تنظم مؤتمرا حول مكافحة القرصنة الأسبوع القادم بالقاهرة..

الحكومة تسمح لشركة أمن أمريكية بالعمل فى مواجهة القرصنة من القاهرة

الخميس، 21 مايو 2009 11:19 م
الحكومة تسمح لشركة أمن أمريكية بالعمل فى مواجهة القرصنة من القاهرة حسام زكى
كتبت ميريت إبراهيم وبهاء الطويل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«مؤتمر عن القرصنة يعقد فى القاهرة يوم 27 مايو الجارى»، خبر عادى ،لكن غير العادى أن الشركة المسئولة عن تنظيمه «فينيكس» الأمريكية، وهى واحدة من شركات الموت التى تختص بتنظيم العمليات الجاسوسية والاستخباراتية، والقيام بعمليات عسكرية.

«فينيكس» تصف نفسها بأنها بارعة فى تقديم الخدمات الاستخباراتية لصالح أى دولة فى العالم، حيث إن العاملين بها ليسوا مجرد موظفين عاديين، فجميعهم كما تقول «فينيكس» على موقعها الإلكترونى، إما «ضباط مخابرات متقاعدون، عملوا فى أجهزة استخباراتية تابعة لدول كبرى، أو عملاء لهم خبرة فى العمل ضمن عناصر مخابراتية نائمة (غير نشطة)، لصالح العديد من الدول، ولهم خبرة العمل فى مختلف أنحاء العالم»، حيث تفتخر الشركة بأن هؤلاء يملكون خبرات متعددة حول الثقافات والأنظمة السياسية والظروف الداخلية لأغلب دول العالم، لذلك هم مؤهلون «للتغلغل العميق فى الأوساط المستهدفة».

أبرز الخدمات التى تقدمها «فينيكس»، هى إعداد وتنفيذ العمليات المخابراتية المضادة ضد «دول أو جماعات أو منظمات»، ومكافحة الإرهاب، وتأمين المواقع والمنشآت «ذات الطبيعة الخاصة»، وجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية، وتقول «فينيكس» إن لديها قدرات تفوق وزارات الدفاع وأجهزة المخابرات التابعة للدول، حيث إن لديها القدرة على «مواجهة التحديات التى تفشل هذه الهيئات الهامة فى التعامل معها».

أحد الأنشطة المشبوهة للشركة، تقديمها «المساعدة للأجهزة الأمنية خلال إجراءات الاستجواب والتحقيق مع المتهمين بالأنشطة الإرهابية» وما يزيد الأمر خطورة ويحمله بشبهات أكثر، هو وجود ضباط مخابرات أمريكيين عملوا بالـ CIA، ومن غير المستبعد أنهم شاركوا فى عمليات تعذيب المعتقلين فى معتقل جوانتانامو لانتزاع الاعترافات منهم. فينيكس لديها عناصر مسلحة «جنود مرتزقة»، تقول إنهم من الممكن استخدامهم فى تأمين السفن المهددة بالخطف والقرصنة فى المناطق الخطرة مثل خليج عدن، وساحل شرق أفريقيا.

المؤتمر الذى تنظمه «فينيكس» سيستمر لمدة 3 أيام، بفندق انتركونتيننتال بمركز سيتى ستارز التجارى بمدينة نصر، وتقول إدارة الشركة إن عدد المشاركين به 300 وفد، يمثلون دولا، وشركات خاصة، وخبراء من المهتمين بمواجهة مشكلة القرصنة، كما تضم قائمة المدعوين للمؤتمر مسئولين من وزارة الخارجية الأمريكية، وقناة السويس، والاتحاد الأفريقى، وقادة العمليات الخاصة فى كل من الولايات المتحدة، واليمن، وفرنسا، وألمانيا وأسبانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبى.

الغريب فى الأمر هو تبرؤ الحكومة المصرية من المؤتمر، وتقديمها نفيا قاطعا- عبر بيان رسمى من وزارة الخارجية - مشاركتها فى المؤتمر أو فى أية ترتيبات متعلقة بتنظيمه فى القاهرة، كما أكد السفير حسام زكى - المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية - «بالتأكيد لدينا علم بقيام شركة خاصة بتنظيم المؤتمر حول مكافحة القرصنة، لكنها مجرد مبادرة خاصة، ربما يكون لها إيجابياتها، لكنها ليست تحت رعاية الحكومة المصرية، أو بالتنسيق معها». لكن ما قاله زكى ينفيه ويليام بو فيلدينج، وهو أحد مسئولى «فينيكس» - يتولى حاليا منصب المدير العام لوحدة مكافحة القرصنة بالشركة- الذى أكد لـ«اليوم السابع» - خلال اتصال هاتفى - أن المؤتمر تم تنظيمه «بالاتفاق مع الحكومة المصرية»، وأشار إلى أن الشركة لها مندوبان فى مصر، وهما اللواء أحمد فؤاد عطا، والدكتور محمد زايد، وأضاف »بيننا وبين الحكومة المصرية تعاملات عديدة، وسبق وقدمنا لها عدة توصيات بشأن مكافحة القرصنة، ولا أعرف شيئا عن البيان الذى يتبرأ من المؤتمر».

«هذه سابقة أولى غريبة على المجتمع الأمنى المصرى»، قالها اللواء سامح سيف اليزل - ضابط سابق بالمخابرات - مبديا دهشته من أن يكون لمثل هذه الشركات نشاط فى مصر، حيث أكد أنه لم يسبق أن حدث هذا، وحتى فى مجال مكافحة القرصنة «التعامل يكون فقط مع أجهزة أمنية تابعة لدول، وليس شركات يملكها أفراد».

لكن إذا كانت الحكومة رافضة حقيقة لهذه الشركة المشبوهة ومؤتمرها، فمن سمح لـ«فينيكس» التى يمثل نشاطها خطراً على الأمن القومى المصرى، بتنظيم مؤتمر داخل مصر، فالمسألة كلها بالفعل كما يقول اللواء سيف اليزل «هناك علامة استفهام كبيرة حول المؤتمر والشركة المنظمة له».

لمعلوماتك...
27 من المدنيين العراقيين العزل، قتلهم جنود مرتزقة تابعون لشركات أمن خاصة فى العراق






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة