أعرب سمير غريب رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى عن استيائه من هيئة التخطيط العمرانى بوزارة الإسكان، لعدم دعوة الجهاز فى المشاركة بمخطط رؤية القاهرة 2050 الذى تتولى الهيئة تنفيذه.
وأوضح غريب أن الهيئة لم ترجع للجهاز لطلب الاستشارات التنسيقية والحضارية لهذه الرؤية، وأن مشاركة الجهاز تمثلت فى دعوة وجهتها الهيئة له بصفة شخصية لحضور أحد الندوات التى أقامتها للتحاور حول هذه الرؤية لتخطيط القاهرة.
وتساءل مستهجنا "كيف يتم تجاهل جهاز التنسيق الحضارى فى هذا المشروع؟!"، وأضاف أنه عند نقد هذه الرؤية يقول المسئولون عن المخطط أن هذه مجرد رؤية مطروحة للنقاش المجتمعى وللجدل من جانب المتخصصين، وأضاف أن هؤلاء المسئولين لا يلتفتون لهذه الانتقادات الموجهة لتخطيط القاهرة 2050.
ويرى الدكتور أبو زيد راجح رئيس المركز القومى لبحوث الإسكان الأسبق، أن رؤية مخطط القاهرة 2050 لابد أن تتولاها جهة واحدة فقط وهذه الجهة بحكم القانون هى هيئة التخطيط العمرانى، حتى لا تتشتت الجهود وتتضارب المصالح، وأن مشاركة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى سوف تكون بالرأى فقط، خاصة أن الجهاز لا يملك الموارد والإمكانيات لتنفيذ هذا المشروع.
وأضاف الدكتور راجح أن ذلك لا يمنع من ضرورة أن تطلب الهيئة من التنسيق الحضارى المشاركة فى وضع الرؤية المبدئية للقاهرة 2050، وكان من الأجدى على رئيس الجهاز أن يطلب من الهيئة مناقشة المخطط المطروح داخل الجهاز، وأن يشارك فى هذه المناقشة خبراؤه "ورجالة سمير غريب". ليتم إرسال الانتقادات مكتوبة رسميا للتخطيط العمرانى، وكان على رئيس الجهاز ألا يكتفى بعرض انتقاداته لمشروع 2050 من خلال المقالات فى الصحف.
إلا أن سمير غريب رفض فكرة قيامه بتقديم طلب لوزارة الإسكان متمثلة فى هيئة التخطيط العمرانى للمشاركة رسميا فى تخطيط القاهرة 2050، قائلا "مش إحنا اللى نروح لهم المفروض هم اللى يجولنا". والجدير بالذكر أن مخطط القاهرة 2050 تعرض للعديد من الانتقادات على يد سمير غريب.
تجاهل الوزارة لجهاز التنسيق الحضارى يثير التساؤل حول إلقاء قرار الرئيس مبارك عرض الحائط، حيث نص قرار إنشاء الجهاز الذى أصدره رئيس الجمهورية رقم 37 لسنة 2001 على العديد من المهام التى يقوم بها الجهاز، ومن أهمها وضع الضوابط التى تكفل عدم التغيير فى الشكل المعمارى، وأيضا إعادة صياغة الرؤية الجمالية لكافة مناطق الدولة. وإبداء الرأى فى مشروعات القوانين واللوائح التى تسهم فى التنسيق الحضارى.
يذكر أن مشروع القاهرة 2050 تم عرضه من خلال الحزب الوطنى الديمقراطى نهاية عام 2007 وانتشرت الأحاديث عن قاهرة نظيفة خالية من العشوائيات تحمل رؤية بصرية جمالية وحدائق واسعة، والبعض أعتقد أن القاهرة سوف تصبح مثل المدينة الأفلاطونية الفاضلة خالية من كل الأشياء السيئة، إلا أن الرئيس مبارك رأى أن هذا المشروع من المشروعات صعبة التنفيذ، وأن من الأجدى الاهتمام بمشروعات تمس المواطنين مثل تحسين ظروف محدودى الدخل، إلا إن هذا لم يكن قرارا بإعدام مخطط القاهرة 2050، حيث عاد المشروع ليطفو على السطح من جديد خلال المؤتمر الأخير بالحزب الوطنى الديمقراطى فى نوفمبر الماضى.
حاولت الانفراد بمشروع القاهرة 2050..
الإسكان تتجاهل"التنسيق الحضارى"فى تخطيط القاهرة
الأربعاء، 27 مايو 2009 10:01 ص