ضاقت صدورنا ودمعت أعيننا وأحزننا خبر فراق محمد علاء حسنى مبارك أسكنه الله تعالى فسيح جناته وأعمه برحمته وشمله بمغفرته ورضوانه.. كما تضيق صدورنا ويحزننا ويكربنا خبر وفاة أى مسلم من أمة محمد عليه الصلاة والسلام .. كأى عربى وكأى مصرى آدمى له الحق فى الحياة، وبكل الرضا.. له أجل مسمى كتبه عليه تبارك وتعالى، وكل شىء عنده بأجل مسمى..
لكنى أتساءل كم من طفل وشاب وامرأة ورجل وشيخ لقوا مصرعهم فى حادث عبارة السلام وامتزجت دماؤهم بماء البحر وابتلعهم.. أو فى نزيف السكك الحديدية وحوادث القطارات المتتالية فى مصرنا أو فى حوادث ترعة الإبراهيمية الأزلية أو فى دماء الإسفلت التى لا تتجمد بطرق السفر البرية التى تربط مدننا ببعضها، وحوادث حافلات الطلبة الجامعيين أو السائحين أو الحجاج المعتمرين أو حوادث الطرق داخل المدن وغيرها من الحوادث والنكبات التى تحدث وتقع تحت مظلة تعدد الأسباب والاتهامات والجرائم والإهمال، لتكون النتيجة واحدة: استنزاف المئات والمئات من شعب مصر العريق. وكم من هذا الشعب الصامد من أطفاله ونسائه ورجاله وشيوخه ماتوا طريحى الفراش لحاجتهم لدواء أو جراحات داخل مصر أو خارجها لم تتوفر لهم، وكم من مريض وكم من متوفى بسبب غزو مرض أنفلونزا الطيور بلادنا.
وكم من شعب مصر استنزف ولقى حتفه فى سقوط المبانى بطوابقها الهرمة أو حتى التى فى عز شبابها على رؤوسهم لتكون قبورهم أو مستقبلهم المشرد، أو كما يحدث فى الإسكندرية أو فى الدويقة وجبل المقطم مؤخراً على سبيل التعداد وليس الحصر.. وهذا إن تحدثنا على الصعيد المصرى المحلى ولكن إن تحدثنا على صعيد الوطن العربى أو العالم الإسلامى نجد أنفسنا بصدد مجازر ومذابح فلسطين والعراق وأفغانستان وأزمات السودان والصومال وغيرهم حدث ولا حرج ...
هذا ولم ترتد قناة مصرية واحدة محلية أو فضائية ثوباً أسود لتعلن الحداد وترفع راية الأسى والحزن ولو ليوم واحد .. حداد حقيقى وليس إخبارى وسبق إعلامى فى بضعة برامج كخبر يجب تقصيه من جملة الأخبار الكثيرة والمصائب المهولة المتواترة التى لا نهاية ولا حصر لها دون عزاء حقيقى وصادق يثلج صدور ضحاياها بلا اعتبار للآدمية والإنسانية والحقوق البشرية، لتكون الأولوية والأفضلية والحصر للمراكز والمناصب الرئاسية والسياسية والطبقية الاجتماعية العليا أو كما عهدنا على طريقة "اخترناك اخترناك"..
وربما لأنه لو عزمت المحليات والفضائيات على الحداد وتسابقت فى الإقدام على قبول العزاء فى كل مصيبة أو كارثة تحدث فى مصرنا الحبيبة لكانت كل أيامهم حداد كما هى أيام مصر كلها حداد.. والبـقــــاء لله . وللفقيد والفقداء نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة وفسيح الجنات.
