سامى عبد الجيد أحمد يكتب: أخاطبكم ولست أخطب فيكم

الأحد، 24 مايو 2009 10:53 ص
سامى عبد الجيد أحمد يكتب: أخاطبكم ولست أخطب فيكم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن أخاطب رئيسا ولا وزيرا ولا حزبيا ولا مدعيا ولا داعراً سياسياً، ولا بوقا من أبواق الظلم والنفاق.

لكنى أريد أن أخاطب الشيخ على منبره والقس فى هيكله, والحبر فى صومعته، أريد أن أخاطب المسلم الساجد فى مسجده والمسيحى المصلى فى كنيسته, واليهودى المتعبد فى معبدة، فكلنا نصلى لله سبحانه وتعالى إله الكون والخلق.

أخاطبهم بأن نجعل من الحب أسمى رسالة، ونجعل التسامح غاية, ونجعل للجيرة والنفس والأملاك حماية. أخاطب كل مصرى نقى القلب طاهر اليد عف اللسان، كفانا مهاترات، اتقوا الله فى شعب مصر، وأقصد شعب مصر فقراء مصر فهم أكثر الناس تضررا من الحرائق الذى يدعوا إليها الحاقدين والشامتين والمتآمرين والقابعين على قلبنا منذ سنين.

تعالوا بنا نعود إلى أيام الزمن الجميل، زمن قد يقول البعض إنه ولى وانقضى ما تبحث عنه، فمستصغر الشرر قد عرف طريقه بين أبناء الأمة, وأقول ولمَ لا نحاول أن نعيد تلك الأيام الجميلة التى جمعت بيننا فى السراء والضراء , جمعت بيننا فى الأفراح والأحزان، جمعت بيننا فى الحرب والسلام، جمعت بيننا واجتمعنا على أن يعلو صوت الحق دائما وأبدا.

أخطاب أبنائى وإخوانى وأهلى وجيرانى أيهما أفضل.. قوة الحب أم حب القوى؟ فرق كبير بين الاثنين ولا يستقيم الأمر أبدا بينهما لأنهم قطبا معادلة لن تحقق إلا الخراب على المجتمع, فالطريق مفتوح وممهد لمن يريد العيش بسلام وحب ووئام, الطريق سالك لمن يريد البناء فما أحوج بلادنا إلى التعمير والتنمية للتقدم وتحقيق الرفاهية لجيل فاقد الأمل فى الحياة. الطريق ممهد لكل جهد شريف.

ولكنى لى عتاب على المؤسسات الدينية وعلى رموزها المتكالبة على النفع الشخصى، لفئة على حساب الأخرى, وأخاطبه الزموا أماكنكم والتزموا بمقدساتكم ولا تجعلوا دينكم سلعة للمتاجرة وتحقيق الأرباح وربما من وجهة نظركم هى إنجازات، لكنها مكافلية كرهنا أسلوبها منذ زمن, من له حقوق فالعمل السياسى مفتوح والأحزاب تحتاج إلى من يعمل على تنميتها وتفعيل دورها فى المجتمع وتبنى المطالب والحقوق المهضومة لأبناء الوطن جمعاء. أخاطبهم بقوة الحب بداخلى والمخزون الذى لا ينضب ولن يتحول يوما إلى كراهية، بل أناشدهم لا تخلطوا الدين بالسياسة, لا تزرعوا فى أولادنا ثقافة التنافس فى إرضاء النظام بمنح أصواتكم إلى من لا يستحق من الفاسدين، أبناؤكم أحرار فلا تجعلوهم عبيدا لتوجه ما! علموهم حرية الاختيار!! حرية التعبير!! حرية القرار!! حرية اتخاذ القرار، ولا تكونوا وكلاء عن هذا الشعب، فالوكالة باطلة، وسوف تحاسبون عليها يوم الدين.

أما من يعتنقون حب القوة، أخاطبهم لأنبههم بأنه سوف يخيب مسعاكم، لأن هناك بسطاء يحبون هذا البلد ويعشقونه, ولن يسمحوا يوما بما حدث فى البلاد الأخرى. فبداخلنا جميعا صدى لصوت العقل، بعيدا عن التعصب الأحمق، شعب يتمتع بحكمة السنين وقدمها، بتاريخ طويل صعب نسيانه ومواقف لجيرة وصلة وتواصل أسرى غلفتها الرحمة والمحبة, صداقة لم تبنَ على المصلحة ولكن على الصدق وعدم التمييز، وأراهن من يمكنه أن يفرق بين الطفل المسلم الفقير والطفل المسيحى الفقير فكلاهما أصابه نفس المرض ونفس الإحباط ونفس الملابسات والظروف المعيشية.

أخاطب صاحب الحق، لا تتفاوض، ولا تعتقد بأنه بعد أن تحقق خطوة ما على الطريق, سوف تحقق خطوة أخرى, حقوقك طالب بها مرة واحدة دون تنازل طالما ترى أنها من حقك. ولا داعى للابتزاز بأصوات انتخابية لا تحقق مصلحة الوطن، فربما الآتى القريب والغير معلوم لنا يكون أفضل آلاف المرات من الحالى.

أخاطب كل من تسول له نفسه بحب القوة والتسلط لا تأمن غدر الزمان ودورة الأيام فانظر إلى نفسك وما هو موقفك يوم يسحب البساط من بين قدميك.

تعالوا بنا نترك حب القوة، تعالوا بنا نحب بقوة، فما أجمل كلمات الحب والتسامح والحق والإخاء والمواطنة، كلمات تحتاج إلينا جميعا، فتعالوا لنشابك أيدينا ولا ننظر إلى ما هو عليها آملين فى تحقيق هدفا منشودا جميلا وهو الرخاء والتقدم ويعود لمقولة مصر أم الدنيا ما تعنيه كما فهمناها منذ آلاف السنين..





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة