أشارت صحيفة فورين بوليسى إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو قد انتصر فى رحلته إلى واشنطن من خلال دفع الرئيس الأمريكى للموافقة على وضع جدول زمنى إزاء قبول طهران حل برنامجها النووى، وذلك بعد جلسة مناقشات استمرت أكثر من ساعة حول الأمر، فلقد خرج أوباما ليؤكد أن المباحثات مع طهران لا يمكن أن تستمر للأبد.
وهذا الحل هو الوسط بين السياسة الإسرائيلية العدائية لإيران ونظيرتها الأمريكية التى تتخذ المسلك الدبلوماسى، ولكنه على الجانب الآخر يمثل انتصارا كبيرا للإسرائيليين الذين ربما هم متأكدون من فشل المفاوضات الأمريكية مع إيران ومن ثم يمكن استغلال الأمر لاتخاذ تدابير أكثر جرأة ضد إيران.
وتؤيد الصحيفة فكرة وضع جدول زمنى لتفكك البرنامج النووى الإيرانى مشيرة إلى العديد من المفاوضات السابقة الفاشلة منذ عهد الرئيس الأمريكى دونالد ريجان، ففى عام 2001 سعى الدبلوماسيون الأمريكيون إلى التعاون الإيرانى فى أفغانستان والعراق، ولكن كلا الجانبان أتهما بعضهما بالفشل فى أداء دوره، وانتهت المحادثات بتأثير محدود، كما أتت محادثات الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة مع إيران حول القضية النووية محبطة، ورفضت إيران مطالب مجلس الأمن أيضا التى تدعوها لوقف إنتاج اليورانيوم المخصب، وتقاعست عن تقديم إجابات على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووى، وعلى الرغم من أن المفاوضات لم تسفر عن شئ ولكن لا عجب من استمرار إيران فى إبداء استعدادها للمشاركة فيها.
الواقعيون يفضلون وضع حد زمنى للمفاوضات بوضع مهلة أقصاها ستة أشهر من أجل تبرير الهجوم العسكرى ولكن على الجانب الآخر تؤكد الصحيفة أن إسرائيل تعترف بأن الهجوم العسكرى على الأرجح لن يدمر البرنامج النووى الإيرانى، وذلك لأن المرافق النووية توجد تحت الأرض، ولكن الضربة يمكن أن تؤخر تطوير إيران قنبلة نووية وتسمح لإسرائيل بدفع نظام الدفع الصاروخى لها فى هذه الأثناء. فبالنسبة للإسرائيليين فإن المباحثات ستكون دليلا على تعنت إيران وتثبت أن إيران ليس لديها نية لوقف تخصيب اليورانيوم، وأنها لن تضع حدا لدعمها المالى لحزب الله وحماس.
