الإندبندنت: العالم ليس لديه خيار سوى التعامل مع كوريا الشمالية

علقت صحيفة الإندبندنت البريطانية فى افتتاحيتها اليوم، الثلاثاء، على قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة تفجير نووى تحت الأرض، ورأت الصحيفة أن التقارب ما زال هو الطريقة الواقعية الوحيدة لاحتواء بيونج يانج.

وقالت إن انكفاء بيونح يانح على نفسها يجعل من المستحيل التأكد مما تشير إليه إيحاءات كوريا الشمالية الميالة للقتال تجاه العالم الخارجى عن السياسة الداخلية للنظام الحاكم. فقد فسر البعض اختبار أمس كدليل على صراع سلطة فجرته ضربة كيم جونج الأخيرة. ونظرية أخرى تقول إن النظام أجرى الاختبار النووى للتغطية على حرج الإطلاق الفاشل لصاروخها طويل المدى الشهر الماضى.

وقالت إن أى التفسيرين يمكن أن يكون صحيحاً، أو كلاهما خطأ. لكن ما نعرفه هو أنه عندما تكون كوريا الشمالية فى خطر الانزلاق بعيدا عن الأجندة الدولية، تميل إلى إحداث فرقعة كهذه للاستحواذ على انتباه العالم. وفى غياب أى دليل على عكس ذلك، علينا أن نفترض أن كوريا الشمالية تلعب لعبتها التقليدية للابتزاز النووى.

وأما عن كيفية تجاوب المنطقة والعالم الأوسع مع هذا الاستفزاز، تقول الصحيفة إن خيارات المجتمع الدولى محدودة فى تعامله مع كوريا الشمالية. فالقوة العسكرية لها مخاطرها الكثيرة. ورغم الاختلال الوظيفى لنظام الحكم هناك، فإن كوريا الشمالية بجيشها القوى الذى يصل إلى المليون ما زال له القدرة على تكبيد أى قوة غازية خسائر فادحة. وعلاوة على ذلك، تقع سول، عاصمة كوريا الجنوبية، فى مرمى قذائف مدفعية الشمال. وتكرار حرب 1950-1953 يمكن أن يؤدى إلى كارثة نووية يسعى الغرب لمنعها. أما فيما يتعلق بالعقوبات، فلم تثبت فعاليتها كما أن مواطن الضعف فى التقارب الدبلوماسى لا تخفى على أحد.

ومع ذلك فليس أمام العالم خيار آخر قابل للتطبيق غير الاستمرار فى سياسة التقارب. ومن بين كل الطرق المتاحة، كان هذا النهج هو الأقرب لإحراز نجاح عندما وافقت بيونج يانج على غلق مفاعلها النووى منذ عامين. والتقارب يعتبر أيضا أنجع الوسائل، فى الوقت الحالى، لاحتواء التهديد النووى لكوريا الشمالية.

وخلصت الإندبندنت إلى القول إنه على المدى الأبعد يجب أن نأمل أن ينهار هذا النظام الشرير تحت وطأة عجزه، وأن تتمكن تلك الدول التى مدت يد الصداقة لشعب الشمال من إعادة لم شمل شبه الجزيرة الكورية.