هل للمرأة حسن؟ ما طبيعة هذا الحسن وما مصدره؟ هل الجمال هو الحسن أم أنهما شيئان مختلفان؟ لا..لا تذهبوا بعيدا فالموضوع جاد تماما ولا يحمل أى قدر من الغزل.. أنما هو معنى تماما بالتفسير للظاهرة وصولا إلى النتائج المستقاة منها.
قال تعالى "فيهن خيرات حسان * فبأى آلاء ربكما تكذبان * حور مقصورات فى الخيام * فبأى آلاء ربكما تكذبان * لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان * فبأى آلاء ربكما تكذبان" سورة الرحمن آيات74/70.
تشير الآيات إلى الحسن المرتبط بالخير ..وليس الحسن على إطلاقه ..فإذا اعتبرنا أن الحسن طاقة محركة مجردة من الخير فسيكون المآل سيئا ..لماذا؟ لأن الحسن بمفرده قد يثير الشرور والضغينة والحسد أيضا!! وقد نرى المرأة تتعالى بحسنها وجمالها على الأخريات فيبغضنها وقد يكدن لها، وماذا لو كنت تعرف أن الحسن كهبة أو منة من الله ..هو بمثابة رزق حسن يجب أن يكون محلا للرعاية والعناية وليس محلا للابتذال.
ثم انظر إلى صفات الحسن من حور.. أى تباين سواد العين نسبة إلى بياضها ليس هذا فقط، ولكن الاقتصار أيضا (مقصورات فى الخيام) والذى يجعل الشىء عزيزا وليس سهل المنال. ومن هنا تكون قيمته فيه ما شاء الله. المعانى تنساب فتؤكد على أن الحسن فى بكارته يكون فى أسمى صوره ..(لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان) والآن هل الحسن هو الجمال؟ وهل كل جميل حسن أم العكس .فإذا كان الجمال مختلفا عليه ..فما يعجبنى ليس ضروريا أن يعجبك.. وانظر إلى المسابقات السارية فى اختيارها لملكات الجمال ..ستجد أن الناس مختلفون فى تحديد صاحبة الأولوية فى الفوز .. ومنذ وقت قريب كان هناك سجال بين بعض المتسابقات فى أحدى مسابقات ملكات الجمال، حيث تدعى كل منهن أنها الفائزة وأن من لم يرشحونها كفائزة أولى قد جانبهم الصواب. والسبب ببساطة هو أن الكل حسناوات ولكن ليس بالضرورة أن يكن على نفس الدرجة من الجمال.أما عن الحسن فأرى أنه كمفهوم أكثر شمولا من الجمال فنحن نقول عن المأثور(ست الحسن والجمال) وأن كان الجمال _ بالضرورة _ دالا عليه فكل حسن جميل والعكس صحيح للاختلاف فى تحديد معايير الحسن والجمال. الحسن كصفة أو سمة أكثر شمولا من الجمال .. المثال المطروح يوضح بجلاء أن الجمال مختلف عليه أما الحسن.. فلا اختلاف عليه.
والخلاصة: هى أن كل حسناء ينبغى أن تحفظ حسنها وجمالها حتى لا يكونان رهناً على قضائها حتفها .. وكما رأينا فى أكثر من واقعة تداولها أروقة وقاعات المحاكم.
