نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً لدينا جرجس، المدير التنفيذى لمنظمة "أصوات من أجل مصر ديمقراطية" دعت فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى ضرورة الاهتمام بملف الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر، إذا كان جاداً فى رغبته فى التواصل مع العالم الإسلامى. كما دعت الناشطة أوباما إلى اختيار مكان محايد بعيداً عن أية صبغة دينية، كى يلقى منه خطابه مثل مكتبة الإسكندرية.
وبدأت جرجس مقالها بالقول: يمثل المكان الذى سيلقى منه الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابه إلى العالم الإسلامى جزءاً لا يتجزأ من جوهر رسالته. فبينما الرئيس وفريقه تعهدوا بمد يد التعاون والتفاهم مع العالم الإسلامى، فإن الديمقراطيين فى مصر لا يستطيعون إلا أن يهتموا بقرار اختيار الرئيس الأمريكى مصر لإلقاء خطابه منها فى الرابع من يونيه.
وتأمل منظمة "أصوات من أجل مصر ديمقراطية" وأنصار الديمقراطية بصفة عامة أن يختار أوباما مكانا محايدا داخل مصر ويوضح دعمه للشعب المصرى فى تطلعاته للحرية والحقوق الأساسية.
فمصر دولة بها أغلبية مسلمة وذات ثقل فى العالم العربى، ولا شك فى أن وضعها فى قلب العالمين العربى والإسلامى أوحى لأوباما باختيار مكان لخطاب يحتمل أن يكون تاريخياً فى رئاسته. وفى سبيل هذا الاختيار، يجب على أوباما أن يتعامل مع بعض الحقائق الأساسية مثل أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان الخطيرة التى شابت الساحة السياسية فى مصر.
فخلال الـ 28 عاما الأخيرة، حكم قانون الطوارئ مصر والذى تم فى ظله تعليق الحريات الأساسية للشعب. فحقوق الإنسان والحريات الدينية وحكم القانون. كل ذلك تدهور بشكل كبير فى عهد الرئيس مبارك فى ظل استمرار حالة الطوارئ. فبحسب التقديرات، يوجد ما يقرب من 8 آلاف سجين سياسى لا ينتهجون العنف فى السجون المصرية. وطالما تجاهل النظام المطالب السلمية لشعبه من أجل الإصلاح الديمقراطى وأخرس بوحشية أصوات المعارضة.
وفى حين ينظر إلى مبارك فى الخارج على أنه يلعب دوراً رئيسياً فى تحقيق الاستقرار الإقليمى، فإن فساد نظامه وقمعه المستمر للشعب المصرى يقوّض أى استقرار أو أمن.
هذا الوضع مع استمرار اضطهاد الناشطين الإصلاحيين يلفت اهتمام العالم فى مصر، تم تفسير الإعلان عن زيارة أوباما على أنها تأييد ضمنى للنظام. ففى بداية هذا الشهر، قام رئيس مجلس الشعب فتحى سرور، وقد شجعه هذا التصور، بتوجيه طلب للجنة العلاقات الخارجية لعقد جلسة استثنائية لمناقشة توجيه تهم جديدة ضد الناشط سعد الدين إبراهيم حول مقاله فى واشنطن بوسط فى ديسمبر الماضى.
ويواجه إبراهيم الذى يعيش فى الخارج أكثر من 20 قضية ذات دوافع سياسية. ففى أغسطس صدر حكم غيابى بحقه بالسجن عامين "لتشويه سمعة مصر". وكان إبراهيم قد كتب فى هذا المقال يقول، إن الحكم الرشيد يجب أن يكون من بين معايير اختيار المكان الذى سيلقى منه أوباما خطابه للعالم الإسلامى، ومثل هذا المعيار من شأنه أن يمنعه من اختيار مصر وسوريا.
فى الشهر القادم سيتطلع مئات الملايين من المسلمين إلى الرئيس أوباما بأمل. فى هذه اللحظة الحرجة، تدعو جماعة "أصوات من أجل مصر ديمقراطية" الرئيس الأمريكى للتأكيد على نيته تعزيز ودعم قيم الحرية والكرامة الإنسانية ليس فقط فى الولايات المتحدة، ولكن فى جميع أنحاء العالم بدءا من مصر بوصفها نموذجاً للبلدان العربية والإسلامية. وحثت الكاتبة أوباما على توضيح فهمه أن تأييد الأنظمة الديكتاتورية فى المنطقة وسياستها القمعية ضد شعوبها يتعارض مع وعود "التغيير" و"الأمل". كما حثت إدارة أوباما على الاعتراف بأن دعم جهود الديمقراطيين ونشطاء حقوق الإنسان لا ينبغى أن ينظر إليها على أنها شكل من أشكال العقاب فى العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، بل هى عنصر أساسى فى علاقة شاملة. ودعم التعددية والديمقراطية فى مصر سيؤدى إلى جعلها شريكا قويا وموثوقا به فى مجال تعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة.
وتخلص دينا جرجس إلى القول: يسعى المصريون إلى الحياة فى دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان ويحكمها القانون. ووجود حكومة ملتزمة بمثل هذه الأهداف من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابى على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
أوباما لديه فرصة لأن يبعث برسالة واضحة إلى مصر بأن اختياره للمكان يتعلق بنضال الشعب المصرى وإنجازاته وليس بالنظام الحاكم. وأخيراً، يجب أن يلتقى أوباما ممثلى المجتمع المدنى المستقلين ويختار مكانا محايدا مثل مكتبة الإسكندرية.
ناشطة مصرية تدعو أوباما للاهتمام بحقوق الإنسان فى مصر
السبت، 23 مايو 2009 08:50 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة