روبرت فيسك: عظماء مصر رمسيس وناصر وهيكل

السبت، 23 مايو 2009 07:42 م
روبرت فيسك: عظماء مصر رمسيس وناصر وهيكل روبرت فيسك
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مقاله الأسبوعى بصحيفة الإندبندنت، تحدث روبرت فيسك، مراسل الصحيفة المخضرم لشئون الشرق الأوسط، عن الزيارة التى قام بها مؤخراً إلى مصر ولقائه مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. كما تحدث عن المحاضرة التى ألقاها فى إحدى المكتبات، وتأثر الرئيس مبارك لوفاة حفيده، ومستقبله فى الحكم السطور الآتية تحمل تفاصيل مقال فيسك..

قمت برحلة هذا الأسبوع على الطريق السريع إلى مدينة الإسكندرية من مدينة القاهرة المجنونة لألتقى صديقى العجوز محمد حسنين هيكل.

كان يتعين على أن أقول كلمة "عجوز" بين علامتى تنصيص، لأن محمد لا يزال شاباً وأتمنى أن يعيش عشر سنوات أخرى. وهذا قد يجعله يصل إلى سن السادسة والتسعين، أى أكبر بثلاث سنوات من والدى الذى عاصر الحرب العالمية الأولى، وأكبر بخمس سنوات من الرئيس المصرى حسنى مبارك. كل مرة أودع فيها هيكل أدعو الله أن أراه مرة أخرى، وكذلك سائقه (هو من أسوان، وله بشرة داكنة أكثر بالطبع، ويدعى محمد أيضاً)، إذا أراد الله، كما يجب أن نقول جميعاً هنا.

وقلت الشىء نفسه عندما استقليت طائرة فى طريق العودة إلى لبنان هذا الأسبوع، وكان أفضل شىء فى القاهرة طائرة مرسوم على ذيلها شجرة أرز فى طريق عودتها إلى لبنان، وقد وافقنى هيكل على ذلك. لن أقول لكم ما تحدثت بشأنه أنا وهيكل لأن آخر مرة فعلنا فيها هذا جلبت له كثيراً من المشكلات، ولا أريد أن أفعل هذا مرة ثانية.

لكننا ناقشنا الموت والعمر وقلت له إن هناك ثلاثة عظماء مصريين فقط، الفرعون رمسيس وجمال عبد الناصر ومحمد حسنين هيكل. قادنى إلى حديقة مزرعته فى الدلتا المصرية وجلسنا وسط الأخضر واتفقنا على أننا لم نشهد فى الشرق الأوسط أبداً حرباً أسوأ أو أكثر خطورة، وقلت له أيضا إنه منذ أن أصبح يعيش فى الجنة، فلن يكن هناك جدوى من الموت.

حسنى مبارك هو الرجل الذى انتقدته دائما، لكنه إنسان، وأذكر جيداً كيف شارك فى جنازة ابن الرئيس السورى السابق حافظ الأسد، باسل، والذى كان من المفترض أن يكون خليفته فى سوريا (دعونا نتحدث بصراحة)، وكيف قام مبارك عندما كان حافظ الأسد على وشك الإغماء بالوقوف بجانبه وربط على ذراعه كشقيق.

هذا الأسبوع، توفى حفيد الرئيس مبارك، محمد علاء، البالغ من العمر 12 عاماً، وطالبت سوزان مبارك القصر الرئاسى وطلبت منهم عدم إخبار الرئيس بوفاة حفيده. ماذا سيكون مستقبل مبارك؟ لا شك أن الرئيس "باراكا" كما ينطقها صديقى الإيرلندى "يقصد الرئيس الأمريكى باراك أوباما" سيفكر فى هذا الأمر أيضاً هذا الأسبوع.

يجب على أن أقول إنه فى هذه الليلة تلقيت دعوة للحديث فى إحدى المكتبات فى حى المهندسين عن الشرق الأوسط، وكررت ما قلته أنا وهيكل، وهو أن المنطقة، فى حياتنا، لم تكن خطيرة أبداً على الإطلاق.

كان هناك رجل طويل ذى شعر أبيض، قال إنه مصرى وطنى وأنه يهتم بمصر كدولة أكثر من كونها جزءاً من العالم العربى، وأنه يريد الحفاظ على أمن "الدولة المصرية الوطنية" أكثر من الدولة العربية. قلت له إنه يجب أن يهتم بالعدالة أكثر مما يبدو أنه يهتم بالأمن، فانخرط الحضور، وكانوا جميعاً ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً، فى التصفيق الحاد. وأنا أعتقد أن المصريين، نعم مصريى حسنى مبارك، سيتفهمون المستقبل وسيكونون قادرين للحديث عنه.

وأجرت معى ثلاثة شابات مصريات مقابلات، سئلت خلالها أسئلة جادة تحمل قدراً من الثقافة، وسألت نفسى ما إذا كان المصريون أقل ثقافة عما أتذكر، وأنه ربما هيكل لم يفهم مصر بشكل خاطئ. عدت إلى القاهرة مع سائق هيكل، وطلبت منه أن أرى الأهرامات، فظهرت على يمين السيارة ساطعة نابضة بالحياة والطاقة والخطر، وأمعت النظر فيها بحب ورعب كبيرين، وتساءلت لماذا لم أشعر بالتعب من مصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة