أثار قرار دولة الإمارات العربية المتحدة الخروج من مشروع العملة النقدية الخليجية الموحدة الكثير من الأراء والتوقعات بشأن مصير تلك العملة، التى جاهدت دول الخليج كثيرا من أجل إخراجها إلى النور.
وقالت صحيفة التايمز إن القرار الذى اتخذته الإمارات يعد ضربة قاتلة لمشروع العملة الخليجية الموحدة، والذى جاء على إثر خلافها مع المملكة العربية السعودية حول موقع البنك المركزى الخليجى فى المستقبل.
وتنشر الصحيفة صورة غير حقيقية لتلك العملة الموحدة، وهى موضوع عليها صورة ولى عهد السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز، ومرفقة بعنوان "تحول السعودية الدول الأخرى فى المنطقة إلى أقزام"، والمحللون يشيرون إلى قلق من أن العملة المشتركة من شأنها أن تخدم تركيز السلطة فى الرياض.
وأشارت إلى أن الدليل على تزايد حدة المنافسة وعدم الثقة بين الدولتين ظهر قبل أسبوعين عندما عقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجى للتصويت حول موقع البنك المركزى بالرياض، ولقد عبرت الإمارات عن عدة تحفظات بشأن القرار. وترى الصحيفة أن اختيار الرياض من شأنه أن يعزز من الوجود الفعلى للمملكة العربية السعودية التى تتزعم الأمانة العامة لمنظمة دول مجلس التعاون الخليجى التى مقرها السعودية.
وتؤكد أن وراء النزاع على موقع البنك المركزى، يكمن قلق عميق داخل دولة الإمارات من زيادة قوة وضع السعودية داخل مجلس التعاون الخليجى. ويقول موريس ماراثفتس المدير الإقليمى للبحوث ببنك ستاندرد تشارترد بدبى "هناك اعتقاد سائد بالإمارات بأن المملكة السعودية كونها أكبر اقتصاد تريد السيطرة على وضع السياسات فى البنك المركزى".
وتأتى دولة الإمارات العربية الثانية التى تقرر الخروج من المشروع بعد سلطنة عمان، إلا أن خروج الإمارات التى هى صاحبة أكبر خط تجارى دولى يجعل من غير المحتمل إتمام المشروع.
ويقول محللون من الخليج إن قرار الإمارات يمكن أن يؤثر على قرارات العديد من دول الخليج من خلال تسريع عملية اتخاذ القرارات داخل بعض تلك الدول التى تختلف مع رغبة المملكة العربية السعودية فى الحفاظ على ربط العملة بالدولار، وهذا من شأنه أن يؤدى بدولة الإمارات صاحبة أكبر اقتصاد فى الخليج إلى تعويم الدرهم.
وخلاصة القول إن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا.
التايمز: خروج الإمارات ضربة قاتلة لمشروع العملة الخليجية الموحدة
الخميس، 21 مايو 2009 07:59 م