د.حمزة زوبع

سلام "الراقصات" أم سلام "الشجعان"! أيهما تختار

الأربعاء، 27 مايو 2009 07:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسب ما جاء فى المصرى اليوم، اليوم الأربعاء، فإن الراقصة (الإسرائيلية) ميتال ساسى، تعتقد بأن الرقص الشرقى تراث مشترك بين المصريين والإسرائيليين، وتعتقد أنه من خلال التعاون بين الراقصات فى البلدين يمكن تحقيق السلام ...!

وعلى الرغم من أن أحد الحاخامات قد أفتى بحرمة الرقص الشرقى، لأنه مأخوذ من ثقافة منحطة – كما جاء فى نص الخبر – إلا أن الراقصة (ساسى) ترى بأن السلام عبر الرقص يمكن تحقيقه!! يا سلام.

ورغم تفاؤل "ساسى" التى رقصت مع "دينا" على أنغام "سعد الصغير"، إلا أننى لا أتوقع حلول سلام "الراقصات" محل سلام "الشجعان"، الذى أسس له المرحوم عرفات، وذلك للأسباب التالية:

أولا: سلام الراقصات يعتمد على سن محددة، وهذا يعنى إذا كبرت الراقصة قلت فرص ظهورها على المسرح، وبالتالى ستقل فرص السلام، بينما فى السياسة كلما طال عمر السياسى زادت فرص السلام (والدهن فى العتاقى)

ثانيا: الراقصة تحب التنويع والتنقل من موسيقى لأخرى ومن مطرب لمطرب ومن بلد لبلد ومن صالة لصالة، وهذا يقلل فرص الثبات والاستقرار ويجعل السلام المبنى على الرقص سلاما "مخلع" أو "مهزوز" حبتين، بينما فى عالم السياسة نجد أن الساسة يحبون الاستقرار ولا يحبون التغيير، وهذا يعطيهم ويعطينا فرصة أكبر للاستقرار واحتمالية إقامة سلام "متين" و"جامد".

ثالثا: أن سلام الراقصات يحتاج إلى فتوى من الحاخامات (بالطبع ليس عندنا فتوى من الشيوخ حول الموضوع)، وهذا يعنى أن فتوى من هنا أو هناك قد تهدم السلام "رقصا على عقب"، وعليه فاحتمال قيام سلام عبر الرقص يكاد يعدم "شرعا"، بينما فى عالم السياسة وسلام الشجعان نجد أن الفتاوى جاهزة وطازجة وعلى المقاس، وهذا يعطى سلام الساسة قوة دفع لا يمكن لسلام الراقصات أن يحصل عليها.

رابعا: سلام الراقصات يعتمد على الذوق الفنى والمزاج العام، وإذا ما اختلفت الأذواق فسوف يتعطل التوقيع، وتخيل مثلا لو أن "سعد الصغير" أصر على تغيير الراقصة لأن شكلها وحش، أو أن الراقصة طلبت أن ترقص على أنغام أغنية لـ"تامر حسنى"، ورفض تامر بدافع الوطنية، ساعتها ستتعطل عجلة السلام وتتوقف عن الهز والدوران، بينما فى سلام الشجعان لا يوجد "ذوق" شخصى، كما أنه لا يوجد اختلاف فى الرأى، فكما تعلمون فالمعارضة عادة ما تكون فى السجون.

خامسا: حفل توقيع اتفاقية سلام الراقصات سيحضره جمهور غفير يقدر بمئات الآلاف، وهذا يتطلب جهودا أمنية مضنية، وقد يتسبب التدافع والتزاحم فى حدوث كارثة فى مكان التوقيع ( راجع ما حدث فى حفل تامر حسنى بالمنصورة)، هذه الحشود سترغب بالطبع فى مشاهدة كيفية توقيع الراقصات على الاتفاقيات (هل سيوقعن بالأقلام أم بالبصمة الفنية لكل راقصة)، فى حين أن سلام الشجعان لا يحتاج إلى جهد أمنى كبير، فيكفى صالة صغيرة أو حديقة البيت الأبيض أو فى كامب ديفيد لتوقيع الاتفاقية، ثم تعديلها وإعادة التوقيع عليها مائة مرة دون مشاكل تذكر.

ورغم عدم إيمانى بجدوى أى من السلامين (سلام الراقصات) و(سلام الشجعان)، الأول بسبب لأننى مؤمن بأن الرقص حرام سواء كان من يهودية أو من مسلمة موحدة بالله وتصلى الخمس فروض بما فيها صلاة الفجر (حاضر) بالمسجد القريب من الصالة، والثانى لأننى على يقين بأن من يقومون بتوقيع اتفاقيات السلام، لا يعرفون معنى السلام ولم يجربوه مع شعوبهم، فكيف يكون الحال مع الخصوم والأعداء؟ كما أنهم ومن ناحية قانونية غير مفوضين من شعوبهم. لا سلام الراقصات المعتمد على "هز" الأبدان ينفع، ولا سلام الشجعان المعتمد على "هز" الأوطان يصلح فى هذا الزمان، وفى رأيى أن الحل الوسط هو سلام "الجدعان" ....
طبعا تعرفونه ...

آخر السطر
فاز الأهلى بالمباراة الفاصلة، ونجحت الفضائيات عبر تسخينها للأجواء فى الضحك على الجمهور واستثمار الموقف لبيع إعلاناتها على الهواء من خلال اختراع قصص وروايات وتوزيع الشكاوى والاتهامات. فرح الأهلاوية بالدورى وغنمت الفضائيات بكعكة الإعلانات.

البعض لا يزال يعول على استمرار العزاء فى مأتم الدورى .. مع أنه لا عزاء بعد ثلاث ...
تحية للأهلى البطل والإسماعيلى المنافس وبتروجيت المقاتل وإنبى الصاعد الواعد، وتمنياتى الطيبة للرياضة المصرية ولبقية الفرق المنافسة على قمة الدورى بدلا من المنافسة عبر الفضائيات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة