خلال ندوة "اليوم السابع"..

سفير التشيك: اختيار أوباما لمصر دليل على مكانتها

الثلاثاء، 26 مايو 2009 04:34 م
سفير التشيك: اختيار أوباما لمصر دليل على مكانتها جانب من الندوة - تصوير سامى وهيب
إعداد ميريت إبراهيم – رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التشيك دولة صغيرة، ثمانون ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها 10 مليون نسمة، العلاقات بين مصر والتشيك تاريخيا كانت قوية للغاية خاصة خلال الحقبة الناصرية، أما الآن فلم تعد كسابق عهدها، استعادت التشيك مكانتها التى فقدتها بعد سقوط الاتحاد السوفيتى منذ 2004 بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى التى تترأسه حاليا.

اليوم السابع استضافت السفير التشيكى بالقاهرة ميلوسلاف ستاشك، حيث ألتقى بقيادات ومحررى الجريدة، وأداروا معه حوارا مفتوحا حول العديد من القضايا التى تلعب التشيك دورا هاما فيها.

اليوم السابع: سيدى السفير نود أن نبدأ هذه المقابلة بالتطرق إلى واحدة من أكثر القضايا الشائكة فى المنطقة، بصفتكم الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، ما موقف دولتكم من إسرائيل، خاصة بعدما تشكلت الحكومة الجديدة التى يطغى عليها الطابع اليمينى، فرئيس الوزراء هو صقر حزب الليكود، بنيامين نيتانياهو، ووزير الخارجية هو أفيجدور ليبرمان، المعروف بموقفه المتشدد إزاء العرب وإزاء عملية السلام مع الفلسطينين؟
ميلوسلاف ستاشك: تجمعنا علاقة طيبة للغاية مع إسرائيل والعالم العربى يرجع تاريخها إلى خمسينات وستينيات القرن الماضى، أما بالنسبة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فنحن لم نر ما تحمله فى جعبتها بعد لعملية سلام الشرق الأوسط والفلسطينيين، فهم فى مرحلة التجهيز للإطار الذى ستندرج تحته سياسات الحكومة، ولكن زار مؤخراً وزير الخارجية الإسرائيلى، ليبرمان، جمهورية التشيك تلبية لدعوة من طرفنا، وقمنا بالتحدث إليه بضرورة وقف بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية، والالتزام بحل الدولتين، وذلك لأن هذا أفضل الحلول، (إن لم يكن الحل الوحيد)، التى قد يساهم فى فض النزاع الضارى بين المعسكرين الفلسطينى والإسرائيلى، الأوضاع بينهما لا يمكن أن تصبح أكثر تعقيداً، فمن ناحية، تتحكم حماس فى غزة، ونحن ودول الاتحاد الأوروبى لا نقبلها كحكومة، ومن ناحية أخرى، هناك فتح التى تقع تحت سيطرة محمود عباس المعلقة، ونحن الآن نحاول فتح المعابر بين إسرائيل وغزة، ليس فقط للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإنما لدخول مواد البناء التى يحتاجها قطاع غزة، الذى دمرته العسكرية الإسرائيلية فى حربها الأخيرة عليه، فالوضع الإنسانى الذى يعيش فيه سكان القطاع لا يحتمل، ونحن نريد تحسينه.

وحقيقة أجريت فى القاهرة مباحثات ناجحة فى شرم الشيخ فى بداية شهر مارس الماضى، حيث اجتمع قادة الدول العربية والعالمية لجمع التبرعات لإعادة إعمار القطاع المنكوب، وبالفعل تم جمع أكثر من أربعة مليار دولار، ويجب أن يتم الاستفادة من هذه الأموال والموارد، وإرسالها إلى الشعب الفلسطينى.

بالنسبة لهذا التعهد المالى، ألم يساوركم القلق إزاء موقف إسرائيل المتشدد، فلقد قابلنا بعض سفراء الاتحاد الأوروبى الذين أعربوا عن قلقهم من أن إسرائيل قد تعرقل تدفق أموال التعهد المالى لإعادة أعمار قطاع غزة؟
ستاشك: بالطبع، لا يسعنا أن نبقى بمنأى عن هذا البرنامج، فأوروبا والاتحاد الأوروبى منخرطون بصورة كبيرة فى تنمية الشرق الأوسط وحل قضاياه المتأزمة، فهذا واجبنا، لأننا جزء من اللجنة الرباعية، والحقيقة أن الوضع الحالى لا ينذر بالكثير من التفاؤل، وذلك بسبب الصدع الذى يمزق صفوف الفصائل الفلسطينية، فتح وحماس،خاصة بعدما شكلت حكومة فلسطينية جديدة بقيادة سلام فياض، فهذه الخطوة ستضر بلا شك عملية المصالحة، وهم يجب أن يتحدوا أولاً حتى يكونوا جبهة فلسطينية واحدة تتمكن من التفاوض مع إسرائيل.

اليوم السابع: نعم هذا صحيح، ولكن فى هذا الموضوع تحديداً حماس وفتح ليس لهما دور رئيسى أو مباشر يلعبانه، وإنما جميع الأنظار تتجه إلى إسرائيل، والخوف من أن تضرب غزة مرة أخرى، وأن تقع تحت سيطرتها، ألم تحاولوا الضغط عليها لتوقيع نوع من الاتفاق يضمن عدم حدوث ذلك مرة أخرى، وعدم عرقلة تدفق أموال الدول التى تعهدت بمساعدة القطاع لبدء عملية الأعمار؟
ستاشك: بالطبع هذا ما يحدث، وإن كان بشكل غير مباشر، فالجميع يرغب فى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، والطرفان يريدان ذلك، وهو الأمر الذى يصب فى مصلحة الجميع، ولكن الأمر معقد للغاية ويجب دفع إسرائيل وإقناعها بقضايا مثل فتح المعابر وتبادل الأسرى، وذلك لضخ الحياة فى عملية السلام ودفعها إلى الأمام، ونحن نطلق عليها "عملية سلام الشرق الأوسط"، ولكن فى الواقع لا يوجد عملية سلام بأى شكل من الأشكال، والأمر مرهون بالساسة العرب والإسرائيليين الذين سيذهبون إلى واشنطن للتباحث مع الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، بهذا الشأن.

ولقد بدأت سلسلة المقابلات عندما زار نتانياهو، واشنطن فى 18 مايو المنصرم، ولكن للأسف لم يحقق هذا اللقاء الكثير، خاصة عندما لم يسفر عن تعهد إسرائيل بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية، ولكننا مازالنا نأمل أن تحقق زيارة أوباما لمصر الشهر المقبل الكثير نظرا لما أخفقت الزيارة الأولى فى تحقيقه، ونحن نتظر خطاب الرئيس الأمريكى هنا فى القاهرة، الذى سيحدد شكل سياسات الإدارة الأمريكية المستقبلية إزاء العالم الإسلامى، وعلى الرغم من ذلك، أنا شخصياً لا أتوقع أن يكون هناك تغيير جذرى فيما يتعلق بعملية سلام الشرق الأوسط، ولكن حقيقة أن الرئيس الأمريكى سيأتى إلى القاهرة لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامى، يظهر مكانة مصر الإقليمية كقوة عظمى والدور السياسى الهام الذى تستطيع أن تلعبه فى المنطقة.

ويتعين على أوباما التفكير فى حلول جذرية لم يسبق مناقشتها من قبل، وأن يقنع الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتحدث حول حل الدولتين، فإذا لم يظهر الطرفان رغبتهم الحقيقية فى التوصل إلى اتفاق فعال، فلا يهم ما يفعله بقية العالم لإحلال السلام دون موافقتهم أولاً.

ولقد كنا قربيين للغاية من التوصل إلى اتفاق فى كامب ديفيد عام 2000، ولكن للأسف، لم يتم التصديق على الاتفاقية، ونحن كرئيس للاتحاد الأوروبى، نحاول جاهدين أن نساعد على دفع الأمور إلى الأمام، حيث زار رئيس دولتنا المنطقة فى يناير الماضى لدعم عملية السلام، كما جاء وزير الخارجية أكثر من أربع مرات إلى المنطقة لفحص الأوضاع المتدهورة فى غزة، حتى يتم مناقشتها على نطاق أوسع فى أوروبا. وفى غضون أسبوعين، سيقوم رئيس البرلمان الأوروبى بزيارة المنطقة، وهى الخطوة الهامة التى قد يتحقق الكثير من ورائها.

اليوم السابع: ما تصوركم للدور الإقليمى الذى تلعبه مصر فيما يتعلق بالحوار الفلسطينى؟
ستاشك: أعتقد أن مصر تلعب دوراً محورياً فى المنطقة، فمصر ترعى المباحثات واللقاءات التى تتم أملاً فى التوصل إلى اتفاق بين فتح وحماس وأن تدفعهما إلى قبول المصالحة، التى هى السبيل الوحيد للوصول إلى تسوية مع إسرائيل. ومن ناحية أخرى، أستطيع أن أقول إن مصر تربطها علاقات طبيعية نوعاً ما مع إسرائيل- إلى جانب الأردن- لذا وجودها على طاولة المفاوضات أمر أساسى، إن لم يكن حتمياً، بالنسبة لمصالحة الفصائل الفلسطينية المتنازعة، ومسار السلام فى المنطقة، فالاثنان يشكلان معركتين مرتبطتين لا يمكن فصلهما. فإذا لم تتوحد الصفوف الفلسطينية خلف حكومة موحدة، سيكون من الصعب إقناع إسرائيل على الطرف الآخر من الطاولة.

اليوم السابع: تحدثناً عن العديد من الاتفاقيات التى تم التوصل إليها، مثل كامب ديفيد، ولكن هناك دائماً هذا الانقسام الذى يظهر جلياً بسبب هذه الاتفاقيات بين القادة والشعوب، مثلاً، هنا فى مصر نحن كشعب نرفض اتفاقية كامب ديفيد، بينما يباركها قادتنا، ما تعليقكم على ذلك، وما الذى يجب فعله لرأب هذا الصدع؟
ستاشك: بالطبع هذا هو الدور بل الواجب الذى يتعين على الحكومة المصرية أن تتبناه، لإقناع العامة بأهمية هذه الاتفاقيات، وسأعطيكم مثالاً على ذلك، عندما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية بناء قاعدة عسكرية على أرض جمهورية التشيك، اعترض العامة وتظاهروا، ولكن الحكومة لعبت دوراً كبيراً لإقناعهم بأهمية هذه القاعدة العسكرية، فالتشيك دولة صغيرة وفى أمس الحاجة لحماية من هذا النوع. والحقيقة أرى أن الحكومات التى تخفق فى تحمل هذه المسئولية إزاء مواطنيها، تتعرض سريعاً لانقلابات وللتغيير، وهذا يشكل بعضا من المشكلة المتفاقمة بين إسرائيل وفلسطين، فعندما يتم التوصل إلى اتفاقية ما، سرعان ما تتغير الحكومة، وبالتالى تزداد الأوضاع صعوبة وتعقيداً.

اليوم السابع: قلتم إن الحكومات يجب أن تلعب دوراً فى إقناع شعوبها بالاتفاقيات التى تصدق عليها، ولكن بعد أكثر من 30 عاما مرت على اتفاقية كامب ديفيد، لم تفلح الحكومة المصرية فى إقناع شعبها، ماذا يجب أن تفعل الحكومة فى تصوركم؟
ستاشك: قد يكون هذا صحيحاً، ولكن يجب أن تؤكد الحكومة على النتائج الإيجابية التى حققتها هذه الاتفاقية، والتى يستطيع المرء أن يلمس الفوائد التى نجحت فى التوصل إليها هذه الاتفاقية، فطوال هذه المدة، لم تدخل مصر فى حرب مع إسرائيل، كما أمنت شر الدخول فى صراع شرس معها، وهو الصراع الذى قد لا تحمد عقباه، وهذا فى حد ذاته مكسب كبير للطرفين. ومن ناحية أخرى، أكدت هذه الاتفاقية على مكانة مصر السياسية فى هذا الوقت، وساعدت على استقرار المنطقة بشكل كبير.

اليوم السابع: تريد الشعوب العربية أن تشعر بالعدل، إسرائيل قامت بقتل مئات الأطفال والنساء فى حربها الأخيرة على غزة، والطبيعى أن تشعر هذه الشعوب بالحنق للتصديق على اتفاقيات أخرى مع إسرائيل، ألا تعتقدون بصفتكم رئيس الاتحاد الأوروبى أن المسئولين فى الجيش الإسرائيلى والذين ارتكبوا الفظائع فى حق الغزاويين، يجب أن يحاكموا كمجرمى حرب، فهذا قد ينعش روح العدل التى بدأت تخبو فى صدور أبناء العرب، ومن ثم ستساعد على التوصل إلى سلام عادل؟
ستاشك: أرسل إلى غزة العديد من البعثات بعد حرب إسرائيل الأخيرة عليها للتحقيق فى ملابسات الحرب، وكان أهمها بعثة الجامعة العربية التى ترأسها الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، وأجريت التحقيقات وأعدت التقارير التى بصدد أن ترسل إلى مجلس الأمن للبت فى أمرها، وللتأكد إذا كانت إسرائيل قد التزمت باتفاقيات مجلس الأمن أم لا. ولا يتعلق الأمر فقط بغزة، فهناك العديد من الأماكن الأخرى التى تندلع فيها موجات العنف مثل الكونجو.

اليوم السابع: هل تعد زيارة نتانياهو الأخيرة إلى واشنطن خطوة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
ستاشك: كما قلت فى بداية اللقاء تجمعنا مع إسرائيل علاقات طيبة، ولسنا فى حاجة إلى التطبيع فالعلاقات طبيعية بيننا بالفعل.

اليوم السابع: بصفتكم الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، ما موقف الدول الأوروبية إزاء ترشيح وزير الثقافة المصرى، فاروق حسنى لمنصب رئيس منظمة اليونسكو، وهل تعتقد أن الضغوط الإسرائيلية قد تحول دون تحقيق ذلك، خاصة بعدما سحبت فرنسا تأييدها لحسنى، ولم تعلن أى دولة أوروبية أخرى تأييدها له؟
ستاشك: وفقاً للوائح الترشيح، يمكن للساسة من الدول الأعضاء ترشيح أنفسهم لهذا المنصب، فنحن نعتمد على المصالح المتبادلة، إذا قمت بدعمك مثلاً لاعتلاء منصب فى اليونسكو، تقوم أنت فى المقابل بدعمى لاعتلاء منصب فى الاتحاد الأوروبى وهكذا. ولقد قابلنا منذ أسبوعين الوزير فاروق حسنى، و ناقشنا هذه المسألة معه، ولكن الأمرلم ينته بعد، فهناك إمكانية ترشيح أشخاص آخرين حتى نهاية شهر مايو الحالى، الذى سيشهد انتهاء موعد الترشيح، وبعد ذلك ستقرر كل دولة لمن ستعطى دعمها من المرشحين، وسنعلن حينها عن الطرف الذى سيحظى بتأييدنا وليس قبل ذلك، لأن باب الترشيح مفتوح، وفى حال ترشح سياسى من دولة أوروبية، سيبت الاتحاد الأوروبى فيمن يستحق الفوز بهذا المنصب الهام.

اليوم السابع: نحن لا نعرف إذا كان هناك مرشحون آخرون، ولكن هل نستطيع أن نعرف من ستقومون أنتم بترشيحه؟
ستاشك: أستطيع أن أقول إن إمكانية فوز حسنى بهذا المنصب قوية، وذلك لأنه يحظى بدعم وتأييد الجامعة العربية إلى جانب الاتحاد الأفريقى، ولكنى لا أستطيع أن أفصح الآن عن وجهة نظرى الشخصية، فالأمر يعود إلى الحكومة التشيكية لتقرر من سيحصل على تأييدها، ولا أرى أى عوائق أمام ترشيح وزير الثقافة المصرى لهذا المنصب.

اليوم السابع: هل تأثرت جمهورية التشيك بالأزمة المالية العالمية؟
ستاشك: فى الواقع أستطيع أن أقول إننا لم نتأثر كثيراً بهذه الأزمة المالية العاصفة، وذلك لأننا خضنا أزمة مالية مشابهة منذ عشرة أعوام، وقامت الحكومة بتمويل العديد من القطاعات، حيث تأثرت مصارف بنكية هامة بهذه الأزمة، وقامت الحكومة بشرائها، وتم بيع بعضها للمستثمرين الأجانب، ولكن هذا القطاع شهد استقراراً ملحوظاً منذ ذلك الحين. ومن الناحية الاقتصادية، نحن جزء لا يتجزأ من النظام والاقتصاد العالمى، لذا من الطبيعى التأثر بهذه الأزمة الاقتصادية الكبيرة، حيث نعتمد كثيراً على الصادرات، ونعد الصناعة الرئيسية لدينا هى صناعة السيارات، فى وقت تنتشر فيه الأزمة المالية، لا تلقى هذه الصناعة رواجاً، فمن يريد شراء السيارات عندما يواجه ضائقة مالية؟، وبالفعل تقلص حجم الصادرات بصورة ملحوظة. ومن ناحية أخرى، يعتمد دخلنا الاقتصادى كذلك على القطاع السياحى، فالعاصمة براج، تعد من أفضل الأماكن السياحية فى العالم التى لم تتأثر بالحرب العالمية الأولى والثانية، ولقد تأثر هذا القطاع كذلك بالأزمة المالية حيث قل تدفق السياح، وقلت الحركة فى أفخم الفنادق، وكان رد الفعل الطبيعى للشركات هو تسريح العمالة للتصدى لها.

اليوم السابع: تقول إن السياحة مصدر قوى لدخل التشيك الاقتصادى، ولكن انتشر مؤخراً فيروس "إتش وان إن وان"، أو أنفلونزا الخنازير فى أماكن عديدة متفرقة فى الدول الأوربية، هل تأثرت السياحة لديكم جراء انتشار هذا المرض ؟
ستاشك: موقفنا فى هذا الشأن مماثل لموقف مصر، فنحن لم نتأكد لدينا حالات إصابة بالمرض الخطير حتى الآن، ولكن هناك حالات اشتباه، وهو الأمر الوارد فى هذه المرحلة، خاصة لأن هناك العديد من السائحين التشكيين فى المكسيك، ولكن على الرغم من ذلك، لا أعتقد أن أنفلونزا الخنازير أثرت بالسلب على تدفق السائحين، ولا أعتقد أنها أثرت على تدفق السائحين إلى مصر كذلك.

اليوم السابع: باعتباركم رئيس الاتحاد الأوروبى، ما موقفكم إزاء انضمام تركيا كعضو إلى الاتحاد الأوروبى؟ وما حجم التأييد من جانبكم؟
ستاشك: تركيا مرشحة بقوة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، ونحن من جانبنا نؤيد انضمامها للاتحاد، ولكن هناك العديد من المعايير والالتزامات التى يجب أن توفيها تركيا قبل أن تصبح عضواً فى الاتحاد الأوروبى، وفى حال نجاحها فى ذلك، لن يكون هناك مانع من اشتراكها.

اليوم السابع: ما الشروط التى يجب أن توفيها تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى فى رأيكم؟
ستاشك: فى الواقع هناك العديد من المناطق المختلفة التى قد يجب أن يتطرق إليها الاتحاد قبل انضمامها مثل الصناعة، وحقوق الإنسان، والشئون الاجتماعية، وتطبيق العدالة، والظروف الصناعية والزراعية، وهناك كما قلت مسبقاً عدد من المعايير التى يتعين على تركيا الالتزام بها قبل دخول الاتحاد.

اليوم السابع: ولكن ما العوائق التى تقف فى طريق انضمام تركيا للاتحاد، خاصة وأن دولا مثل فرنسا وألمانيا والنمسا على ما يبدو لا يرحبان كثيراً بهذه الفكرة على خلفية أن تركيا ليست فى حاجة لأخذ هذه الخطوة الآن ؟
ستاشك: تلك الدول لديها مجتمعات تركية كبيرة داخل نسيج مجتمعاتهم، ولكن شعار الاتحاد هو إزالة الحواجز بين الدول الأوروبية نفسها المنضمة إلى الاتحاد، فمثلاً نحن، التشيك، أصبحاً عضوا فى الاتحاد منذ خمس سنوات، ولكن حتى الآن تفصل بيننا وبين بعض الدول الأوروبية عدد من الحواجز التى تحتاج وقتاً طويلاً للتغلب عليها وتجاوزها، مثل انتقال العمالة بحرية بين الدول الأعضاء، وتبادل الخدمات.

اليوم السابع: لعبت تركياً دوراً هاماً فى حرب غزة الأخيرة، وذاع صيتها فى منطقة الشرق الأوسط، ولكن هل أثر هذا الدور على مسيرة انضمامها إلى الاتحاد ؟
ستاشك: لا أعتقد أن الدور الذى لعبته تركيا بعد حرب إسرائيل الأخيرة على غزة قد أثر على هذه العملية بأى شكل من الأشكال، خاصة لأنها كانت تحاول التفاوض مع حماس لإعلان وقف إطلاق النار ووقف نزيف دماء المدنيين، وبالفعل خرجت تركيا بعد الحرب فى صورة لاعب رئيسى فى المنطقة، لذا تجمعها مع مصر علاقات طيبة. ونحن ندرك أن الحكومة التركية حكومة علمانية، تجمعها مع إسرائيل علاقات اقتصادية قوية، فهو دولة تقع على البحر المتوسط وتتمتع بنفود سياسى كبير.

اليوم السابع: كيف تصف العلاقة بين جمهورية التشيك وإيران؟
ستاشك: بكلمة واحدة، تجمعنا مع إيران علاقات هادئة ومتحفظة، على المستوى الدولى، وعلاقة التشيك بإيران علاقة طيبة للغاية، ولكن على مستوى السفراء فالعلاقة ليست بالقوية، وكذلك على مستوى التبادل الاقتصادى والثقافى. وقد يتغير شكل هذه العلاقات مع تغيير الحكومة الإيرانية، وذلك بعد انتخابات الرئاسة فى شهر يونيو المقبل.

اليوم السابع: ما تعليقكم على محاولات الغرب العديدة لإيقاف البرنامج الإيرانى النووى، وفى الوقت نفسه، يلتزمون بالصمت إزاء برنامج إسرائيل النووى، والذى لا يقل خطورة عن برنامج إيران؟
ستاشك: الحقيقة نحن ليس لدينا أى برامج للمشاركة مع الدول المهتمة بالمجال النووى، ولكن إذا كان هذا البرنامج النووى تحت إشراف وسيطرة وكالة الطاقة الذرية، ويلتزم بالمعايير الدولية الموضوعة، ففى هذه الحالة لا يوجد خوف من تنمية وتطوير هذا المجال النووى. وهناك الكثير من الشكوك الدائرة حول هدف إيران الرئيسى من تطوير هذا البرنامج، وهو خلق قنبلة نووية.

أما بالنسبة للبرنامج النووى الإسرائيلى، فالإسرائيليون قريبون للغاية من اعتناق القيم نفسها التى تتبناها أوروبا، فمعظم الناس التى تقطن إسرائيل جاءت من أوروبا وروسيا، ولذلك فهم يتقاسمون المعايير نفسها، ووجهة النظر نفسها، ولكن يجب أن نطبق السياسة نفسها التى نطبقها على إيران على إسرائيل أيضاً، وأن تعامل مثلما تعامل إيران وذلك لتأمين الأوضاع وضمان عدم تفاقمها.

اليوم السابع: هناك أقاويل حول نشوب خلاف بين جمهورية التشيك والنمسا بسبب مفاعل نووى تشيكى يقع بالقرب من الحدود النمساوية، هل تعتقد أن هذا ينذر بوقوع مشكلة دولية بين الدولين الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، ما تعليقكم على ذلك؟
ستاشك: هذا صحيح نحن نملك مفاعلا نوويا فى الجنوب، والواقع أنه أمر طبيعى أن تشعر النمسا بالضيق، لأنه لن يفضل أحد وجود منشأة نووية بالقرب من حدود دولتهم، ولكن هناك الكثير من شاشات المراقبة الخاصة بهذا المفاعل، الذى يعد واحداً من أحدث المحطات النووية فى العالم وأكثرها أماناً.

اليوم السابع: كيف تجاوزتم الأزمة المالية العالمية ؟
ستاشك: أستطيع أن أصف المرحلة التى نمر بها الآن بمرحلة النقاهة، ونحن لم نتأثر بالأزمة المالية مثلما تأثرت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، ولكن لأننا نتعامل باليورو، فهذا حال كثيراً دون التأثر السلبى بالأزمة العاصفة.

اليوم السابع: ما نصيحتكم لمصر على الصعيد الاقتصادى للتصدى لهذه الأزمة ؟
ستاشك: الاقتصادى المصرى يواجه العديد من التحديات فى الفترة الحالية التى تتعلق بالأزمة المالية، ومنها السياحة، فالسياحة أحد أهم عوامل جذب الدخل الاقتصادى فى مصر، ولقد تقلص مؤخراً عدد السائحين الذين يزرون مصر، ولقد قمت بزيارة شرم الشيخ التى تتميز بأفضل المنتجعات السياحية فى العالم، وللأسف وجدت أن معظم منتجعاتها خالية من السياح.

ومن ناحية أخرى، أثرت القرصنة الصومالية بالسلب على الاقتصاد، وذلك لقلة السفن التى تعبر من قناة السويس التى تمثل هى الأخرى، أحد أهم مصادر الدخل للاقتصاد المصرى، ولذا يجب أن تدرك مصر خطورة هذا الأمر وأن تعيه جيداً حتى تتمكن من التصدى له. وعلى الرغم من ذلك، أعتقد أن السائحين سيجدون طريقهم مرة أخرى إلى مصر بمجرد انتعاش اقتصاد بلادهم، وستلقى السياحة المصرية رواجاً كبيراً مرة أخرى، لذا يجب أن تبذل مصر قصارى جهدها لتنظيم حركة السياحة وبما ينطوى ذلك على تنظيم المؤتمرات والحفلات.

اليوم السابع: كيف تصفون التعاون الاقتصادى بين مصر والتشيك ؟
ستاشك: أستطيع أن أقول إن التعاون الاقتصادى بين البلدين يسير بخطى سريعة إلى الأمام، وهناك تزايد فى حجم الاستيراد والتصدير بين البلدين.

اليوم السابع: ما موقفكم من الاعتراف بحماس ؟
هناك الشرط الذى أقرته اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبى جزءا منه، وهذا يعنى أن الشرط الأساسى للتعامل مع حماس، قبول حماس والتعامل معهم كقوة شرعية، والأمر تتقبله دولة إسرائيل، لكن أيضا قبول كل الاتفاقيات التى تم توقيعها بين السلطات الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية، وحتى الآن لم نر أى تحرك من جانب حماس يظهر أنهم مستعدون لتغيير موقفهم، ولابد أن يفهموا أن إذا كان عندهم رغبة فى قبول الاتفاقيات السابقة وبعد ذلك يمكن تغير الموقف، وبالطبع موقف حماس من الإرهاب هام جدا، لأن الإعلان الأساسى الذى تقوم عليه حماس هو سبب وضعها على قائمة ( المنظمات الإرهابية) فى الاتحاد الأوروبى، ولابد أن تتصرف حماس كقوة قانونية شرعية وليس كحركة ونحن ليس لدينا أى اتصال بهم.
كما أن قادة حماس الموجودين بدمشق جالسون بمكاتبهم الفخمة، ولا يشعرون بمعاناة الشعب الفلسطينى، الذى قدمنا له الكثير.

اليوم السابع: ما الذى قدمتموه ؟
صممنا برنامجا ماليا موجه لمساعدة سكان غزة لتجنب حماس، وألا نعطى المال لحماس لأننا لا نتقبلهم ولا نتعامل معهم، ولكن يجب أن نساعد الفلسطينيين بغزة لأن وضعهم صعب، وبما أن حماس لا يظهرون رغبة فى التعامل كقوة شرعية فلا يوجد فرصة للتعامل معهم.

اليوم السابع: إيران تعمل على تقوية حزب الله وحماس فى المنطقة ليكونا دعما لها هل يمثل هذا خطرا على أوروبا ؟
الأمر معقد فى المنطقة، لأن إيران لها اهتمامات أخرى بخلاف الدول العربية التى تؤيدها، هذا الموقف الجديد من أوباما ليكون هناك اتصال بالحكومة السورية والحكومة الإيرانية.

اليوم السابع: ماذا عن الأسلوب الذى يتبعه أوباما فى حواره مع إيران، هل تعتقد أنه سيحدث تأثيرا ؟
أعتقد أننا رأينا التغيرات التى جاءت مع إدارة أوباما، ولكن الأمر يتوقف هنا على رد فعل الطرف الآخر، اتجاه الإيرانيين أن يستغلوا الفرصة للتحرك للأمام أو يظلوا على موقفهم. وما أعتقده أنه لابد من تشديد العقوبات على إيران لردعها.

اليوم السابع: كيف تصف العلاقات المصرية التشيكية الآن وما كانت عليه وقت أن كنت ضمن الاتحاد السوفيتى ؟
العلاقات بين البلدين تمر بمنحنيات.. فوقت أن كنا ضمن الاتحاد السوفيتى فى الستينات والسبعينات، كانت منتعشة للغاية، ولكنها بدأت فى الانخفاض بداية التسعينات عندما حدثت بعض التغيرات السياسية، وبعد عضويتنا فى الاتحاد الاوروبى العلاقات تسير فى اتجاه جيد والتبادل الاقتصادى يرتفع والتعاون فى المجال الثقافى جيد جدا ولدينا مهرجان الأفلام الأوروبية.






























مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة