ليومين متصلين عقد المجلس الأعلى للآثار، المؤتمر الدولى الختامى لمشروع الحفاظ على الأماكن الأثرية القديمة فى بعض دول حوض البحر المتوسط، بقاعة مركز بحوث التنمية والتخطيط التكنولوجى بجامعة القاهرة.
ركز المؤتمر على فنارة الإسكندرية باعتبارها من الآثار المصرية التى أحاطها العديد من أوجه الغموض فى بنائها ثم غرقها وحتى الآن. د. أحمد شعيب يعمل فى مجال ترميم وصيانة الآثار بالمجلس قال، إن بداية المشروع جاءت من خلال الاتصال بالمتخصصين فى مجال الآثار بالاتحاد الأوروبى لدراسة مشاكل الآثار التى ترجع إلى العصر البطلمى، وتم التركيز على فنار الإسكندرية ورصد 156 ألف يورو لدراسته وكشف أسراره. وأوضح شعيب أن الدراسة بدأت بالتعرف على الأحجار التى تم بها بناء الفنار وأنواعها، من أحجار نارية ورسوبية ومتحولة لأن معرفة الحجر هو أساس معرفة التاريخ بالنسبة للجيولوجيين.
وأكد شعيب أنه حتى هذه اللحظة لم يستطع العلماء التوصل إلى شكل الفنار، وإن كانت المعلومات المتاحة تؤكد أن ارتفاعه كان يقارب الهرم الأكبر، حيث بلغ ارتفاع الفنار 135 مترا بينما ارتفاع الهرم الاكبر 146، لذلك فإن بعض الرحالة ذكروا -مبالغة- فى رواياتهم أن من يقف على قمة الفنار يستطيع أن يرى "الآستانة" العاصمة التركية آنذاك، لكن المعلومة المؤكدة أنه تم الانتهاء من بنائه فى عهد بطليموس الثانى "فيلادلفيوس"، ونتيجة لهواء الإسكندرية الرطب والزلازل التى ضربتها بدأ فى الانهيار مع بداية عصر أحمد ابن طولون.
ولأن روايات البحارة كانت المصدر الأساسى لكثير من المعلومات المتوافرة عن الفنار، استشهد شعيب بالرحالة تيرش الألمانى الذى قال إن قلعة قايتباى تم بنائها على أنقاض الفنار. د. عمرو الطيبى مفتش آثار بمكتب د. زاهى حواس أكد لليوم السابع أنه سيتم استخدام الأحجار المتبقية من الفنار والتى عثر عليها تحت الماء والتى تمثل نسبة 10% من أحجار الفنار فى بناء نموذج مبسط منه.
حضر المؤتمر العديد من علماء الآثار بدول البحر المتوسط منهم د. لازارينى لاما من جامعة IUAV بإيطاليا ود. ديفيد ديسيندير من فرنسا والذين ألقوا الضوء على أنواع الصخور المختلفة والتى ساهمت فى معرفة تاريخ الإنسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة