بدأ صباح اليوم بمقر وزارة الخارجية الاجتماع الدولى لمجموعة العمل الرابعة المنبثقة عن مجموعة الاتصال الدولية المعنية بمكافحة القرصنة ، والتى تترأسها مصر، بمشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية لمناقشة مشكلة القرصنة قبالة السواحل الصومالية.
وقال السفير أشرف محسن نائب مساعد وزير الخارجية ورئيس الاجتماع، إن اللجنة تتولى وضع استراتيجية إعلامية لنشر الوعى الخاص بمكافحة عمليات القرصنة، ومنهج للدبلوماسية العامة لتعزيز جهود مكافحتها من كافة أوجهها، كما يهدف الاجتماع إلى إقرار استراتيجية خاصة بكيفية التعامل الدبلوماسى والإعلامى مع مشكلة القرصنة.
ولفت محسن فى كلمته الافتتاحية إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة خليج عدن وغرب المحيط الهندى، حيث تمر فيها خطوط الملاحة العالمية، مؤكداً على أن أهمية الاجتماع تنبع من توقيته الهام فى ضوء تنامى عمليات القرصنة قبالة السواحل الصومالية على مدار الأسابيع الماضية، والحاجة لوضع استراتيجية إعلامية وخطة متكاملة لنشر الوعى بمخاطر القرصنة، سواء داخل المجتمع الصومالى أو دول الجوار وعلى المستوى الدولى بشكل عام، وقال إن مصر أعدت مشروعاً متكاملاً للاستراتيجية الإعلامية التى من المقترح أن تتبناها مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بمكافحة القرصنة خلال اجتماعها القادم فى التاسع والعشرين من مايو الجارى بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك، مشيراً إلى أن الرؤية المصرية تتأسس على قناعة كاملة بضرورة تكاتف الجهود الدولية لمكافحه القرصنة لتشمل إلى جانب الإجراءات العسكرية أمام السواحل الصومالية، إجراءات أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية تتعامل مع جذور وأسباب الظاهرة داخل المجتمع الصومالى.
من جهته شدد السفير على عياش وكيل وزارة الخارجية اليمنى، على أهميه عقد الاجتماع لوضع استراتيجية الاتصال لمكافحة القرصنة، وهى استراتيجية مهمة جداً تأتى فى إطار تنسيق الجهود الدبلوماسية لتعزيز الوعى بكافة جوانبه لمخاطر القرصنة البحرية، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تركز على ثلاثة محاور أساسية، الأول متعلق باستهداف المجتمع المحلى الصومالى على اعتبار أن ظاهرة القرصنة هى أحد تداعيات الوضع الناشئ وتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية فى الصومال الشقيق، وبالتالى تأتى الاستراتيجية لتنسيق الجهود الإعلامية وتركز بدرجة أساسية على كافة شرائح المجتمع الصومالى وبدرجة أساسية شريحة الشباب الصومالى، والعنصر الثانى فى الاستراتيجية هو استهداف المجتمع الإقليمى، كيف تسهم دول الإقليم فى مكافحة ظاهرة القرصنة، وبحيث ألا تتحول أراضيها إلى ملاذ أمن للقراصنة.
أما العنصر الثالث فحدد عياش بدور المجتمع الدولى فى حشد جهوده، باعتبار أن أعمال القرصنة تتم قبالة السواحل الصومالية، وفى المياه الدولية لخليج عدن وهى مناطق ذات حيوية خاصة بالنسبة لحركة الملاحة ومصالح كافة دول العالم، وبالتالى نحن نسعى لحشد الجهود لتساهم كافة الدول سواء الدول المتضررة أو الدول ذات المصالح تسهم جميعها لاستئصال هذه الظاهرة الخطيرة والتصدى لها.
ورداً على سؤال عما إذا كان استخدام القوة العسكرية سينهى ظاهرة القرصنة، أوضح عياش أن الحل السياسى بدرجة أولى هو الحل الأمثل، وخاصة معالجة الأوضاع المتدهورة فى الصومال الشقيق، بمعنى أن تسهم كل الدول العربية تحت مظله جامعة الدول العربية وبالتعاون مع الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، لمعالجة ظاهرة القرصنة على الأرض، لأن منطلق القرصنة يأتى من الأراضى الصومالية، وحتى نستطيع أن نعالج مشكلة القرصنة فى البحر يجب أن نعالج المشكلة السياسية فى الأرض.
فى اجتماع بالخارجية:
الحل السياسى قبل العسكرى لمكافحة القرصنة
الإثنين، 25 مايو 2009 03:02 م
الاجتماع الدولى لمجموعة العمل الرابعة - تصوير سامى وهيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة