أكدت الشاعرة والروائية سهير المصادفة والمسئولة عن سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب، أن الذين يقودون المؤسسات الثقافية الآن مجرد أموات. وأشارت أن الترجمة تمر حاليا بأزمة كبيرة، رغم كل محاولتنا، فهى بناء لأى حضارة، وقالت: محمد على هو الذى قدم الدفعة الثانية للترجمة، وقادها رفاعة الطهطاوى، نحن لا نستطيع أن نقارن محاولاتنا فى الترجمة بمجهود الطهطاوى، فهى من وجهة نظرى محاولات بائسة وينقصها الكثير من الدعم.
وأضافت أن المحاولات المؤسسية وغير المؤسسية ليست مشروعا للترجمة، فالمكتبة العربية تنقص الكثير من أعمدة المكتبة الغربية التى لم تترجم إلى الآن على حد قولها.
وعن تاريخ الترجمة قالت المصادفة: نهضة الترجمة الأولى كانت بعد الخلفاء الراشدين واستمرت هذه النهضة لسنوات وكانت هى المؤثرة على كل نهضة الأمة الإسلامية، وتسلمت أوروبا شعلة الترجمة منا، فترجمت ابن رشد، وكل إنجازات العرب الذين ساهموا فى النهضة الإنسانية بشكل عام، ونحن أظلمنا تماما إلى أن جاء محمد على وهى تسمى بالنهضة الكبرى التى تولاها هو ورفاعة الطهطاوى.
ووصفت المصادفة هذا العصر قائلة: نحن نعيش فى لحظة جذر حضارى تتجلى فى العشوائية التى لا تستطيع حمل أى نهضة، فما بالك بنهضة الترجمة، وعلى الرغم من أنه لدينا المشروع القومى للترجمة وسلسلة الجوائز، ومشروعى "ترجم" و"كلمة" فى العالم العربى، ودور النشر الخاصة، إلا أنه ليس لدينا استراتيجية، ومن يتحمل عبء من يقود التوفيق بين كل هذه المحاولات، ولدينا بالتالى نتاج ضرورى للعشوائية من الترجمات الركيكة.
وعن حل مشكلة الترجمة قالت المصادفة: نادى حسن الزيات من نصف قرن بتكوين بيت للترجمة، لكن هذا مجتمع ميت لا يتحرك، وجميع من يتولون الأمر أموات خاصة فى المؤسسة التى أعمل فيها، فلم يستجب أحد لدعوة الزيات الذى قال نحن نريد بيتا للترجمة، المشروع القومى للترجمة ليس ببيت للترجمة، وأى مؤسسة بحاجة لأموال طائلة لكن الدولة تتعامل مع الترجمة على أنها رفاهية.
وأكدت المصادفة أن المترجم كان يتقاضى أموالا هزيلة على الترجمة، المترجم مبدع متناص، ولقد خاضت حربا من أجل أن ينال المترجم حقوقه المالية. وعن الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى قالت: العالم لا يعلم أننا نستطيع أن نكتب الرواية، وعلى الرغم من أن الكثير من مبدعينا قد تمت ترجمتهم إلى لغات أخرى، إلا أنها ترجمات عشوائية، روسيا هى التى قدمت ترجمات آدابها إلى اللغات الأخرى بأموالهم، لن يعلم الآخرون من نحن، بدون أن نعمل، ونحن لا نعمل وليس لدينا هدف أو خطة. ووصفت المصادفة الترجمة بأنها الجسر الذى يمر عليه شعب إلى شعب آخر دون مقولات لسياسيين بلهاء.
كما أشارت إلى أن سبب الكوارث فى الجامعة المصرية وتخلفها هو الترجمة، وحصرتهم فى سببين هما أن الباحث المصرى لا يطلع على ما وصل إليه الآخر، أو لأن الباحث يجيد إحدى اللغات ويسرق ما يقرأه وينسبه لنفسه، وهذا سبب أن الجامعات المصرية ليست مؤهلة لدخول سباق الجامعات، فالترجمة هى السبب فى التخلف العلمى، وهى السبب فى كل تأخر تناله البلد فى المجالات الأخرى.
وعن حال المترجمين أنفسهم أشارت إلى أنهم بحاجة لأن يأخذوا حقوقهم المادية والمعنوية، ويبدأ الكبار منهم فى إرشاد المترجمين الجدد إلى الطريق، فقد وجدت المصادفة الكثير من الترجمات الركيكة للمترجمين الشبان. وفى نهاية حديثها عقدت سهير المصادفة مقارنة بين حجم الترجمات الصادرة عن العالم العربى وإسرائيل وقالت: إسرائيل تتفوق علينا فى ذلك المضمار حيث أنها تترجم من آدابها ما يعادل المرة والنصف لأعمال الوطن العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة