نظمت دار الكتب ندوة تحت عنوان "نوادر المخطوطات"، بدأها الدكتور أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر وخبير المخطوطات حديثه عن تاريخ دار الكتب منذ الخمسينيات وكان بمثابة الجامعة الأهلية لمصر، قبل أن يلتحم مع الهيئة العامة للكتاب، وكان ملتقى جميع العلماء المصريين والعرب والمسلمين والمستشرقين، وكانت تدار فيه حلقات حوارية ونقاش، وكان كل بحث أو دراسة أو رسالة لابد أن يمر على دار الكتب.
ويضيف د.أيمن مؤكدا على دور دار الكتب أن القسم الأدبى بها بدأ نشاطه عام 1921، ولم ينس أن يشير إلى مطبعة دار الكتب العريقة التى أخرجت نهاية الأرب وجمع أحكام القرآن والنجوم الزاهرة وغيرها من كتب التراث القديم.
ثم انتقل إلى تفسير معنى المخطوطات فى مقدمة حديثه عن موضوع الندوة قائلا: المخطوطات هى كل ما كتب بخط اليد، وبالتالى عندما نتحدث عن المخطوطات فنحن نتحدث عن المؤلفات والكتب التى خلفها لنا القدماء مكتوبة بخط اليد قبل ظهور الطباعة.
وأشار د. أيمن إلى أن التدوين قد بدأ عند المسلمين فى منطلق القرن الثانى الهجرى، فى هذا الوقت بعد قيام الدولة العباسية بدأت تظهر المدارس اللغوية والكلامية والفقهية وبدأت الناس تعمل فى تصنيف الحديث وجمعه، ومع إنشاء بيت الحكمة فى عهد الرشيد بدأت تظهر حركة النقل والترجمة التى بدأها رجال مثل ابن إسحاق وقيس ابن لوقه، وإسحاق بن حنين. وعن تاريخ تكوين المكتبات والكتب أعطى د. أيمن خلفية تاريخية عن خزانات الكتب التى تكونت داخل مدارس المماليك وكيف نقلها العثمانيون بعد فتح مصر إلى اسطنبول، ثم لم يلبث أن عادت المخطوطات والأوراق والتحف والمنقولات تتسرب من اسطنبول، ولم يتبق من كل هذا الإنتاج الضخم فى نهاية القرن التاسع عشر إلا عدد محدود.
ثم قام الدكتور أيمن فؤاد سيد بعرض بعض الصور لمخطوطات مصاحف مكتوبة بالخط الكوفى، كما عرض أيضا صور مخطوطات أخرى شارحا كل صورة وتاريخها حيث فرّق فى شرحه لصور المصاحف بين المصاحف الكبيرة التى عرفت فى العصر المملوكى، والمصاحف الصغيرة التى ظهرت فى العصر العثمانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة