قبل ثلاث سنوات، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا لها فى يوم 8 أغسطس2006 بعنوان «الخفايا التى لم يكن جيش الاحتلال يعرفها».. وتناولت الصحيفة وثيقة الارتباط بأجهزة الاستخبارات الأمريكية.. التطور الذى طرأ على تقنيات القتال التى كان يستخدمها حزب الله.. وطبعا اتهمت الصحيفة سوريا وإيران بتزويد الحزب بأسلحة متطورة مكنته من إنزال خسائر فى جيش الاحتلال الإسرائيلى.. ومن بين ما قالته الصحيفة عن هذا التطور فى عمليات التفجير التى ينفذها الحزب وخاصة زرع القنابل.. قالت الصحيفة: «كان حزب الله قد بدأ بصنع عبوات ناسفة يجرى تفجيرها بواسطة أسلاك، إلا أن الصهاينة تعلموا كيف يتغلبون على هذه الوسيلة بمركبات مزودة بأجهزة لقطع الأسلاك. وانتقل الحزب بعد ذلك إلى استخدام عبوات وسائل أخرى.. واستخدم الحزب بعد ذلك وسيلة التفجير عن طريق الهواتف المحمولة، ثم فى وقت لاحق نظام مزدوجا للهواتف المحمولة».ا
أحد الضباط الكبار فى فرق التحقيق أكد أنه تم تخصيص مئات من رجال الأمن لفحص المكان أو بمعنى أدق المترددين على المكان.. وهذا هو سر إعادة نشر مئات من رجال الأمن السريين فى منطقة الحسين.. بعد التأكد أنهم أمام نوع جديد من العمليات.. التى يجب دراستها جيدا لتوجيه الضربة المضادة التى تحقق الردع. مرت ثلاثة أشهر وتكرر المشهد وبنفس السيناريو.. تقريبا.. لكن هذه المرة تم اختيار مقر أحد أكبر الكنائس فى مصر الساعة الثامنة.. دوى انفجار أسفل سيارة متوقفة أمام الكنيسة.. المثير فى الأمر أن العبوة كانت مثبتة أسفل السيارة.. وقدم خبراء المعمل الجنائى تصوراتهم المبنية على ثوابت علمية.. بما حدث.. لكن بعد دقائق من اكتمال وصول خبراء مكافحة الإرهاب من جميع الأجهزة الأمنية..
تم اكتشاف القنبلة الثانية.. وطبعا كان من المتوقع فرار الجناة من المنطقة.. محطة المترو القريبة من المكان كانت الهدف الأول لعمليات التمشيط عشرات من رجال الأمن فحصوا كل من يدخلها.. فمن المرجح حسب مصدر خاص أن الجناة استخدموها فى الهرب من المكان ربما إلى سيارة كانت تنتظرهم فى محطة تالية والمرجح أنها سراى القبة.. أيا كانت التصورات المبدئية لهروب الجناة، لكن المؤكد أن سرعة انتقال خبراء المفرقعات وخبرة التعامل مع قنبلتى الحسين.. كان عاملا مساعدا فى السيطرة على الموقف.. لكن القنبلة الثانية التى انفجرت.. كانت تقريبا مثبتة فى »عفشة« السيارة من أسفل..
وهو ما جعل أجهزة الأمن تستجوب مالكى السيارتين وحسب المصطلح الأمنى- فحص كل الجيران والأصدقاء والمتعاملين معهما.. وبينهم الميكانيكى الذى يتولى إصلاح السيارتين. الجديد فى حادث الزيتون هو تطابق السيناريو مع سابقه فى الحسين.. لكن الذى يشغل قيادات الأمن التى تدير عمليات البحث واسعة النطاق هو استخدام تقنية الموبايل فى التفجير..
وهو ما جعل رجال الأمن يوسعون احتمالات البحث.. ولم يعد مستبعدا أن تكون هناك عناصر إقليمية متورطة فى الجريمة.. خاصة فى الدعم الفنى »اللوجستى« لعناصر محلية بالتأكيد هناك من له خبرة فى التفجيرات خاصة استخدام الموبايل فى التفجيرات.. لكن يبقى سؤال لم يقدم لنا أحد الإجابة عليه.. وهو: لماذا تكون العبوات الناسفة صغيرة «وليست بدائية» كما يردد البعض.. ولماذا عبوتان من البارود المخلوط بأجسام صلبة صغيرة.. هل هناك من يرسل تحذيرات لمصر بأنه قادر على تعكير صفو الأمان بها..؟ أم أنه تنظيم محلى جديد استعان بخبرات سابقة لجماعات إرهابية كبيرة؟
الأيام أو الأسابيع القادمة ربما تحمل الإجابة على التساؤلات.. والسؤال: هل هم هواة طوروا من أدواتهم..؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة