يوسف المنيلاوى يكتب.. شفافية المحروسة

الثلاثاء، 26 مايو 2009 12:30 م
يوسف المنيلاوى يكتب.. شفافية المحروسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام نوقشت "بشفافية" الموازنة العامة للدولة بمجلس الشعب، وعارض وهاجم وثار قادة القلة من نواب المُعارضة وبكامل "الديمقراطية" !
وعلى حد علمنا.. لم يتغير شىء، خرجوا والحال هو الحال !!
أى ديمقراطية تلك ؟!
وأى شفافية، وأى مجلس نيابى، وأى حزب حاكم، وأى أغلبية، وأى لجنة سياسات، وأى مُحاسبة، وأى عدل، وأى وطن هذا ؟!
موظف فى حكومة مصر.. يتقاضى راتب سنوى 6 مليون جنيه..!
وزيرا كان أو شيخ وزراء ؟
مُساعدة وزير فى مصر.. تتقاضى 205 ألف جنيه شهرياً من موازنة الدولة ورسمى !
أى نوع من مُساعدة تلك التى تُقدمها، وبتساعد مين، فى إيه، وعلى إيه بالظبط ؟!
من يعتمد تلك الرواتب.. من يوافق عليها ومن يُحددها؟!

وهل توزع فى الخفاء "سُكيتى يعنى".. أم هى معلومة ويعلم بها السيد الرئيس !.
أن تُعلَن تلك الأرقام فى جلسة مُناقشة الموازنة العامة للدولة بمجلس الشعب شىء .. وأن تُذاع وتُعلن على هذا الشعب المسكين المحروم بدعوى الشفافية والديموقراطية شىء آخر.
هل من الديموقراطية والشفافية أن نحرق دم الناس ونستفزهم ونُشعرهم بمدى الظلم والغبن وقلة الحيلة، وبأنهم ينهبون بلا رحمة وعلناً ومن تحت قبة البرلمان؟!

إن هذه الرواتب تُبطل وتنفى جدوى كل أجهزة الرقابة والمُحاسبة والسياسات والعدل.. ناهيكُم عن المليارات التى تُرصد رسميا فى وزارات الدولة لبنود المُستشارين والأدوات المكتبية والوقود والمهرجانات والحفلات والتهانى والتعازى وسفر الوفود من تذاكر طيران وإقامة ومصاريف شخصية.. وكلها مُعلنة بشكل رسمى !!
من يجرؤ بعد هذا أن يُطالب تاجرا بسيطا أن يلتزم بدفع ضرائب ؟
كيف نُقنع المواطن بأن "الضرائب مصلحتك" فلا تتهرب !

وكيف نواجه ونُعالج فساد صغار الموظفين وفارضى الإتاوات على المواطنين البؤساء !
كيف نقطع كل الأيادى الممدودة، والأدراج المفتوحة فى المصالح الحكومية والحال كذلك !؟
كيف نلوم من يتوسل لقمة عيشه بأدب وانكسار وهوان بـ " كل سنة وأنت طيب" و"الشاى يا باشا" و "ربنا يخليلك الهانم".. وهو يرتدى "الميرى " وعلى جبينه شعار الدولة !!
بل كيف نُحارب مُدرَّس يكدح بعرق وجُهد وشرف ليوفى احتياجات الحياة الأساسية بجُنيهات إضافية من درس خاص لتلميذ مُقتدر.

نُريد تعريفا لمعنى الفساد.. نُريد مفهومكم للعدل الاجتماعى.. نُريد حياءً !
لا نُريد شفافيتكم..
لا نُريد ديمقراطيتكم.. لا نُريد مجلسكم النيابى المُعطل بأغلبية من المؤلفة قلوبهم..
افعلوا بهذا الوطن وساكنيه ما شئتم.. ولكن فى الخفاء.. بلا شفافية مؤلمة.. استتِروا .
طالما أن أنين المواطن اليتيم الصابر لا يصلكم ولا يوقظكم ولا يعنيكم من الأساس..
النشل أرحم كثيرا ـ بكرامة الضحية ـ من سرقة بالإكراه "عينى عينك" ..
لستُم أول ولا أنتم آخر..
فمصر الصابرة محروسة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة