صدر عن دار آفاق كتاب جديد بعنوان "عبادة إيزيس وأوزيريس فى مكة الجاهلية" للباحث زكريا محمد.
يأتى الكتاب فى 551 صفحة ويتناول فيه العلاقة بين ديانة الأهرام وديانة مكة قبل الإسلام، فكما كان إيزيس وأوزيريس يجلسان على عرشيهما فى مدن مصر القديمة، فقد كانا يفعلان ذلك أيضاً فى مكة الجاهلية.
ويبدأ زكريا محمد دراسته بالإشارة إلى تصريح هيرودت أبو التاريخ الذى أعلن فيه أن العرب يعبدون إلهين فقط، لكن لم يلتفت إلى ذلك أحد، ويدلل عليه بثالوث مكة الشهير "اللات والعزى ومناة الثالثة".
ويؤكد الباحث على اعتماده على القرآن الكريم فى البحث عن ديانة العرب قبل الإسلام، ويشير إلى آية 35 من سورة الأنفال "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية" ليدلل على أنها المفتاح الذهبى لفك ألغاز ديانة مكة.
وعبر فصول الكتاب البالغ عددها 27 فصلاً، يتناول زكريا محمد الآلهة المختلفة والأصنام التى ورد ذكرها فى شبه الجزيرة، ففى الفصل الأول بعنوان "الطائر المخمور" تناول قصة صنمين غامضين هما "مجاور الريح ومطعم الطير"، ويناقش الاختلافات التى وردت فى المصادر العربية عنهما، كما يستخدم بعض آيات القرآن أيضاً فى معنى "مطعم الطير" كما ورد فى سورة يوسف "إنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزاً تأكل الطير منه".
ويستعين الباحث ببرديات ورسوم من المصادر المصرية القديمة ليدلل على وجود أوزيريس فى معنى اسم "بكة" حيث ربط بين جذر الكلمة "بك" أى "دق العنق" وبين رسم مصرى لحية ضخمة تدعى "آكل الحمار" تقبض على عنق حمار ما، فالحية تمثيل لأوزيريس فى موته الشتوى.
يستمر زكريا محمد فى الربط بين آلهة مكة "اللات" وأوزيريس، والعزى وإيزيس، ومناة الثالثة التى لا يشك فى طابعها الجنسى فى المصادر العربية حيث أجمعت على أنها أنثى، ويفرد الفصل الثانى لعرض الإله أورتالت، والثالث للعزى، والرابع لبنات أيوب والخامس للإله الكسعة، كما يعرض فى فصول أخرى عبادات الشعرى اليمانية والإلهات الزرقاوات وهبل ويغوث ويعوق ونسرا، ويربط فى كل هذه الفصول بين إيزيس وأوزيريس، وهذه الآلهة التى عبدها العرب قبل الإسلام وصنعوا لها الأصنام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة