د. خميس الهلباوى

زيارة أوباما لمصر.. وتنبؤات ملك الأردن

الأربعاء، 20 مايو 2009 10:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من مناخ السلام والتفاؤل المسيطر على المنطقة والعالم قبل زيارة الرئيس أوباما لمصر وإلقاء خطابه المتوقع من جامعة القاهرة الموجه للعالم والعالم الإسلامى بصفة خاصة، نجد تصريحا صحفياً من جلالة ملك الأردن يفيد بتوقع سيادته لقيام الحرب فى منطقة الشرق الأوسط خلال 18 شهراً.

ومن المعروف أن الرئيس أوباما يحمل فى أجندته تصميما أمريكيا على قيام دولة فلسطينية إلى جوار الدولة اليهودية "إسرائيل"، وهو ما لا توافق عليه إسرائيل كما عودتنا من ممارساتها السابقة، بالإضافة إلى خطط حكومة الحزب الديمقراطى الأمريكى بالتعامل بشئ أكثر من الدبلوماسية الهادئة مع بعض الملفات مثل الملف الإيرانى وملف أفغانستان وملف الإرهاب، وهو ما لا ترضى عنه إسرائيل، وفقا لمخططاتها التوسعية.

وجاء تصريح ملك الأردن، غامضاً يثير من علامات الاستفهام الكثير، ونعتقد أن التنبؤ بقيام الحرب القادمة فى الشرق الأوسط خلال 18 شهراً، إنما جاء على خلفية استقراء الملك للأحداث الجارية ومن تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى فى المنطقة، وأعتقد أن جلالة ملك الأردن استنبط هذا التصريح من معرفته بأهداف وخطط إسرائيل التوسعية الموثقة فى كتبهم، ومن الأحداث السابقة منذ حرب الإبادة التى شنتها إسرائيل على المدنيين العزل من شعب غزة الشقيق، وحرب العراق، ثم من النوايا والأحداث المتوقعة من الأطراف المختلفة فى المنطقة:

1- فإسرائيل برغم عنف العدوان على غزة وشراسته واستخدام أسلحة محرمة لم تستطيع تحقيق أهدافها بتصدير وتحويل شعب غزة إلى سيناء وتفريغ غزة من شعبها، وهو هدف قديم تحدث عنه شارون وليفنى، ولم تمكنهم مصر من هذا بعدم استجابتها لطلبات حماس والإخوان وسوريا وقطر بفتح المعبر بصفة مطلقة، ولكنها حرصت على فتحه بطريقة تساعد على نقل المساعدات والجرحى الفلسطينيين دون التصريح بتحويل شعب غزة من غزة إلى سيناء وتفريغ القضية الفلسطينية من معناها ومضمونها، وأعتقد أن إسرائيل لم تصرف نظرها عن هذا الهدف بعد، وأنها ستعيد الكرة مرة أخرى لتحقيق أهدافها، وهو يعتبر سببا فرعيا لقيام إسرائيل بتكرار المحاولة.

2- المعلن من سياسة أمريكا وتصريحات المسئولين فيها بما فيهم أوباما أن أمريكا مصرة على قيام دولتين فى المنطقة إسرائيل وفلسطين، وزاد الخناق نظرياً على إسرائيل التى ليس من أهدافها السلام مع الفلسطينيين، وإسرائيل يمكنها ضرب كرسيا فى الكلوب ووضع أمريكا أمام الأمر الواقع، بشن حرب على إيران وسوريا ولبنان لتحقيق أهدافها فى لبنان 5/19/2009 لتعيد القضية إلى المربع الأول، ويصبح أوباما أمام الأمر الواقع، وينسى ولو مؤقتاً مسألة إنشاء دولتين كما هو مخطط، ولا عجب فى هذا فهذه هى إسرائيل منذ أن عرفناها.

3- قرار حكومة الولايات المتحدة باتباع سياسة جديدة بالنسبة للعالم، تكون أكثر اتزانا وعقلاً بدلا من سياسة بوش الهوجاء التى أدت بأمريكا إلى خسارة معظم شعوب العالم تقريباً إرضاءً لإسرائيل وغرور إسرائيل ومخططات إسرائيل، هذا القرار أغضب إسرائيل وجعلها تفكر فى طريقة توقف بها لأمريكا عن تنفيذ مخططاتها التى هى فى صالح الشعب الأمريكى، خاصة قرارها باستخدام أسلوب أكثر دبلوماسية وهدوءا بالنسبة للمشكلة الإيرانية ونظراً لأن إسرائيل دولة عدوانية بطبعها ولن تقبل بسلام مع العالم العربى، فإنها يمكن أن تقضى على الخطط الهادئة لحكم الديمقراطيين الأمريكان بشن حرب مفاجئة على إيران وسوريا وغزة فى آن واحد، تضع أوباما أمام الأمر الواقع، حتى تغير حكومة الولايات المتحدة من سياستها وخططها وتعود إلى الوضع ما قبل قدم أوباما إلى الحكم.

وأعتقد أن زيارة نتانياهو الحالية إلى الولايات المتحدة ستشهد الكثير من المؤامرات وسيحاول اللوبى اليهودى الضغط بكل قواه على حكومة أوباما لعدولها عن الخطة التى وافقت عليها بخصوص حل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية، ولإثناء أوباما وحكومته وحزبه عن الميل للعرب أو اتجاه سياسة تغير من الوضع الذى وضعه بوش، وقد تكون 18 شهراً أو أقل، كافية لقيام تلك الحرب فى تقدير ملك الأردن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة