بدأت عملية إطلاق الأعيرة النارية فى الساعة الثانية والنصف من عصر أمس الثلاثاء واستمرت من 18 إلى 24 دقيقة، وتولى 4 أفراد من عائلة الدرلى إطلاق ما يقترب من 72 إلى 80 طلق نارى من أسلحة آلية، وبدأ إطلاق الأعيرة النارية على بعد 28 مترا عن محكمة الصف حتى وصل إلى مبنى المحكمة نفسه.
البداية كانت بخلاف بين عائلتى أبو حماد والدرلى على أرض صحراوية مساحتها 105 أفدنة موجودة على مدخل قرية الوادى من الطريق الدولى المتجه لأطفيح، وكان قد وقع بين العائلتين نزاع عليها يوم الاثنين الماضى نتج عنها إصابة فرد من عائلة أبو حامد وآخر من الدرلى... وعليه ألقت أجهزة الأمن القبض على أربعة أفراد من العائلتين للتحقيق معهم، وتم عرضهم على نيابة الصف فى فترتها المسائية يوم الاثنين، وأشار محمد القاضى رئيس النيابة بعرضها فى باكر صباح الثلاثاء.
فى صباح يوم الثلاثاء بدأت نيابة الصف فى التحقيق مع المتهمين الأربعة والاستماع إلى أقوالهم داخل غرف التحقيق، أما خارج الغرف فكان العديد من أهالى العائلتين وكانت الأمور تسير بصورة طبيعية حتى الواحدة والنصف عندما طلب المحامى المتواجد مع عائلة أبو حماد من أحد أفراد العائلة أن يذهب للمكتبة الموجودة بجوار المحكمة ويقوم بتصوير ورقه هناك.. وهو ما حدث بالفعل فبمجرد خروج أحد أفراد عائلة أبو حماد من المحكمة قابله 8 أفراد من عائلة الدرلى وقطعوا عليه الطريق وقاموا بالتعدى عليه بالضرب بواسطة "عصا حديد وشوم" فحاول الهرب منه فقاموا بإطلاق الأعيرة النارية عليه.
وحاول الرجل الاحتماء بأى مكان إلا أنه لم يجد سوى المحكمة التى تبعد عنه 28 مترا ملاذا آمنا له فصعد على سلم المحكمة وملابسة مختلطة بالدماء، وهنا فزع جميع من كانوا بالمحكمة عندما رأوه خاصة أن أبناء عائلة الدرلى واصلوا إطلاق الأعيرة النارية التى نتج عنها تحطم واجهات الزجاج والنوافذ فى المحكمة ووصلت أعداد الطلقات النارية إلى ما يقترب من 72 إلى 80 طلقة، واستمرت ما يقترب من 22 دقيقة.
الموقف داخل المحكمة كان صعبا للغاية فهى حصن الأمن والأمان.. فكيف يطلق عليها النيران وكيف تكون تلك المهزلة. المحامون خرجوا من مكتبهم بالدور السفلى وتبادلوا الألفاظ غير اللائقة عن الأمن والأمان والحراسة وانعدامها والمتهمون فى القضايا المختلفة استطاع بعضهم الهرب، أما وكلاء النيابة والبالغ عددهم 13 إضافة إلى رئيس النيابة فقد توجهوا سريعا إلى الاستراحات بعيدا عن تلك الأعيرة النارية.. وتم احتجاز الجميع داخل المحكمة، وبعدها توالت الاتصالات بالمستشار حمادة الصاوى المحامى العام لنيابيات جنوب الجيزة ومنه إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وعلى التوازى بالمستشار ممدوح مرعى وزير العدل ومتابعة ومباشرة من اللواء حبيب العادلى والتكثيف الأمنى للحراسة حول المحكمة عقب الحادث من رجال الأمن المركزى وأمن الدولة.
المشهد داخل المحكمة انتهى بأن يحتمى كل شخص فى أى مكان إلا أن المشهد خراجها كان أكثر "اكشن" كما يقال فى أفلام السينما، فلم يهرب أبناء عائلة الدرلى بعد إطلاق الأعيرة النارية إنما قاموا بالسطو على سيارة " ¼ نقل" يمتلكها أحد أفراد عائلة أبو حماد... وظن أبناء عائلة الدرلى أن السيارة موجود بها عقد ملكية الأرض المتنازع عليها، إلا أنهم لم يجدوه ووجدوا 30 ألف فدان، كان أبناء عائلة أبو حماد أحضروهم لدفعهم إلى النيابة فى حالة إخلاء سبيل أبنائهم بكفالة مادية.
أبناء عائلة الدرلى استولوا على السيارة وعلى الـ30 ألف جنيه واسقلوها إلى قرية "اسكر" وهى القرية التى تعيش بها عائلة أبو حماد... ففى وسط القرية قاموا بإطلاق عشرات الأعيرة النارية ومثلو بالسيارة وسط مرأى ومسمع من جميع أهل القرية كوسيلة منهم لأهانتهم داخل قريتهم ثم تركوها مكانها خردة لا قيمة لها.
هنا انتهى دور رجال الدرلى فى إطلاق الأعيرة النارية وفى إهانة عائلة أبو حماد وسط أهالى قريتهم وجاء دورهم فى الهروب إلى أى مكان أمن وسط الصحراء وبين الجبال إلا أنه فى اللحظات التى اتخذوا فيها ذلك القرار " كانت الدنيا مقلوبة" كما نقل لنا أحد الشهود، فأمام المحكمة تواجدت على الفور عشرات سيارات الأمن المركزى ورجال أمن الدولة وكان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وممدوح مرعى وزير العدل واللواء حبيب العادلى وزير الداخلية يتابعون تطورات الموقف وبالفعل انتشرت قوات الأمن فى مدينتى الصف وأطفيح وعلى جميع المداخل والمخارج، إلى أن تم القبض على 4 من عائلة الدرلى وهروب 4 آخرين، والمقبوض عليهم هم اثنان أشقاء والآخرين أولاد عم.
وكان القبض عليهم فى ساعات متأخرة من مساء أمس الثلاثاء وبالتحديد فى العاشرة والنصف مساء وتم عرضهم مباشرة على النيابة العامة فى الصف فباشر معهم التحقيقات محمد القاضى رئيس النيابة واستمرت تلك التحقيقات حتى الساعات الرابعة من عصر اليوم الأربعاء، انتهت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، كما تم تكليف أعضاء النيابة بإجراء المعاينات للسيارات التى أطلقوا منها النيران والسيارة التى أطلق عليها النيران، ومعاينة مداخل المحكمة التى تلقت العديد من الطلقات إضافة إلى معاينة الأرض محل النزاع.