فاز الأمس الأحد، المخرج الأسترالى مايكل هانيكى للمرة الأولى على مدار تاريخه الفنى بالسعفة الذهبية عن فيلمه "The White Ribbon" فى مهرجان كان فى دورته الـ62 التى أقيمت منتصف هذا الشهر واختتمت أمس.
شارك "هانيكى" فى مهرجان كان من قبل أكثر من مرة، وحصل على العديد من الجوائز، ولكن تلك هى المرة الأولى التى يفوز بها بالسعفة الذهبية فى المهرجان، وعلى الرغم من أن تلك الجائزة كانت مفاجئة لكل المشاركين بالمهرجان، إلا أن "هانيكى" يستحقها لما أثبته طوال تاريخه الفنى من تميز وطابع خاص لأفلامه، إضافة إلى خوضه جميع المجالات الفنية كالمسرح والسينما والتليفزيون، حتى الإخراج للأوبرا، وأثبت نفسه بجدارة فيها جميعاً، إلى جانب عمله فى تدريس الإخراج فى أكاديمية فيينا للسينما.
تميزت أفلام "هانيكى" التى يقوم بتأليفها وإخراجها بكونها أفلاماً ذات طابع قاتم ويثير القلق والرهبة فى نفس المشاهدين، حيث إنه يحاول بكل جرأة تجسيد ما واجهه المجتمع من إخفاقات وفشل ويحاول تحليل كل ذلك من خلال عرض درامى لكل النتائج السلبية التى نتجت عن تلك الإخفاقات، كما فعل فى فيلمه الفائز بالسعفة الذهبية هذا العام، حيث قام بتجسيد وقائع الحياة فى قرية صغيرة فى الريف النمساوى فى فترة الثلاثينيات، محاولاً تأريخ نشأة النازية وتأثير ذلك على نفوس واختلاط العديد من المعايير فى ذهن كل شخص.
يذكر أن "هانيكى" رشح للسعفة الذهبية أول مرة فى مهرجان كان عام 1997 عن فيلمه ""Funny Games الذى يعتبر من أفلام الرعب النفسى، وكانت تدور قصته حول أسرة يتم اختطافها من قبل اثنين من المرضى النفسيين الذين يجبرونهم على لعب ألعاب مرعبة مع بعضهم، الفيلم أعاد هانيكى إنتاجه العام الماضى بإنتاج أمريكى وبممثلين آخرين.
وفاز هانيكى للمرة الأولى فى مهرجان كان عام 2000، وحصل وقتها على جائزة لجنة التحكيم المسكونية عن فيلمCode inconnu، وتم ترشيحه عن نفس الفيلم للسعفة الذهبية فى نفس العام، ولكنه لم يحصل عليها أيضاً.
بعدها بعام فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان عن فيلم La pianiste وتم ترشيحه للسعفة الذهبية، ولكن الحظ لم يحالفه أيضاً هذه المرة، وفى عام 2005 اكتسح فيلمه Caché مهرجان كان ليترشح للسعفة الذهبية ويحصد ثلاث جوائز منهم أحسن مخرج وجائزة اللجنة المسكونية للمرة الثانية، ولكنه أيضا لم يحالفه الحظ للفوز بالسعفة الذهبية حتى مهرجان كان الذى أقيم هذا العام وأسدل ستاره أمس.
