قناة السويس لم تكافح فى الأدب مثلما كافحت فى التاريخ

الثلاثاء، 26 مايو 2009 09:46 م
قناة السويس لم تكافح فى الأدب مثلما كافحت فى التاريخ قناة السويس حدودة مصرية تحكى الألم والسخرة والبطولة والطموح
كتب محمد عوض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدخل الأحداث العظيمة فى تاريخ الأمم كأحد ملهمات الإبداع الأدبى, ليقوم الأدب بتصوير تلك اللحظة التاريخية، ومن ضمن هذه الأحداث التى جاءت كنقطة تحول فى تاريخ العالم حفر قناة السويس ثم تأميمها فى الخمسينات من القرن الماضى, وإن كان الإنتاج الأدبى لم يواز حجم نضال الشعب المصرى فى تاريخ قناة السويس، بدءاً بالحفر والسخرة وحتى النضال الوطنى فى الحروب مع العدو الإسرائيلى، وكانت قناة السويس مسرحاً لهذه الحروب.

واتفق عدد من الباحثين فى المؤتمر الذى عقده اتحاد الكتاب أمس، الاثنين، بالقلعة "قناة السويس وأثرها على الإبداع الأدبى .. 150 عاماً على بدء الحفر"، على أن حجم الأدب المقدم عن فترة الحفر لا يتناسب مع الأحداث التى وقعت، وما عانها الفلاحون أثناء الحفر، وعلى العكس كان الفن المحكى أكثر قرباً من أهالى القناة من خلال آلة السمسمية التى كانت أكثر قرباً من الأدب, وقال الدكتور يوسف نوفل "لا يوجد تكافئ فى العطاء الذى بذل بالدم والعرق أثناء الحفر وبين العطاء بالقلم, وعلى الأدب إذا كان يريد الكتاب بشكل جيد عن هذه الفترة أن يستعيد قراءة التاريخ واستحضار التجربة، وليس بالتخيل الجزئى الذى يتبخر سريعاً مثلما يأتى, ومعظم الأدبيات ركزت على مظاهر حفل الافتتاح الأسطورى لقناة السويس، ولكن لم نظفر حتى الآن بعمل أدبى كبير يليق بقناة السويس منذ أيام الحفر، وحتى الآن يقف على مستوى العظمة فى هذا الموقف الجماعى الإنسانى، سواء أكان فى مآسى الحفر أم مآسى الحفل, وهذان الحدثان لا يقلان جلالاً عن المواقف إنسانية خالدة مثل حصان طروادة, أو سقوط بغداد قديما وحديثاً.

وقال الباحث البورسعيدى قاسم مسعد عليوة "لا يوجد مرجعيات بحثية تتناول أثر قناة السويس على الإبداع الأدبى بشكل عميق, وحاولت خلال بحث مكثف التدقيق فى خمسة عشر رواية تناولت قناة السويس، وكانت القناة مجرد مكان للعبور فقط أو ممر أو مكان للحدث الرئيسى مثلما كان فى رواية "ليلة القبض على فاطمة" لسكينة فؤاد، وحافظت الروايات التى جاءت فى البحث على النموذج الجغرافى الجاهز لقناة السويس وتعامل كتاب الروايات معها على مكان مألوف تتسم بالغنائية المغلفة بروح رومانيكية أحياناً.

ووصف المترجم عبد الغفار مكاوى ما حدث إهمال جسيم من الأعمال الأدبية فى حق قناة السويس، وما كتب كان بمثابة مثل المسح على الرأس, وما كتاب عن فترة الحفر كان قليلا، لأن الكتابة لم تكن مزدهرة خلال هذه الفترة مثلما هى الآن.

وطالب الشاعر عبد المنعم عواد يوسف باشتراك الشعراء لكتابة ملحمة شعرية تليق بحدث عظيم مثل حفر قناة السويس وما تعرضت له خلال تاريخها.

وتعرض المؤتمر خلال الجلسات لعدة انتقادات أبزرها أن جدول الأعمال لا يتناسب مع قيمة اتحاد الكتاب أو قناة السويس، مقارنة بالمؤتمر الذى أقيم فى قصر ثقافة الإسماعيلية العام الماضى حول الموضوع نفسه، ودافع الشاعر حزين عمر سكرتير عام الاتحاد وأمين المؤتمر قائلاً فكرة المؤتمر أن يقام فى يوم واحد جاءت ضمن الاحتفال بتوزيع جوائز اتحاد الكتاب، وأشار إلى أن اهتمام الاتحاد ينصب على الجانب الأدبى فقط، وأن هيئة قناة السويس لم تساهم فى أى شىء خلال المؤتمر الذى كفكرة من الكاتب قاسم مسعد عليوة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة