"الأزمة العالمية".. حجة رجال الأعمال للخلاص من العمال

يعانى عشرات العاملين بشركة الأهرام للتجارة والصناعة التسريح من مصنع الشركة بسبب مطالبتهم بصرف رواتبهم.

لم يقم العمال بالاحتجاج أو الاعتصام حتى يتم تسريحهم وإيقافهم عن العمل بشركة الأهرام للتجارة والصناعة، وهى إحدى شركات صناعة الأجولة البلاستيك والموجودة بالمنطقة الصناعية الرابعة والسادسة بمحافظة 6 أكتوبر، وناشد العمال رجل الأعمال رءوف مكرم شماس بإعادتهم مرة أخرى لعملهم.

وبدأت مشكلة العاملين عندما طالبوا بصرف الرواتب الخاصة بهم والحافز الشهرى فقامت إدارة الشركة بطردهم. وكشف العمال أنه تم استدراج البعض منهم للإدارة بالمنطقة الصناعية السادسة بـ6 أكتوبر وإجبارهم على توقيع شيكات بمبالغ باهظة ومنهم من يجبر على أخذ سياراتهم الشخصية، ومن ثم يتم تهديدهم للتنازل على باقى المستحقات المالية لدى الشركة.

وتمت مساومة أحد العاملين عن التنازل على مستحقاته المالية التى ورد بها ماكينات وتجهيزات بلغت 172 ألف جنيه أو الاستغناء عن السيارة، وتم تسجيل محضرين رقم 3944 لسنة 2009 لسرقة سيارة "دايو لانوس" رقم 59854 "مرور الجيزة" بجنح أكتوبر ثانى، ومحضر إدارى برقم 1875 لسنة 2009 إدارة أكتوبر ثانى.

وضمت شكوى العاملين والمحضرين لشكوى مكتب العمل بأكتوبر إلا أن العاملين أكدوا عدم جدوى مكتب العمل حتى الآن. توقع مركز تحديث الصناعة تسريح مئات العمال فى الأيام القادمة حيث أكد أدهم نديم مدير المركز بأن المصانع ستلجأ لتسريح 45 % من العمالة الحالية لأنها غير مدربة, وقال إن مصنعا به 2 مليون عامل فى مجال الصناعة بينهم 65 % مؤمن عليهم, والباقى خارج مظلة التأمين مما يتطلب خطة للتأمين عليهم.

ورصدت دار الخدمات النقابية والعمالية تسريح 6100 عامل خلال شهر إبريل الماضى فى قطاعات مختلفة منها الغزل والنسيج, والملابس الجاهزة, والسياحة, والبناء والأخشاب، والبنوك, والصناعات الغذائية,والصناعات المعدنية, والأدوية.

كما تم تخفيض الرواتب والحوافز, ووصل الأمر إلى إلغائها فى بعض الأحيان, وفرض جزاءات على العمال. وفى قطاع السياحة تم تسريح 270 عامل، وأنتهج أصحاب الفنادق وشركات السياحة سياسة الإجازات غير مدفوعة الأجر. أما فى قطاع البناء والأخشاب تم تسريح ما يقرب من 1400 عامل وعاملة بالفصل أو المعاش المبكر أو بإيقاف بعض خطوط الإنتاج, وفى الصناعات الغذائية تم تسريح حوالى 700 عامل وإجبار العاملين على توقيع إيصالات أمانة أو الاستقالة.

وتقول فاطمة رمضان الباحثة العمالية وعضو سكرتارية اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية، إن رجال الأعمال هم المستفيدون من الأزمة المالية العالمية، والعمال هم أول من يدفعون الثمن، مؤكدة بأن هناك أمثلة كثيرة منها عمال شركة الحفر التى تحقق أرباحا وتتوسع فى عملها، وفى الوقت نفسه سرحت 1400 عامل على مدار الستة أشهر السابقة, وأيضا شركة ديبرس لبناء اليخوت فصلت فى 6 شهور عددا من العمال، وقالت محاضر مكتب العمل إن السبب الرئيسى هو الأزمة المالية. وهناك حالات فصل كثيرة, وتقليل للحوافز تحت مسمى الأزمة المالية. كما تتوقع فاطمة تصفية بعض الشركات تحت مسمى الأزمة المالية للاستفادة من الأرض ومنها شركة حليج الأقطان, والمنصورة أسبانيا, وغزل شبين, و تليمصر, وأيضا أشارت فاطمة إلى قطاع الغزل والنسيج الذى يواجه صعوبات فى ظل الأزمة.

وقالت فاطمة إن الدولة تنحاز لرجال الأعمال، مؤكدة بأن إعطاء رجال الأعمال دعما من صندوق الطوارئ لا يأتى فى صالح العمال حيث إن هذه الشركات لم تلتزم بالدعم وقامت بفصل العمال. وقالت إن رجال الأعمال يكسبون وقت الرواج ويمصون دماء العمال وقت الأزمة, مشيرة إلى أنهم ليسوا فى حاجة للتحايل فالدولة منحازة لهم. وتشير فاطمة رمضان إلى حالة التواطؤ والصمت من قبل أجهزة الدولة, منها وزارة القوى العاملة والبترول.