغت الزبى. ففى المملكة العربية السعودية نجد أن عدد سكانها 26 مليون نسمة، والدخل القومى 370 بليون دولار، وحصة الفرد منه 14.50 دولار، أى ما يعادل "1200 دولار شهرياً" ونسبة النمو بها 5%.

أما إذا نظرنا إلى الكيان الصهيونى، فنجد أن عدد السكان بلغ 7 ملايين، والدخل القومى 150 بليون دولار، وحصة الفرد 12.00 دولار، أى ما يعادل "1750 دولارا شهريا"، ونسبة النمو بلغت 4%، والعجيب أن معدل الغلاء 2.5%. مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه الأرقام فى المتوسط، وبالتالى مع عدم وجود عدالة فى التوزيع وفى ضآلة الدخل تكمن المشكلة.. متوسط دخل الفرد فى مصر المفروض أن يكون 125 دولارا شهرياً أى حوالى 700 جنيه.. ولكن أين هم؟

يا سادة هناك فى مصر أسر تعيش على معاش وعلى دخل يقل عن 100 جنيه.. وتسكن فى المقابر أو فى العشوائيات!! صرحت وزيرة الشئون الاجتماعية فى عدد الأهرام 26 إبريل 2005 أنه يوجد مليون شخص يحصلون على معاش الضمان الاجتماعى الذى يبلغ 50 جنيها شهريا، أى حوالى 8 دولارات، وبفرض أن متوسط الإعالة 4 أفراد للأسرة، إذن نحن أمام 4 ملايين مواطن متوسط دخل الفرد منهم 2 دولار شهرياً.

يا سادة هناك الملايين من أبناء هذا الشعب العريق لا يجدون مكان يؤويهم، كشف تقرير للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن 12 مليون مصرى يعيشون فى العراء بلا مأوى، وأوضح التقرير أن هؤلاء يعيشون فى المقابر والعشش والجراجات والمساجد وتحت السلالم، وأشار التقرير إلى أن 1.5 مليون مصرى يعيشون بالقاهرة فى مقابر البساتين والتونسى والإمام الشافعى وباب الوزير والغفير والمجاورين والإمام الليثى وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة.

يا سادة.. لن نتجاوز فى أحلامنا ونتخيل أن نصحو يوماً.. ونجد زيادة حقيقية لا يتبعها زيادة فورية فى الأسعار فى مرتباتنا بهذه النسب أو نصفها، ولكن دعونا نقل ونتساءل: ألم يحن اليوم الذى يحيا المصرى حياة كريمة؟ فيها أبسط مفردات ومعانى الحياة من سرب وبيت ينام فيه آمناً وعملاً يؤمن له قوت يومه.. وشربة ماء نظيفة.. ورعاية صحية لائقة.. يا سادة أحلام المصريين بسيطة.. بيت.. لقمة عيش.. شربة ماء.. هل هذا صعب عليكى يا مصر؟.. يا أم الحضارات ويا هبة النيل ويا أم الدنيا. أعتقد أن الجواب على هذا السؤال هو: ليس صعبا.. بشرط إنهاء عقد التأجير أو التمليك لمصر وإعادتها لأصحابها!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة