أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرى أن المحادثات التى أجراها أمس الثلاثاء، بالمسئولين الأمريكيين الذين التقى هو والوزير عمر سليمان بهم فى واشنطن، دارت فى الأساس حول التسوية الفلسطينية والحاجة إلى عملية سياسية نشطة وسريعة، تعمل على تحريك الأوضاع وتغيير الوضع الراهن بما يفضى إلى حل نهائى للمشكلة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية إن الواضح أن الإدارة الأمريكية مصممة على التحرك النشط والسريع، وأنها تتفهم كافة النقاط التى طرحتها بما فى ذلك المطلب العربى والمصرى بالوقف الفورى لعمليات الاستيطان الإسرائيلى، وأن هناك تقارب مصرى أمريكى على حل الدولتين.
وأوضح أن التركيز من الجانب المصرى فى الحديث مع مستشار الأمن القومى الأمريكى الجنرال جيمس جونز، انصب على الحاجة إلى قيام واشنطن بطرح رؤية أمريكية متكاملة، تتناول كافة عناصر المشكلة الفلسطينية وكيفية تسويتها بما يتجاوز مطلب الدولتين، ويضع الكثير من النقاط فوق الحروف بالنسبة لعناصر التسوية.
وأشار أبو الغيط إلى أنه فى هذا السياق قام بتسليم جونز رسالة خطية من الرئيس مبارك للرئيس باراك أوباما.. كما أوضح تكليفات الرئيس مبارك له ولرئيس المخابرات العامة فى عرض الرؤية المصرية تجاه التسوية والتى تقوم على مبدأ الدولتين.
وقال إنه ينبغى طرح الشكل النهائى للتسوية على الأطراف لكى يكون الجميع على بينة من التفكير الأمريكى، مؤكدا على الحاجة إلى تحرك أمريكى فورى يأخذ فى الحسبان سرعة إيقاع الرؤية الدولية والحاجة للتسوية ويستفيد من الزخم الدولى فى جهد السلام.
وأكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان على كل المواقف العربية والمصرية المعروفة، وفى مقدمتها الطرح الوارد فى المبادرة العربية للسلام، كما شددا على أهمية الفصل الكامل بين مشكلة إيران النووية مع الغرب من ناحية، وبين الحاجة إلى تسوية سريعة للمشكلة الفلسطينية من ناحية أخرى، مع تأمين مطلب الحركة النشطة للمفاوضات على كافة المسارات مع الأهمية التى توليها مصر للمسارين السورى واللبنانى فى تحريك هذا الجهد.
وفيما يتعلق بمضمون الخطاب الموجه من الرئيس مبارك إلى الرئيس أوباما، قال أبو الغيط إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو حضر إلى واشنطن وطرح الرؤية الإسرائيلية، وأتى الرئيس الفلسطينى محمود عباس وسيطرح رؤيته، وأن مصر رأت أن تضع رؤيتها أمام الإدارة قبل وصول الرئيس أوباما إلى القاهرة. وأضاف أنه والوزير سليمان سيوصلان نفس الرسالة اليوم إلى هيلارى كلينتون وجورج ميتشيل.
وأوضح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أنه غير معنى بالموقف الإسرائيلى أو بمواقف الحكومة الإسرائيلية الحالية، مشيرا إلى أن الحديث ينصب بشكل أساسى على الولايات المتحدة، وأن إسرائيل لها من يتحدث معها سواء فى القاهرة أو فى واشنطن، وأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولى مسئولان عن ذلك.
وقال إن الطرح المصرى هو أنه ينبغى وضع خطة أمريكية متكاملة تتضمن الشكل النهائى للتسوية، وأن وقف الاستيطان هو أمر مطلوب وحيوى ويأتى فى إطار طرح متكامل للرؤية الأمريكية.
وأشار إلى أنه إذا نجحت الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولى، فى إقناع الحكومة الإسرائيلية الحالية بتنفيذ التزاماتها السابقة واستئناف المفاوضات، وتنشيط جهود السلام لتتم العودة إلى ما تم تحقيقه حتى سبتمبر من عام 2000 قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فمن المتصور عندئذ أن تتمكن الدول العربية أو بعضها على الأقل - مثلما حدث فى أعوام 1995 و 96 و 97- من اتخاذ خطوات تشجيعية لإسرائيل.
وأضاف أنه إذا اتخذت إسرائيل خطوات رئيسية يطمئن العرب من خلالها إلى المصداقية والجدية والتى تتعامل بها إسرائيل مع التسوية ومع الطرح الأمريكى "فإننى أتصور أن العرب، أو البعض منهم، سيتجاوبون طبقا لرؤية كل طرف على حدة وبسرعات متفاوتة".
كما يلتقى أبو الغيط وسليمان اليوم الأربعاء، بوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، ويعقبه لقاء بالسناتور جورج ميتشيل ثم يغادر بعد ذلك إلى فرنسا للقاء وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير للتشاور حول الاتحاد المتوسطى
أبو الغيط وصف مباحثاته مع الجانب الأمريكى بالإيجابية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة